تقارير

ميركل لأردوغان: أوروبا كلها ستكون ضدك لو تجرأت على اليونان ويكفي مصيبتك في ليبيا

دخلت تركيا على خط الأطماع الأوروبية في ليبيا من الباب الواسع. لم يكن المحتل التركي موجودا منذ البداية، صحيح أن حلف الناتو قد تدخل لإزاحة النظام الجماهيري في عام 2011 وإسقاطه بالقوة وسط مؤامرة دولية على البلاد. لكن تركيا آنذاك لم تكن في الحسابات، وكانت في المقدمة فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وعلى الجانب الأخر روسيا.

لكن بعد أن قامت حكومة السراج غير الشرعية باستدعائها أواخر عام 2019، تغيرت “الحسبة” أمام أردوغان، لم يعد همه حجز نصيبه في “الكعكة داخل ليبيا” ولكن نهب ما يمكن قضمه في شرق المتوسط. 

وبعيدا عن الصراع الضاري، بين قوى الناتو في ليبيا رأت انجيلا ميركل، أن تحرش أردوغان بفرنسا مرة وباليونان وقبرص مرة أخرى، سيفتح أبوابا هائلة من الصدام، فوجهت تحذيرًا مباشراً لأردوغان: بأن اليونان ستتصدى بحسم لأي تنقيب عن الغاز  في مناطقها. وحذرته من عواقب التصعيد في المتوسط، وقالت له بوضوح: إن أوروبا ستقف ضد أنقرة في حال أي مواجهة مع أثينا.

ووفق التلفزيون الألماني، قالت ميركل لأردوغان، إن اليونانيين لا يمزحون، وأنهم سيتصدون لأي تنقيب في منطقتهم، وحذرته من مواجهة ساخنة إذا خرجت السفينة التركية “أوروتش رئيس” للتنقيب في المتوسط. وقالت له: العواقب وخيمة وستواجه مشاكل مع أوروبا كلها وليس اليونان فقط.

وقال رئيس الحكومة اليونانية، كيرياكيس ميتسوتاكيس، لا يمكن للاتحاد الأوروبي الصمت على انتهاك تركيا سيادة دولتين عضوين في الاتحاد، في إشارة لليونان وقبرص.

وعلق جوزيب بوريل، ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الاوربي، علاقاتنا مع تركيا ليست على ما يرام في الوقت الحاضر. في سياق متصل، وصفت “لوموند” الفرنسية اللقاء بين بوريل وبين مسؤولين أتراك قبل الاجتماع الأخير للاتحاد الأوروبي، لتخفيف التوتر بأنه “حوار الطرشان” ولم يصل لنتائج حاسمة.

وقالت، إن بوريل تناول مع الأتراك جميع الإشكالات التي تثير استياء بروكسل والعواصم الأوروبية الأخرى، خصوصا عمليات التنقيب التركية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بقبرص. ولا يقف الاستياء عند حدود التنقيب التركي فقط في شرق المتوسط، ولكن وفق لودريان، وزير خارجية فرنسا فقد طلبت دول الاتحاد الأوروبي من بوريل، خلال الاجتماع الأخير سلسلة من الخيارات والسيناريوهات الواجب اتباعها مع تركيا وخصوصا في ليبيا، وتلقي إيضاحات من أنقرة تتعلق باحترام سيادة الدول الأوروبية، والإلتزامات المتخذة خلال مؤتمر برلين حول ليبيا، وبالتحديد ما يتعلق بحظر الأسلحة.

وفي مؤشر لافت على تبدل المزاج الأوروبي تجاه أردوغان، اقترحت مجموعة حزب الشعب الأوروبي، نشر قوات بحرية في البحر المتوسط، حال استمرت تركيا بخرق سيادة كل من قبرص واليونان على مياهها الإقليمية.

ووفق خبراء، قد يعتقد أردوغان أن الحماية الأمريكية له في ليبيا وتواطؤ واشنطن مع مخططاته، قد يحميه من الصدام مع أورروبا، لكن ما يجري في الكواليس غير ذلك وفرنسا وألمانيا له متحفزتان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى