تقارير

ليبيا.. جذوة الخلافات الأوروبية – التركية المتأججة وتحركات عدة لقطع أيدي أردوغان

ليست هناك حدودًا بحرية بين ليبيا وتركيا، لا يمكن للقانون الدولي أن يقوم على “اللا شرعية”. كانت هذه الطلقة الأولى التي صوبتها اليونان، تجاه الاتفاق الأمني وترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا قبل أكثر من 9 أشهر. لتوضيح خطورة “القفزة” التي قام بها أردوغان عبر المتوسط إلى ليبيا. وهى ما نبهت دول الاتحاد الاوربي إلى أبعاد التحركات “اللاشرعية” التي يقوم بها أردوغان، مستندا على حكومة ضعيفة غير شرعية، يترأسها فايز السراج.

 من لحظتها اشتعلت الخلافات الأوروبية – التركية، وتأججت مؤخرا مع قيام اليونان، بتوقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع مصر. وقبلها توقيعها اتفاقية لترسيم الحدود مع إيطاليا بما يعني “حجرا” واضحا على تحركات تركيا في المتوسط وقطع الطرق أمام أردوغان في الوصول الى ليبيا.

وتقف اليونان لتركيا بالمرصاد، ولذلك طالب رئيس وزرائها أنقرة “بالتعقل” في المتوسط، بعد قرار أردوغان اعادة التنقيب عن الغاز وهو تهديد مبطن ليس فقط من جانب اليونان ولكن من جانب الاتحاد الأوروبي كله. فالهمجية التركية في المتوسط تثير ثائرة الجميع وقلقهم.

وأعلن رئيس الوزراء اليوناني، ميتسوتاكيس، أن الاتفاق الليبي – التركي، يلغي من الخارطة بعض الجزر اليونانية ويفرض عزلة دبلوماسية على تركيا.

ويعتبر موقف حكومة السراج غير الشرعية من تركيا، هو موقف عرّاب التدخلات التركية الفجة في منطقة شمال أفريقيا، ولذلك ردت اليونان بسرعة وقامت بطرد السفير الليبي من أراضيها اعتراضا على اتفاقية أردوغان – السراج.

في سياق آخر تتفاقم خلافات الأورو- تركيا، بسبب استمرار تدفق الأسلحة إلى ليبيا وكذلك المرتزقة. وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية بانتقاداتها المباشرة لعملية “إيريني” واعتبارها انتقائية، وهو ما أدى إلى تجمدها في حقيقة الأمر. بعدما استقطب أردوغان ترامب الى صفه. فإن الدول الأوروبية، وفي المقدمة فرنسا وألمانيا وإيطاليا، قرررت توقيع عقوبات على ثلاث شركات انتهكت حظر الأسلحة الى ليبيا، من بينها شركة تركية في رسالة واضحة أن “إيريني” مستمرة ولكن بشكل آخر.

ويعتبر كل من ملفي ليبيا والتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، محورا التوترات الرئيسية بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي.

وعبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن تفاقم الخلافات التركية الاوروبية، بالاعتراض على تحركات البحرية التركية في المتوسط، والتأكيد على أنها تبعث على القلق الشديد وستؤدي إلى زيادة الخلاف وانعدام الثقة.

وفي نقطة توتر جديدة، ومع قيام أنقرة بالإعلان عن بدء السفينة التركية “عروج ريس” إجراء عمليات مسح زلزالي في شرق المتوسط خلال الفترة القليلة القادمة، برفقة سفينتي “أتامان” و”جنغيز خان”، فإن اليونان ردت، بإعلان حالة التأهب القصوى بين قواتها.

وفق دراسة لمعهد معهد بروكينز الأمريكي، بعنوان “تركيا و الوضع الجديد في أفريقيا:مخططات عثمانية أم طموحات مبررة، فإن التواجد التركي برمته في أفريقيا مثير للقلق الاوروبي، وفي ليبيا تحديدا تشعر الدول الأوروبية، وفي مقدمتها فرنسا واليونان وقبرص، بالتهديد الشديد من التواجد التركي، ومخافة استخدام ليبيا لتمديد القبضة التركية على المياه الإقليمية الغنية بالغاز في انتهاك للقانون الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى