تقارير

المهاجرون وأردوغان والفوضى.. ليبيا تُهدد الاتحاد الأوروبي

تمثل ليبيا لدول الاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة هاجسا مرعبًا. ليس فقط بسبب التهديدات التي يمثلها التواجد التركي على الشواطىء الجنوبية لأوروبا. ولكن لتحول البلاد إلى أكبر ميدان لمواجهات إقليمية ودولية سافرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

لقد خرجت ليبيا عن السيطرة الأوروبية قبل سنوات، بعدما دار صراع استعماري عنيف بين كل من روما وفرنسا على المستعمرة السابقة وعلى حساب اهلها ومواردها. وزادت الفوضى داخل ليبيا ولم تعد مكمن للمطامع بقدر ما أصبحت مصدرا أولا للتهديد.

وقد ظهرت المخاوف الأوروبية تجاه الأوضاع في ليبيا خلال التصريحات الصادرة مؤخرا عن الاتحاد الأوروبي، حيث قال المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل: إن حل النزاع القائم في ليبيا هو المفتاح الأساسي لحل بقية المشاكل، ومن ضمنها وضع مراكز الاحتجاز داخل ليبيا ومشكلة المهاجرين. وفي محاولة للتنصل قال بيتر ستانو المتحدث باسم “بوريل”، إن الاتحاد ليس طرفاً ميدانياً في ليبيا، بل هو يعمل مع كافة الشركاء، بما في ذلك المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والسلطات الليبية لإغلاق هذه المراكز.

وعلى مدى الشهور الماضية، وبطريقة يد ممدودة بالسلاح وأخرى تدعوا للسلام، تواصلت دعوات وقف إطلاق النار من جانب الاتحاد الاوروبي داخل ليبيا والالتزام بمقرارات مؤتمر برلين. ودعا الاتحاد الأوروبي في بيان صدر عنه يوليو الجاري، ما أسماها بـ”الأطراف الإقليمية” لوقف التصعيد في ليبيا. معتبراً أن التهديد بالتدخل العسكري خطير ويؤجج النزاع بين الأطراف الليبية. في نفس السياق، قال جوزيب بوريل خلال يوليو الجاري، إن الوضع في ليبيا سيئ، وانتهاكات حظر توريد الأسلحة متواصلة.

واعتبر بوريل، أن الإجراءات الأحادية الجانب لتركيا في المتوسط مناقضة لسيادة الدول. وفي نبرة تهديد واضحة قال بوريل: لدينا عدة خيارات للرد على التحركات التركية في شرق المتوسط،  وهناك مقترحات بفرض عقوبات لوقف تصرفاتها في المتوسط.

في نفس الوقت، تقود فرنسا ترويكا أوروبية، للحيلولة دون تمادي  أردوغان في تعطيل الحل السياسي في ليبيا، ووفق خبراء فإن  الترويكا الأوروبية،  فرنسا وألمانيا وإيطاليا، معنية بالتوصل إلى حل في ليبيا كضامن لأمن القارة العجوز.

وقال الخبير السياسي، عبدالسلام الترهوني، إن موقف ترويكا أوروبا بخصوص  ليبيا قائم قائم على أساس حماية الشواطئ الجنوبية لأوروبا، وهم يدركون أن هذا لن يتحقق قبل إيقاف العربدة التركية في الشمال الأفريقي وإيقاف زحفها في ليبيا.

فالفوضى الحالية في ليبيا تقلق أوروبا، والتدخلات التركية تزيدها بالجنون، علاوة على المشكلة الأبدية الخاصة بالمهاجرين في ليبيا فرغم رصد الاتحاد الأوروبي ميزانية قدرها  455 مليون يورو لحماية المهاجرين وتدريب خفر السواحل في ليبيا. فإن القضية لم تحل بعد ومراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين لأوروبا فيها عشرات الآلاف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى