تقارير

“كوكا باسا”.. بيع الموانىء الليبية لرجل أعمال تركي وهيمنة شركات أردوغان

لا يريد المحتل التركي في ليبيا سيطرة عسكرية فحسب، كما تبدو بعض القراءات في الشأن الليبي، ولكنه في الأساس يريد سيطرة سياسية واقتصادية، وإفساح المجال أمام الشركات التركية لتنهب ليبيا وليس فقط لتتاجر مع الليبيين أو تقوم بتنفيذ بعض العقود والشراكات.

هذا ما تكشف مؤخرا، بعدما نشر موقع أفريكا انتلجنس الدولي تقريرا لافتا، يؤكد سيطرة تركيا على واردات الموانئ الليبية، من خلال رجل أعمال تركي مقرب من أردوغان، وحزب العدالة والتنمية، وبناءا على موافقة شخصية من فايز السراج رئيس الحكومة غير الشرعية في طرابلس.

وكشف التقرير، عن قرار صادر من الجمارك الليبية في طرابلس 20 يوليو الماضي، يقضي بالاستعانة بمصادر خارجية لإدارة “مذكرات” تتبع الشحنات البحرية بالتعاقد مع شركة “إس سي كي”  التركية حيث سيمنحها إشرافًا غير مسبوق على جميع السلع المستوردة إلى ليبيا والقادمة عن طريق البحر. وعليه سيتعين على الشاحنين المرور بهذه وتقديم أوراق الشحن والبوليصات وغيرها من المعاملات ذات الصلة، بما يمكنها من معرفة كل شىء عن احتياجات ليبيا الاقتصادية وواردتها من الخارج.

ووفق الموقع فالمدير التنفيذي لشركة “إس سي كي”، هو  رجل الأعمال التركي “محمد كوكاباسا” والذي وصفه وصفه التقرير، بالنشط للغاية في الشحن، وخاصة شحن النفط ومن خلال شركة أخرى، يملكها هي Neta International Transportation،

ويرأس كوكا باسا للعلم، لجنة وكلاء الشحن في غرفة الشحن التجارية التركية، ويقول التقرير، أن الطريق البحري بين تركيا وليبيا ذا أهمية أساسية لأنها هي أكبر مورد لليبيا لمجموعة من المنتجات الغذائية والصناعية والملابس ومنتجات أخرى من البضائع. وبالرغم من بعض الغضب داخل طرابلس وبالخصوص من قبل غرف التجارة الليبية وغرفة الشحن التجاري الليبية، من تداعيات قرار السراج وهيمنة تركيا على حركة الموانىء الليبية برمتها، فإن القرار سارٍ مع “كوكا باسا” وشركته التي تعمل في نحو 20 دولة أفريقية في بوركينا فاسو ومدغشقر والسنغال ونيجيريا وغيرهم.

ووفق تقارير عدة دولية، فإن السيطرة على الموانىء الليبية من خلال شركة كوكا باسا، ليس فقط الشكل الوحيد للهمينة الاقتصادية التركية على ليبيا. فالساحة الليبية أصبحت ملعباً واسعاً لتركيا وشركاتها.

وخلال الفترة الماضية عقد السراج، سلسلة من الاجتماعات للتمهيد للعودة بقوة للشركات التركية الى ليبيا مرة ثانية، وعليها أعلنت العديد من الشركات التركية عزمها العودة مرة ثانية للبلاد، من بينها شركة “كاراداينيز” القابضة التي قالت إنها سترسل فريقها إلى ليبيا خلال الفترة القادمة لإمداد غرب ليبيا بالكهرباء عن طريق ميناءي غرب طرابلس الخمس ومصراتة. فيما أعلنت شركة “كرباورشيب” التركية عن استعدادها لإرسال محطات عائمة للمساعدة في توفير التيار الكهربائي والحد من انقطاعاته المتكررة. في السياق ذاته، تقدمت العديد من الشركات التركية المملوكة لرجال الأعمال المقربين من المحتل التركي أردوغان، للحصول على الحصة الأكبر من مشاريع إعادة الإعمار والطاقة. منها شركة “جنكيز إنسات”، التي يملكها محمد جنكيز رجل الأعمال المقرب من اردوغان والعضو في حزب العدالة والتنمية.

الهيمنة الاقتصادية التركية على ليبيا أمر واضح، والبداية ببيع الموانىء دفعة واحدة “لكوكا باسا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى