تقارير

نبوءة القائد الشهيد تتحقق.. صراع ضارٍ بين المستعمرين على الثروات النفطية في ليبيا

في أغسطس 2011، عندما بدأ مخربو فبراير الخونة والمأجورين حملتهم نحو طرابلس، وبدأ الناتو الهجوم على  العاصمة، وقف القائد رحمه الله، يدعوا الليبيين جميعهم للاصطفاف للدفاع عن البلاد ضد الغزاة الأجانب قائلا بالنص: هناك مؤامرة للسيطرة على النفط الليبي والسيطرة على الأراضي الليبية، لاستعمار ليبيا مرة أخرى. واعدًا بالدفاع حتى آخر رجل وآخر إمرأة عن ليبيا.

وها هى النبوءة، على أبواب سرت حوض النفط العظيم في ليبيا تتحقق، ومع تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن الدور الذي لعبته في إسقاط النظام الجماهيري، هبطت كوكبة من القوى الإقليمية مع انتقال المعركة إلى سرت، بوابة الهلال النفطي في البلاد، لمحاولة وضع يدها على الثروة.

وعلى المحك اليوم، أعظم كنز في ليبيا، وأكبر احتياطيات نفطية في القارة الأفريقية بأكملها، تقع فريسة بين المستعمرين الذين هبطوا على البلاد.

واليوم وإذ يعيش نحو 40% من سكان ليبيا تحت خط الفقر بعد رحيل القذافي وفق تقارير الأمم المتحدة، رغم أنهم يجلسون فوق أكبر احتياطيات نفطية مؤكة في القارة السمراء برمتها، تنغمس لييبيا بعد “فبراير الأسود” في صراعات أهلية وحرب ممتدة، أنهكت بنيتها التحتية وأنهكت ضخ ثرواتها، والتي كانت قد وصلت الى نحو 3 ملايين برميل نفط في السبعينات من القرن العشرين.

ويرى محللون أن الصراع في ليبيا بالأساس، هدفه السيطرة على ثرواتها من النفط والغاز ووضع اليد على موقعها الاستراتيجي المطل على أوروبا من الجنوب.

في نفس الوقت فإن الصراع المحتدم بين فرنسا والمحتل التركي من ناحية، وبين المحتل التركي وإيطاليا من ناحية أخرة وإن كان قد تفاهما مؤخرا على صيغة ما للتعاون، هدفه أن يضمن كل أحد من المستعمرين السابقين حصته من مغانم ليبيا وثرواتها. وإذا كان الصراع بين “ايني وتوتال” عملاقي النفط في فرنسا وإيطاليا لم يهدأ بعد داخل ليبيا، وان كان قد توارى وراء الفوضى التي أحدثها المحتل التركي في الحقيقة الأساس المحرك للصراع على أرض ليبيا.

وتعد شركة “ايني” الإيطالية، الشريك الأول للنفط في ليبيا حيث تتسابق مع “توتال” الفرنسية على انتزاع حصة كبرى للتنقيب والاستكشاف والإنتاج والصيانة مع شركات تمثل مصالح أميركا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا والجزائر وروسيا. وتسيطر “ايني” على نحو على نسبة 45٪ من تقريباً من عقود النفط والغاز في ليبيا، بينما تسيطر شركة “توتال” الفرنسية على نسبة تصل الى نحو 27% من سوق النفط الليبي. وبينما تبحث شركة توتال الفرنسية عن عقود إضافية خاصة بعد الحصول على حصة شركة “ماراثون أويل ليبيا” الأميركية البالغة أكثر من 16.33% من امتيازات حقل الواحة الواقع وسط ليبيا، دخلت تركيا على الخط ودار صراع ضارٍ، على العقود القادمة.

في نفس السياق، حصلت إيطاليا من خلال شركة “إيني” على عقود ضخمة منذ عام 2007 لاستثمار الغاز بمنطقة “مليتا” غرب البلاد، بينما فازت فرنسا عام 2010 من خلال شركة “توتال”، بعقد لاستثمار الغاز بحوض “نالوت” غرب البلاد، والقريب من “مليتا”. قبل أن تعود ليبيا وتلغي العقد مع الشركة الفرنسية بعد جدل قانوني. وهناك أمل لدى إيطاليا وحلفاءها وبالخصوص الأتراك في السيطرة على حقل نالوت وحرمان فرنسا من الرجوع له ثانية وهو حقل ضخم يكفي إمداد أوروبا بالغاز لمدة 30 سنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى