تقارير

“سبها”.. سقطت من حسابات حكومات ليبيا واحتجاجات مدوية رفضا لـ “تردي المعيشة وانفلات الأمن”

جاءت المظاهرات الحاشدة، التي قام بها أهالي “سبها” في الجنوب الليبي، لتكشف ليس فقط عن حجم المعاناة التي يعيشها الليبيون في هذه المنطقة، والتردي في الخدمات بل وانعدامها. ولكن عن جريمة تتم بتعمد تجاه أهل الجنوب المحرومين من كل شىء. فلاشىء موجود في “سبها”، كل شىء مفتقد، المياه النظيفة و الكهرباء و الأمن. ولذا سموا تظاهراتهم ب”ثورة الفقراء” في “سبها”، أملا في الانتباه لمعاناتهم والتخفيف عنهم.

ورفع المتظاهرون، في “سبها” 9 مطالب شاملة لمختلف جوانب الحياة والمعاناة، منها طلب سحب الثقة من أعضاء البرلمان الممثلين عن مدينة “سبها”، وسحب الثقة من أعضاء الرئاسي الممثلين عن الجنوب، وتوفير الوقود بالسعر الرسمي للبلاد، وتشكيل لجنة من “شباب ثورة الفقراء” لمتابعة توزيع الوقود على أهالي سبها، حل المشاكل التي تواجه شركة المياه والصرف الصحي لتنفيذ خطوط النقل، والعمل على الإسراع في استكمال مشروع محطة أوباري الغازية وإتمام إنجاز خط النقل، بسط الأمن المفتقد وتأمين المدينة وتفعيل الأجهزة الأمنية

وتشكيل لجنة لمتابعة ملف الصحة المتردي، ومحاسبة المسؤولين المتورطين بقضايا الفساد في المدينة.

 وردد متظاهرو “سبها” الشعب يريد إسقاط النظام وليبيا واحدة لا شرقية ولا غربية، كما انتقدوا انفلات الأسعار وغلاء المعيشة.

وكشف مدير المركزي الطبي، “سبها”، عبد الرحمن عريش، وجها من مأساة أهالي المدينة، بالتأكيد على أن مركز سبها الطبي، أصبح بؤرة لنقل عدوى فيروس كورونا بين المرضى والكادر الطبي. وقال عريش، الذي أصيب مؤخرا وبعض من أفراد أسرته بالوباء، إن المواطنين غير متعاونين مع الكوادر الطبية ويخفون إصابتهم بالفيروس، والحال مأساوية.

ويضاف للمعاناة المعيشية في سبها والجنوب الليبي، معاناة أمنية أخرى بعدما تزايدت التحذيرات خلال الفترة الأخيرة من تحركات مشبوهة لخلايا متطرفة في جنوب ليبيا.

وأكد. د. محمد الشريف، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية بليبيا، إن هناك بالفعل تحركات مشبوهة بين مجموعات ما يسمى “شورى درنة وبنغازي”، ومن قيادات داعش فى جنوب ليبيا. وقال إن الخط المستخدم هو خط “الهروج الأسود ومرزق”، وأن المخاطر تكمن في أن أفراد التنظيم، أصبحوا يعملون بشكل مستقل، دون الرجوع لقياداتهم، ما يزيد من تفاقم الفوضى.

“سبها” سقطت من حسابات الحكومات الليبية المختلفة، كما سقط الوطن برمته والقادم مجهول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى