تقارير

الأهداف الحقيقية لزيارة وزيرا دفاع تركيا وقطر لليبيا.. تنسيق وترتيب و”سرت”

تأتي الزيارة التي يقوم بها كل من وزيرا الدفاع التركي خلوصي آكار، ووزير الدفاع القطري، خالد العطية إلى ليبيا، لتثير الكثير من الأسئلة حول توقيتها والأهداف الحقيقية التي تنطوي عليها. خصوصا وأنها تأتي بعد شهر ونصف فقط من زيارة مماثلة، قام بها وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إلى ليبيا خلال يوليو الماضي.

وفي الوقت الذي خرجت فيه تسريبات، أن وزيرا دفاع قطر وتركيا سيلتقيان بعض قادة الميليشيات في ليبيا، قال مراقبون، إن زيارتهما إيذان بقرب معركة “سرت”، بعد تجمد الحل السياسي الذي ظهر في سرت والجفرة على مدى الأسبوع الماضي، ثم انطفأ وهجه.

 وكشفت وسائل إعلام عدة، أن الزيارة التي لم يعرف بها أحد إلا بعد تسرب أخبارها للإعلام، تتضمن عقد اجتماعات مع مسؤولين في حكومة السراج غير الشرعية، واجتماع مع قادة الميلشيات الميدانية.

من جانبها أعلنت قوات الشعب المسلح، رصدها قيام تركيا بنشر منظومة دفاع جوي في المنطقة الغربية الليبية وفي قاعدة الوطية الجوية، وأن عملية إفراغ الإرهابيين والمرتزقة في ليبيا مستمرة طوال الفترة الماضية.

وأكد موقع army recognition البلجيكي، إن القوات التركية، نشرت نظام الدفاع الجوي “كوركوت” عيار 35 ملم، في قاعدة عقبة بن نافع “الوطية”. وأوضح الموقع المتخصص في الشئون العسكرية، أن نظام “كوركوت”، للدفاع الجوي قصير المدى، جرى تطويره في تركيا بواسطة شركتي Aselsan و FNSS مشيرا إلى أنه جرى كشف النقاب عنه خلال معرض الدفاع باسطنبول قبل نحو 7 سنوات وهذا كله استعدادا للفترة القادمة في ليبيا.

قال مراقبون، إن زيارة وزيرا دفاع تركيا وقطر إلى ليبيا قد تتطرق أيضا إلى القاعدة العسكرية التي أعلنت تركيا إقامتها خلال زيارة آكار 3 يوليو الماضي إلى ليبيا والنظر في تجهيزاتها العسكرية والمادية، وإحاطة وزير الدفاع القطري خالد العطية بذلك على الأرض. إضافة إلى النظر فيما تردد عن مشاكل تخص المرتزقة ورواتب متأخرة لهم. لذلك جاءت زيارة العطية وآكار في وقت واحد.

ويعد التنسيق التركي- القطري في ليبيا، واحدا من الأسباب الرئيسية بل هو أولى الأسباب وراء تردي الوضع الليبي واستفحال أمر الميليشيات واستمرار الصراع السياسي.

 وقد كان الملف الليبي حاضرا بقوة خلال زيارة أردوغان إلى قطر أول يوليو الماضي، واتبعها مجىء آكار للبلاد.، وتحرص الدوحة وأنقرة على توفير غطاء سياسي وعسكري لحكومة السراج غير الشرعية التي يهيمن عليها وعلى هيئاتها السياسية والعسكرية تنظيم الإخوان المسلمين، ويعتقد وفق تقديرات ميدل إيست أونلاين، أن الدوحة تكفلت بتحمل نفقات التدخل العسكري التركي في ليبيا أو الجزء الأعظم منه.

على مستوى الشارع الليبي، هناك حالة احتقان وغليان من الأوضاع وزيادة التدخلات في ليبيا. وعلق مواطنون، على مواقع التواصل الاجتماعي على الزيارة بتهكم. وقالوا إنهم أحسوا بالزيارة منذ أيام. بعدما خرجت أجهزة الوفاق تقوم بتنظيف الشوارع وتعقيمها استعدادا لقدوم أسيادهم. وظهرت المعدات والسيارات لأول مرة لنقل القمامة!

وتبقى يدا أردوغان وتميم الممتدة ناحية ليبيا لا تحمل سوى الدم والفوضى واستمرار الوضع البائس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى