تقارير

الليبيون يتطلعون للانتخابات ويرفضون آي تآمر عليها من جانب حكومة السراج

بعد سنوات من الفوضى، التي دمرت مقدرات الدولة الليبية، وكانت عاملا رئيسيا في تدهور معيشة الليبيين. نتيجة تسلط حكومات فاشلة على البلاد بعد نكبة فبراير الأسود عام 2011.

يتطلع الليبيون، إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة تدفع بشخصيات وطنية مستقلة، إلى الصورة وتنهي الدمار في ليبيا والتبعية والعمالة للأجانب.

وكان أن استشعر الليبيون، تغييرا بعد المسيرات الحاشدة لحراك 20 أغسطس “رشحناك”، الداعم لتولي الدكتور سيف الإسلام القذافي، مقاليد الأمور في البلاد الفترة القادمة.

 وعندما هبت الجماهير تعلن رغبتها الجامحة في التغيير، خرج فايز السراج رئيس الحكومة غير الشرعية، ليعلن وقفا شاملا لإطلاق النار ويحدد مارس 2021 المقبل موعدا لاجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة في ليبيا.

المعضلة أن الليبيين، يشعرون اليوم بالتآمر على تطلعاتهم للانتخابات، وانتخاب من يرونه الأصلح لقيادة البلاد بعدما كشف رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عن مفاجأت صادمة.

وأكد د. عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، أن المفوضية تمر بأزمة تمويل حادة. ولن تكون قادرة على إجراء أية انتخابات لرفض جميع الجهات المعنية دعمها. وأن حكومة السراج غير الشرعية، مارست ضغوطًا مالية على المفوضية، على مدار 5 سنوات، بل تخفض كل عام من ميزانيتها، ما أضعف قدرتها على تسيير شؤونها العادية.

 وقال السابيح، أنه إذا استمر غياب الدعم للمفوضية، فإنها لن تستطيع إجراء أي انتخابات. وتوقع تحقيق مشاركة كبيرة في أي انتخابات مقبلة تشهدها البلاد، وأبدى استغرابه من دعوة السراج إلى انتخابات في مارس 2021 المقبل، في ظل عدم تقديم الحد الأدنى من الميزانية للمفوضية. مشددا على أن المفوضية لديها خطط للتنمية لكن غياب التمويل يمنعها من القيام بدورها في توعية الناخبين بالقوانين وشروط الترشح وكافة الأنظمة الانتخابية.

وهى التصريحات، التي خلقت بلبلة كبيرة، في صفوف الليبيين الذين يرون أنه لو لم يتحرك السراج لاعتماد الميزانية المعتبرة واللازمة للمفوضية العليا للانتخابات، لتبين فعلا انه يتآمر على الشعب الليبي وتطلعه للانتخابات.

في سياق متصل، اتفق السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، مع رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، عماد السايح، على ضرورة جاهزية المفوضية لأداء مهامها خلال المرحلة المُقبلة، وأكد نورلاند على ضرورة دعمها بالمستوى الذي تتطلبه مهامها الموكلة إليها.

وأشارت السفارة الأمريكية، في بيان لها، أن واشنطن عازمة على مواصلة شراكتها مع مفوضية الانتخابات، بحيث يتمكن جميع الليبيين من التسجيل للتصويت والمشاركة الكاملة في انتخاب قادة ليبيا المستقبليين.

وتعليقا على الانتخابات البلدية في مصراتة، وانعكاساتها على الانتخابات العامة المقبلة، أعلنت البعثة الأممية في ليبيا، إن هذه الانتخابات أثبتت، مرة أخرى إصرار الليبيين على ممارسة حقوقهم الديمقراطية في انتخاب ممثليهم. وفي تحد واضح للعديد من المعوقات التي تواجههم.

يأتي هذا فيما بحثت المفوضية العليا للانتخابات، قبل فترة مشروع البطاقة الالكترونية للناخب الليبي، باعتبارها وثيقة ذكية تضمن مشاركة الناخب وفق أعلى معايير النزاهة.

وبعد.. فالليبيون يتطلعون لانتخابات تفرز تغييرا حقيقيا في الواقع الأسود الذي يعيشه الوطن بعد نكبة فبراير 2011. وأي تأجيل أو تسويف أو معوقات لن يقبلون به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى