محلي

حفتر يسلم واشنطن رسالة تطالب بتدخل دولي

أوج – القاهرة

أفادت مصادر مطلعة، بأن قوات الكرامة التي يقودها خليفة حفتر سلمت، اليوم الأحد، الولايات المتحدة الأمريكية رسالة تطالب فيها بتدخل دولي لمنع وصول السلاح إلى حكومة الوفاق غير الشرعية، مشيرة إلى تضمين الرسالة أيضًا رفض التفاوض مع تركيا.

وأوضحت المصادر في تصريحات لقناة “العربية”، طالعتها “أوج”، أن رسالة قوات الكرامة لأميركا طالبت برقابة دولية على المنافذ البرية والبحرية، لمنع دخول السلاح إلى الوفاق، ومنع نقل أنقرة معدات وأسلحة تركية إلى داخل البلاد”.

وأكدت المصادر، أن قوات الكرامة متمسكة بعدم الجلوس مع تركيا في أي مفاوضات مقبلة خلال الفترة القادمة، إضافة إلى تمسكها بسحب المرتزقة والميليشيات؛ حيث ترفض انخراط الأخيرة في مؤسسات الدولة كما تخطط حكومة الوفاق لذلك.

وتدحض هذه الرسالة المزاعم التي كانت توصف حفتر “برجل ليبيا القوي”، عندما زحف في الرابع من الطير/ ابريل 2019م، نحو طرابلس للاستيلاء عليها، حيث تعكس الرسالة بأنه لا فرق بينه وبين فايز السراج الذي استعان بأنقرة ضده.

وكان خليفة حفتر، الذي عاد من الولايات المتحدة إلى ليبيا مع بدء نكبة فبراير في عام 2011م، قد جدد أمس السبت، عزمه على التصدي للتدخل التركي في ليبيا، وذلك تزامنًا مع اعلان المرصد السوري لحقوق الانسان، رصده لوصول دفعة جديدة من مئات المرتزقة السوريين والإرهابيين الأجانب الذين ترسلهم أنقرة بتمويل نظام الحمدين، ليرتفع عددهم الذي وصل إلى 27 الف مرتزقًا وإرهابيًا.

وقال حفتر، خلال زيارة لكتيبة طارق بن زياد المقاتلة، ضمن “خطط التعبئة لمواجهة الغزو التركي”، حسب بيان شعبة الاعلام الحربي، طالعته “أوج”: “إن الشعب الليبي لم ير من الأتراك، سوى القتل والشر والجباية خلال 300 عام من الاحتلال التركي”، مضيفًا: “لن نرضى أبدا بالاستعمار.. الليبيون سيتصدون لكل مستعمر وسيقومون بطرده.. نحن لهم بالمرصاد وطردهم سيكون الهدف الأساسي، ويكفي ما حصل لنا في السابق”.

وأكد حفتر القريب من المخابرات الأمريكية، أن “المرتزقة الذين أتوا إلى ليبيا مأجورون ومدربون.. هذه المجموعات لا وطن لهم ولا عائلة لهم ولا صفة لهم سوى الاسترزاق”، مشددًا على أن الجيش سيلقّن هؤلاء المرتزقة الذين ترسلهم تركيا للقتال إلى جانب قوات الوفاق درسًا، وسيبعث برسالة “لمن يراقب من بعيد ويعتقد أن ليبيا لقمة سهلة”، حسب تعبيره.

وفي وقت سابق من الأمس، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، في تقرير جديد بشأن مرتزقة أردوغان في ليبيا، عن وصول دفعة جديدة من المقاتلين إلى ليبيا، تضم المئات من الجنسية السورية وآخرين أجانب، في حين عادت دفعة من نحو 6 آلاف مرتزق نحو الأراضي السورية عقب انتهاء عقودهم.

وأضاف المرصد في بيان، طالعته “أوج”، أن عدد المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا للقتال في ليبيا وصل إلى 10 آلاف إرهابي أجنبي بينهم 2500 تونسيًا، ونحو 17 ألف مرتزق سوري، بينهم 350 طفلاً دون سن 18 عامًا.

وأكد المرصد السوري، على أن الحكومة التركية تواصل نقل المرتزقة والمتطرفين إلى ليبيا للقتال إلى جانب ميليشيات حكومة الوفاق في طرابلس، مشيرًا إلى أنها تعمل أيضاً على جلب المزيد من عناصر الفصائل لتدريبهم في معسكراتها.

وفي إطار مواصلة تركيا بزج هؤلاء المرتزقة الارهابيين في ليبيا، للقتال مع حليفتها حكومة الوفاق، لتحقيق أجنداتها المستقبلية التوسعية، حذرت الأمم المتحدة، بالتزامن، من خطر تحول النزاع في ليبيا إلى حرب إقليمية، مؤكدة أن الشعب الليبي يزداد خوفًا من وقوع مصيره في أيدي لاعبين خارجيين.

وقالت المبعوثة الأممية للدعم إلى ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، خلال زيارتها إلى لندن بحسب ما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية، طالعته “أوج”: “إن الليبيون على حد سواء يشعرون بالإنهاك والخوف، وهم متعبون من الحرب ويتطلعون إلى السلام، لكنهم يخشون من أن تقرير ذلك لم يبق في أيديهم”.

وأضافت: “مع وجود عدد كبير من اللاعبين الخارجيين الذين لديهم أجنداتهم الخاصة، يعد خطر سوء التقدير واندلاع نزاع إقليمي مرتفعا.. ما يجري الآن يمثل معركة بين خصوم خارجيين بقدر ما هو حرب أهلية يفقد فيها الليبيون سيادتها”.

ورأت المبعوثة الأممية أنه من الصعب للغاية إنهاء الحرب الأهلية في ليبيا طالما تتواصل في البلاد ما سمته “حرب بالوكالة” بين قوى خارجية، في إشارة إلى تركيا التي تحارب الجيش الليبي بالنيابة عن حكومة السراج غير الشرعية، مشيرة إلى عدم بذل الجهود الكافية لمنع تهريب الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا، بما يشمل على وجه الخصوص طائرات حربية ومسيرة.

وأكدت ويليامز أنها تعمل بدأب على تأمين هدنة جديدة وإنشاء منطقة منزوعة السلاح وسط البلاد، مع الفصل بين معسكر حكومة الوفاق وقوات الكرامة، في محيط مدينة سرت، بالإضافة إلى إخراج جميع المقاتلين الأجانب بموجب جدول زمني متفق عليه قبل مغادرتها منصبها في التمور/أكتوبر المقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى