تقارير

النازحون في ليبيا..استمرار المعاناة يدفع الجميع للعّن فبراير 2011 الأسود

تعتبر مشكلة النازحين في ليبيا، واحدة من أكبر مآسي الوطن بعد نكبة فبراير الأسود 2011. من شعب يعيش مستقر آمن في بلد غني، إلى شعب يعاني ما يقارب ربع أهله من النزوح والتهجير داخل وطنه.

وكانت قد توقفت، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أمام معاناة النازحين، وذكرت إن ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في ليبيا، وأن مئات الآلاف من الناس فى جميع أنحاء البلاد يعيشون في ظروف غير آمنة، وكشفت أن عدد النازحين داخل البلاد تجاوز 217 ألف نازح داخلي، في حين عاد نحو 278 ألفًا و559 نازحًا إلى ديارهم.

يأتي هذا فيما حاولت المنظمة الدولية للهجرة، مساعدة الآلاف من النازحين الليبيين، وقدمت خلال الفترة الأخيرة مواد إغاثة أساسية لعدد منهم النازحين في منطقة هراوة بالمنطقة الغربية. وتزويدهم بالأغطية الصيفية والمراتب وأدوات المطبخ ومستلزمات النظافة العائلية وغيرها من المواد الأساسية.

وفي الوقت الذي كانت ولا تزال فرنسا، قائدة التدمير الممنهج في ليبيا، وقّعت السفيرة الفرنسية، لو فرابر دو هيلين، اتفاقية مع الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا جيراردو نوتو، تلتزم باريس بموجب الاتفاقية بالتصدق بـ “مليون يورو” لدعم مبادرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الهادفة إلى العودة الآمنة للنازحين في طرابلس الكبرى. وأكد البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، أن الصراع ليبيا، أدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح وتشريد أكثر من 400 ألف شخص.

وكشفت دراسة، عن معاناة النازحين، للباحث محمد تنتوش، بالمنظمة الليبية للسياسات والاستراتيجيات، إن مسألة “النازحين” كانت نتيجة حتمية لحالة الصراع المسلح الذي تشهده مناطق شاسعة في ليبيا طوال السنوات الماضية.

وأضاف أن تفاقم هذه القضية، واستمرارها منذ سنة 2011 يضعها على أولويات القضايا المرتبطة بتحقيق المصالحة الوطنية، ولفت تنتوش، أن أوضاع النازحين السيئة تعتبر من أكبر الدوافع التي يجب من أجلها تحقيق المصالحة وإنهاء الصراع المدمر في ليبيا.

ومع هذا وذاك، تبقى قضية النازحين في ليبيا أحد الوجوه الغابرة لفبراير الأسود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى