تقارير

المدنيون يدفعون الفاتورة الباهظة في الحرب الليبية

كشفت الهجمات العشوائية، واستهداف المدنيين الليبيين طوال السنوات الماضية، وجها آخر بشعا للصراع في البلاد.

 فلم تتوقف تداعيات الحرب، عند حد تعطيل البلد بكاملها واستنزاف مواردها وتدمير مقدراتها وبنيتها التحتية، ولكنها تجاوزت ذلك، إلى استهداف المدنيين ومنازلهم في العديد من الاعتداءات الانتقامية التي لاتقرها شرائع ولا يقبلها القانون الدولي.

البعثة الأممية في ليبيا، كشفت خلال الساعات الأخيرة، حصيلة الخسائر في صفوف المدنيين في ليبيا خلال الربع الثاني من العام الجاري 2020 في الفترة من 1 ابريل وحتى 30 يونيو الماضي. حيث وثقت البعثة وقوع ما لا يقل عن 358 من الضحايا المدنيين (106 حالات وفاة و 252 إصابة بجروح). وهو ما يمثل زيادة عامة في عدد الإصابات في صفوف المدنيين بنسبة 173 % مقارنة بالفترة السابقة في الربع الأول من العام الجاري2020، وكان القتال على الأرض وفق تقرير البعثة، هو السبب الرئيس في وقوع إصابات بين المدنيين، يليه مخلفات الحرب من المتفجرات والغارات الجوية والألغام وغيرها.

وعزا تقرير البعثة الأممية، الزيادة العامة في عدد الضحايا المدنيين الليبيين، إلى التصعيد الكبير للأعمال العدائية على الرغم من النداءات من جانب الأمم المتحدة، وغيرها لوقفها.

ووفق تقرير البعثة، وعلى غرار الربع الأول من عام 2020، كان المدنيين الذين يعيشون في العاصمة طرابلس وغرب ليبيا هم الفئة الأكثر تضرراً، فقد وثقت البعثة وقوع 322 إصابة في صفوف المدنيين (85  قتيلاً و 237  إصابة بجروح) في غرب ليبيا، أي ما يمثل 89 بالمائة من إجمالي الخسائر.

وإزاء هذا التصعيد من جانب طرفي الصراع ضد المدنيين، أعربت البعثة الأممية عن بالغ قلقلها ازاء الهجمات العشوائية واستمرار استهدافهم في المناطق المأهولة بالسكان، وطالبت طرفا الصراع عبر تقريرها بمراعاة أخلاقيات الحرب وقواعد القانون الدولي.

في نفس السياق، دعا جيمس كلفرلي، الممثل الدائم للملكة المتحدة البريطانية فى الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن التي عقدت بخصوص ليبيا في وقت سابق الشهر الجاري، إلى ضرورة  معالجة مناخ الإفلات من العقاب المستمر في ليبيا ،لافتا إلى أن هذا هو السبب الذي دفع بريطانيا، لرعاية قرار بإنشاء بعثة لتقصي الحقائق في الانتهاكات والتجاوزات التي تحدث في ليبيا.

مضيفا أنه وفق تقرير البعثة الأممية أيضا، خلال الربع الأول من العام الحالي، كان الضحايا من المدنيين يمثلون 45% من اجمالي الضحايا في الحرب داخل ليبيا، كما أن طرابلس هى الأولى في العالم من حيث عدد الهجمات على المرافق الصحية والموظفين.

استمرار الاعتداءات على المدنيين، طوال 9 أعوام من الصراع في ليبيا، جعلهم الطرف الذي يدفع الفاتورة الأفدح في الحرب وكأنه لم يكف الليبيين تخريب بلدهم وتدمير مقدرات وطنهم طوال العقد الأسود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى