تقارير

صفقة أمريكية في الظلام.. منطقة منزوعة السلاح وسط ليبيا تخلق التقسيم وتُسلم سرت والجفرة لحكومة السراج

دفعت الولايات المتحدة الأمريكية ليبيا للفوضى عام 2011، عندما قادت حلف الناتو لإسقاط النظام الجماهيري في ليبيا بالقوة، وإيقاف مسيرة الوطن عند نقطة حددتها واشنطن. ثم بعد سنوات من التردي، عادت واشنطن لتمسك بزمام الأمور في ليبيا من جديد. ولكن هذه المرة عبر “مخطط شيطاني” بمعنى الكلمة، قضى على آمال توحيد المؤسسات في ليبيا، ونسف أي أجندة عمل لأي مبعوث أممي قادم إلى ليبيا ومر”بممحاة” ضخمة فوق كل الحوارات السياسية، التي أطلقت من قبل بين حكومة شرق ليبيا وبين حكومة السراج غير الشرعية.

بعدما تبلور الموقف الأمريكي مؤخرا، في الاتفاق على منطقة “منزوعة السلاح” وسط ليبيا، وسط أنباء عن قيادة السفير الأمريكي رتشارد نورلاند، بدعم مباشر من ترامب العمل على تسليم سرت والجفرة والحقول النفطية لحكومة السراج غير الشرعية، وإيقاف الحرب عند المرحلة الراهنة وكشفت السفارة الأمريكية بعضا من هذا.

وأجرى السفير الأمريكي، نور لاند، اتصالا هاتفيا مع رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية،  فايز السراج، للحصول على إحاطة حول الجهود الرامية للتوصل إلى صيغة نهائية لحلّ ليبي من شأنه تعزيز وقف دائم لإطلاق النار، وزيادة الشفافية في المؤسسات الاقتصادية، ودفع العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة.

وبحسب بيان السفارة الأمريكية، فإن الأطراف الليبية تعمل على الحفاظ على سيادة ليبيا، وتنفيذ حل “منزوع السلاح” وسط ليبيا، وتمكين مؤسسة النفط من استئناف عملها الحيوي نيابة عن جميع الليبيين، وكشفت السفارة في بيانها أن السفير الأمريكي أجرى أيضا اتصالا مع باشاغا وزير الداخلية المفوض بحكومة السراج غير الشرعية، حول ما أسمته بالجهود المبذولة لبناء الثقة بين الأطراف بما من شأنه أن يؤدي إلى حلّ ليبي شامل في “سرت والجفرة”!!

في نفس السياق تم الكشف عن مشاورات أمريكية، أجراها وفد أمريكي عبر دوائر الفيديو المغلقة، بسياسيين ليبيين

برئاسة مدير مجلس الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اللواء ميغيل كوريا والسفير ريتشارد نورلاند.

من جانبه علق الباجث والأكاديمي، فرج الدردور، في تصريحات، لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الولايات المتحدة الأمريكية غيرت موقفها من الأزمة الليبية. فقد كان قبل عام يميل إلى جهة حكومة شرق ليبيا، أما الآن فاصبح في صف حكومة السراج غير الشرعية قلبا وقالبا. بعدما استشعرت واشنطن الخطر الروسي، واستثمرت التوافق الروسي التركي في اللعب لتحقيق الأجندة الأمريكية. لافتا إلى أن القضية هى نفوذ سياسي وديموغرافي على الأرض.

ولفت إلى أن واشنطن تدخلت لترجيح كفة حكومة السراج غير الشرعية، وفشلت عملية إيريني بعدما أقنعت الأوروبيين بخطورة روسيا، كما دعمت تركيا لتخلق حالة من التوازن مع روسيا، وتدفعها للاتفاق معها على تسليم سرت والجفرة والحقول النفطية والالتزام باتفاق الصخيرات.

وقالت الكاتبة المصرية فاطمة غندور، إن إيجاد حل مبني على منطقة منزوعة السلاح وسط ليبيا في سرت والجفرة يعني عمليا تقسيم ليبيا بين شرق وغرب، وتعميق التقسيم ونسف كل الحوارات السياسية بين الأطراف الليبية الفترة الماضية، ونسف تفاهمات توحيد المؤسسات الليبية وتوزيع النفط وفق الحصص والأقاليم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى