دولي

كاتب تركي: “المال” هو المحرك الأساسي لأطماع أردوغان في ليبيا وكذلك تاج الخلافة العثمانية

 

قال محلل سياسي تركي، إن الرئيس رجب أردوغان بعدما استولى على قسم كبير من أموال الليبيين، يستنزف في الوقت الحالي أموال حلفائه في طرابلس مقابل توفير الحماية لهم، وقال إن على مصر التصدي لأطماع أردوغان في ليبيا.

وكشف الكاتب التركي، سعيد سيفا، في تصريحات لصحيفة “اليوم السابع” المصرية، أبعاد تدخل أردوغان في الشأن الليبي. بالقول: يمكننا تحليل رغبة أردوغان التدخل في ليبيا من عدة زوايا؛ فمنذ أكثر من 15 عامًا يُولي اهتمامًا خاصًا بالشأن الليبي، وازداد هذا الأمر وضوحًا مؤخرًا، مُعتبرًا ليبيا مسألة قومية. كما أن هويته السياسية تأثرت بفكر نجم الدين أربكان، الذي كان يعتبره معلمه وينتمي إلى حزبه، والذي كان يعتبر ليبيا ومصر امتدادًا وشأنًا قوميًا هامًا، وسعى لتوطيد العلاقات مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.

 ونوه سعيد سيفا، بقيام البنك المركزي الليبي بإرسال  مليارات الدولارات إلى تركيا، كما لا يمكن أن ننسى أن الحكومة التركية عقب سقوط النظام الجماهيري عام 2011 استولت على أسهم المصرف الليبي الخارجي في البنك العربي التركي بأنقرة، ووضعت يدها على الأموال الليبية ومنح أردوغان لنفسه حق التصرف فيها، وعقب التوترات الجغرافية واحتدام الصراع في ليبيا سارع أردوغان إلى ليبيا وفعل أمرين: الأول عقد اتفاق مع الجانب الليبي للتنازل عن أية حقوق سابقة في البنك العربي التركي لحمايته من أية مُلاحقة قانونية، ثم بدأ في استنزاف أموال الجماعات المُتحالفة والداعمة له في ليبيا مقابل الدعم والحماية، على الرغم من رفض ومعارضة البرلمان الليبي. فالسبب الأول لتحرك أردوغان في ليبيا هو “المال”.

أما الثاني، وفق الكاتب التركي سعيد سيفا، فهو سبب سياسي، فأردوغان يُطّمع جماعات الإسلام السياسي بحلم الخلافة الإسلامية، وبالتالي فإن ليبيا حجر أساس لتحقيق مُخطط الخلافة بالنسبة لتطلعاته التوسعية؛ إذ أن السيطرة على ليبيا سيُسهِل السيطرة على مصر وتهديد الخليج، وبالتالي إعلان الخلافة وسيكون هو الخليفة لحكم المسلمين. مطالبا مصر بلعب دور بارز للتصدي لمخططات وأطماع أردوغان وجماعاته، وكذلك دول الخليج بصفة خاصة ومواصلة الضغط للتصدي لأطماعه.

وأضاف “سيفا”، أن أردوغان يطمع في إلحاق سوريا إلى دولته والسيطرة على بترولها، وكذلك بترول العراق والآن يتجه للسيطرة على بترول ليبيا، ومن ثم السيطرة على جزء كبير من سوق النفط العالمي، ومن خلاله يُصبح قوى إقليمية ودولية مؤثرة، كما أن التدخل التركي في ليبيا من شأنه تقليل الضغوط الداخلية في تركيا وصرف النظر عن المشاكل الداخلية، كما هو الحال من وراء التدخل التركي في سوريا، وكذلك يعمل على تشتيت الجيش التركي في عدة جبهات خارجية مثل سوريا وليبيا وغيرهما لإرهاقه وصرفه عن الشأن الداخلي التركي. ولضمان السيطرة على مقومات الدولة دون أي تدخل من الجيش؛ ونتذكر ما فعله أردوغان في أحداث 15 يوليو، وكيف استفاد من إشعال الاضطرابات ومنح نفسه الحجة لتغيير القيادات العسكرية بقيادات موالية سهلّت مهمته خلال السنوات الراهنة.

وتابع الكاتب التركي، سعيد سيفا، أن أطماع أردوغان في ليبيا ليست بالأمر الجديد، فقد لفت عبد الله إيشلر، قبل أكثر من 10 سنوات عندما كان بمنصب نائب رئيس الوزراء، نظر أردوغان إلى أهمية ليبيا بالنسبة لتركيا ولجماعات الجهاد والإسلام السياسي، ومؤخرًا أكد أردوغان أهميتها بكونها إرثًا تاريخيًا عثمانيًا، وروّج اعلامه خلال الشهور الأخيرة إلى عظمة وانتصارات الدولة العثمانية وتوجهاتها، وأن التواجد التركي في الأراضي الليبية يُعد انتصارًا وخطوة نحو إعادة مجد الأجداد. وأردوغان يُدرك جيدًا أن تدخله عسكريًا بقواته في الأراضي الليبية والاقتراب من الحدود المصرية سيُشعل العداء مع قوى إقليمية هامة؛ لهذا السبب لازال مُتخوفًا من الحرب المُعلنة بقوات رسمية في ليبيا ولجأ إلى الحرب بالوكالة بتوجيه وتدريب ميليشيات مسلحة ومرتزقة لخوض معارك عسكرية نيابة عنه.

وعمل على مدّ القوات المُوالية لحكومة السراج غير الشرعية، والمُتصارعة ضد قوات الشعب المسلح، بكل التجهيزات والأسلحة التركية والمعدات والملابس العسكرية فضلًا عن عناصر استخباراتية متواجدة حاليًا هناك لتخطيط وتوجيه المعارك. ونقل أردوغان الكثير من المجاهدين والعناصر المسلحة في سوريا إلى ليبيا وهناك العديد من أسماء القيادات المسلحة تعلم بهم الولايات المتحدة الأمريكية واستخباراتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى