تقارير

الرهان الأمريكي على “حصان باشاغا”.. بيان مريب للسفارة ولقاءات مشبوهة سابقة

وسط كل البيانات التي ظهرت في الأزمة الأخيرة في طرابلس. فإن بيان السفارة الأمريكية في ليبيا له وقع خاص. لأنه يخرج من قوة عظمى شريرة لها حساباتها الفوضوية داخل ليبيا على مدى عقود. ولا ينسى الليبيون أبدًا، أن أمريكا كانت في صدارة القوى الاستعمارية، التي حاربت القائد الشهيد، معمر القذافي، عقوا طويلة حتى أسقطت نظامه الراسخ بمؤامرة مشبوهة عام 2011.

وفي الأزمة الأخيرة، سواء خلال مظاهرات طرابلس العارمة أو في الصدام بين السراج وباشاغا، بعد قرار السراج توقيف باشاغا وتحويله للتحقيق. اتخذت السفارة الأمريكية موقفا مريبا. فهى لم تساند السراج في قراره إن كانت راضية به، أو تصمت تجاهه إن كانت غير راضية عنه. ولكنها عززت “قوة باشاغا” بإصدار بيان تقول فيه: إنها تقدر الشراكات الوثيقة بين الرجلين؟!

وهو ما دعا مراقبون للسؤال، عن أي شراكات تتحدث واشنطن إذا كان السراج أطاح بـ”باشاغا” من منصبه وعين أخرا مكانه وحوله للتحقيق!

انها تأجيج للنار، ودفع خفي لباشاغا ليواصل تحديه لحكومة السراج غير الشرعية ويحس بمساندة دولية له. وهو موقف مريب، قد يكون سببا في حرب أهلية دامية بين ميليشيات طرابلس من جهة وميليشيات مصراتة من جهة الفترة القادمة استنادا الى التاييد الأمريكي.

وكانت أكدت السفارة الأمريكية لدى ليبيا، أنها تدعم سيادة القانون وتقدر “شراكتها الوثيقة” مع رئيس “الرئاسي” فائز السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا!! ودعت الى التعاون من أجل توفير الحكم الرشيد للشعب الليبي!

كما أعادت السفارة، نشر بيان البعثة الأممية في ليبيا الذي دعت فيه إلى العودة لعملية سياسية شاملة ومتكاملة. تلبي تطلعات الشعب الليبي إلى حكومة تمثله بشكل ملائم، وتحقق تطلعاته في الكرامة والسلام. فالسفارة الأمريكية ساندت ببيانها باشاغا علانية، ولم تعلن احترامها للقرارات الداخلية الليبية.

 وتصاعدت حدة النزاع بين السراج رئيس الحكومة غير الشرعية وباشاغا خلال الفترة الأخيرة. وتفاقمت بعدما اصر باشاغا، بياننين خلال التظاهرات الأخيرة يبرىء فيها عناصر داخلية السراج، التي كان يتولى رئاستها من إطلاق النار على المتظاهرين ويحملها لمندسين، ويقصد ميليشيات طرابلس والقوة المشتركة المحسوبة على فايز السراج. لذلك وفي الاجتماع الأمني الذي عقده السراج خلال المظاهرات استبعده تماما.

في نفس الوقت، فإن تركيا ليست بعيدة عن الموضوع، وفق مختلف وسائل الإعلام التركية التي قالت إن أردوغان تفاجأ بقرار وقف إطلاق النار. ومساندة باشاغا، جاءت لقدرته على تسخين الوضع من جديد وخدمة تركيا.

وخلال الشهور الأخيرة تصاعد الدعم الأمريكي لباشاغا، في أكثر من مناسبة، وفي عز قيام السفير الأمريكي، ريتشارد نور لاند بالبحث عن اتفاق سياسي أوائل شهر أغسطس الجاري، قيل آنذاك إنه يركز على جعل سرت – الجفرة منطقة منزوعة السلاح اتصل ريتشارد نور لاند، بـ “باشاغا” لاطلاعه على ما تم في المفاوضات بالرغم من كوزير داخلية مفوض ليس من مهامه ذلك.

ونشرت السفارة الأمريكية أن نور لاند، تشاور عبر الهاتف مع وزير داخلية السراج فتحي باشاغا، حول الجهود المبذولة لبناء الثقة بين الأطراف بما من شأنه أن يؤدي إلى حلٍّ ليبي شامل في سرت والجفرة. وقالت السفارة إنها ستظل منخرطة بنشاط مع جميع الأطراف الليبيّة التي ترفض التدخل الأجنبيّ، وتسعى إلى الاجتماع في حوار سلمي أنذاك.

وراهنت السفارة الأمريكية على باشاغا أكثر من مرة، والتقى القائم بأعمال سفارة أمريكا لدى ليبيا، جوشوا هاريس، باشاغا ونشرت السفارة بيانا آنذاك أن السفارة الأمريكية التقت باشاغا لمعاقبة مهددي الاستقرار في ليبيا .

وقد انعكس الدعم الأمريكى المتزايد، على استقبال ما لايقل عن 300 آلية عسكرية لباشاغا فور عودته من تركيا في مدينة  مصراتة. بما يؤكد انها تسانده وتقف بجواره في مواجهة السراج وغيره.

وهكذا يدفع الموقف الأمريكي لمزيد من تأجيج النيران بين باشاغا والسراج فواشنطن لم تخرجه من المشهد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى