محلي

لجنة العقوبات بمجلس الأمن: عدة دول متورطة في انتهاك حظر التسليح فيليبيا على رأسها تركيا

أوج – نيويورك
أعربت الأمم المتحدة مجددًا عن قلقها البالغ من استمرار الانتهاكات الجسيمة للقرارات الدولية بشأن ليبيا، حيث كشف خبراء تابعون للجنة العقوبات المفروضة على ليبيا، أن دولاً وجهات غير حكومية واصلت إرسال شحنات محظورة إلى الأطراف المتحاربة.

وذكر الخبراء في تقريرهم نقلت أجزاء منه جريدة “الشرق الأوسط”، وطالعته “أوج”، أن ما يصل إلى 338 رحلة شحن عسكرية أُرسلت غالبيتها من قاعدة حميميم العسكرية في سوريا إلى مجموعة “فاغنر” بين الحرث/نوفمبر 2019م، وناصر/يوليو 2020م، وسفن وطائرات شحن من كل من تركيا وقطر ودول أخرى.

وسرد تقرير الخبراء الذي وُزِّع على أعضاء مجلس الأمن أمس الجمعة، تفاصيل رحلات جوية سريّة متزايدة بصورة لافتة تنتهك الحظر الدولي على ليبيا، مُشيرًا أن هذا يُظهر الانتهاكات الصارخة، خصوصًا من دول شاركت في مؤتمر برلين مطلع السنة الجارية حيث تعهدت باحترام حظر الأسلحة، ليتبين لاحقاً أنها تواصل الانتهاكات بلا هوادة.

وأشار إلى أن روسيا وحدها أرسلت 338 رحلة إمداد عسكرية في تسعة أشهر لمضاعفة عدد المرتزقة الروس والسوريين إلى أكثر من خمسة آلاف مقاتل، وفقاً لأحدث التقديرات الأميركية، موضحًا أن التصعيد الأخير بدأ في آي النار/يناير الماضي، حين تدخلت تركيا في الحرب، وأرسلت طائرات مسيّرة وأنظمة دفاع جوي وآلاف المرتزقة السوريين لدعم حكومة طرابلس المحاصرة.

واتهم التقرير، تركيا بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق للحظر، مشيرا إلى أنه في أوائل الصيف/يونيو، منعت السفن الحربية التركية ثلاث محاولات قامت بها سفن حربية تابعة للاتحاد الأوروبي لاعتراض سفينة شحن تركية متجهة إلى ليبيا، وأن تركيا زعمت أن سفينة الشحن هذه كانت تحمل مساعدات إنسانية.

وتابع أن المحققيين سجلوا أيضًا وصول إمدادات عسكرية تركية أخرى إلى غرب ليبيا على متن طائرات ركاب مدنية أتت من غرب تركيا، موضحين أنه يكاد يكون من المستحيل حجز مقعد في أيٍّ من هذه الرحلات الجوية، لأنها ليست للمسافرين الذين يدفعون أجرة.

وأكد التقرير أن قطر عادت إلى الحرب، حيث هبطت في ليبيا خمس رحلات شحن على الأقل للقوات الجوية القطرية في الماء/مايو والصيف/يونيو، مشيرا إلى زيارة وزير الدفاع القطري طرابلس مع نظيره التركي في عرض تضامن واضح.

كما وجه التقرير اتهامات إلى دول أخرى بإرسال شحنات عسكرية إلى ليبيا، بعضها عبر شركات طيران مسجلة في كازاخستان، موضحًا أن هذه الطائرات أوقف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها -وهي أجهزة تتبع تحدد مواقعها- عند دخولها المجالين الجويين المصري أو الليبي، وقال المحققون إن بعض قوائم الرحلات كانت تحتوي على أوصاف غامضة بشكل مريب لشحنتها، مدّعيةً أنها تحمل أغذية مجمدة أو بدْلات رجالية أو شحنة من 800 سخان للمياه.

وأوضح الملخص التنفيذي للتقرير بأن النزاع العسكري الذي أشعلته حملة خليفة حفتر في الطير/أبريل 2019م على طرابلس يتواصل بلا هوادة، مع تعثر الجهود الدولية للتوسط في وقف مستمر لإطلاق النار، مضيفاً أن القوات التابعة لحفتر وقوات حكومة الوفاق تتلقى دعماً متزايداً من جهات حكومية وغير حكومية، مما يزيد من خطر الانتقال إلى نزاع مسلح دولي.

وأوضح أنه في آي النار/يناير 2020م سيطرت قوات الكرامة على محطات وحقول النفط المهمة مما أدى إلى حظر نفطي فعلي، متطرقا إلى استعادة حكومة الوفاق السيطرة على المدن الساحلية الغربية في الطير/أبريل 2020م، ودفع قوات الكرامة بعيداً عن ضواحي طرابلس بحلول أوائل الصيف/يونيو 2020م، وأن خطوط المعركة انتقلت إلى منطقة سرت والجفرة بحلول ناصر/يوليو 2020م.

ولفت الخبراء في الملخص إلى أن أعمالاً متعددة تهدد السلام أو الاستقرار أو الأمن في ليبيا وهي قيد التحقيق، مشيرين إلى أن تصعيد الأعمال العدائية منذ الهجوم المضاد لحكومة الوفاق في الطير/أبريل 2020م أدى إلى زيادة الهجمات على مؤسسات ومنشآت الدولة.

وبينوا إن المدنيين في ليبيا، وبينهم المهاجرون وطالبوا اللجوء، لا يزالون يعانون انتهاكات واسعة النطاق للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان وانتهاكات حقوق الإنسان، مشددين على أن الجماعات الإرهابية المدرجة على لوائح مجلس الأمن لا تزال ناشطة في ليبيا ولا تزال أعمال العنف التي ترتكبها تؤثر على استقرار وأمن البلاد.

وكشف الخبراء أن حظر الأسلحة لا يزال غير فعال على الإطلاق، مضيفين أنه في حالات الدول الأعضاء التي تقدم الدعم المباشر لأطراف النزاع، تكون الانتهاكات واسعة وواضحة وتتجاهل تمامًا تدابير الجزاءات.

وفي ذات السياق، قال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن هذه التقارير عن الانتهاكات تُشكّل خرقًا خطيرًا لسيادة ليبيا، لافتا إلى ما أوردته مبعوثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، عن وجود مرتزقة أجانب على نطاق واسع في البلاد.

حيث أوضحت ويليامز لأعضاء مجلس الأمن إنه في ناصر/يوليو وحده هبطت نحو 70 طائرة في مطارات الشرق دعمًا لقوات الكرامة بقيادة خليفة حفتر في حين أُرسلت 30 طائرة إلى مطارات في غرب ليبيا دعمًا لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، وأبدت أسفها لأن كل هذه النشاطات تشكّل خرقًا خطيرًا لسيادة ليبيا، وانتهاكاً صارخاً لحظر التسليح الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى