تقارير

غزل تركي مع مصر هدفه الالتفاف على الحصار العربي – الأوروبي في ليبيا والمتوسط والقاهرة: غير صادقون

يثير الغزل التركي تجاه مصر خلال الفترة الأخيرة، الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام. ليس فقط بسبب العداء المستمر بين كل من تركيا والقاهرة قبل 6 سنوات، فور وصول الرئيس السيسي للحكم، وإعلان تركيا مساندة الرئيس الإخواني المخلوع الراحل محمد مرسي. ولكن بسبب استمرار السياسات العدائية التركية تجاه مصر على مختلف الأصعدة السياسة والإعلامية.. ثم بعد ذلك تدفع بتصريحات ودودة!

ويطرح مراقبون، سيناريوهات عدة للتقرب التركي من القاهرة، والدفع بتصريحات ودية على غير ما هو معتاد.

فيرى البعض، أن صدام تركيا مع الاتحاد الأوروبي وسقوطها في مشاكل لا حصر لها مع فرنسا وقبرص واليونان، دفعها للتيقن حتما أنها ستسقط في بئر عميق بعدما اتحد الجميع ضد سياسات أردوغان. وهنا جاءت الرغبة في الخروج من الحصار الأوروبي وقبله الحصار العربي لتركيا والرفض التام لسياستها عبر بوابة القاهرة.

 في حين يرى آخرون، أن مصر واعية لمثل هذه التصريحات الغير صادقة، والتي ليست سوى مرحلة للقفز على الحصار الأوروبي، والوضع الشائك في ليبيا ثم لا يلبث أردوغان أن يعود إلى سياساته العدائية والإرهابية، لأنه ينطلق من أيديولوجيا إخوانية راسخة، كما ينطلق من استراتيجية “الوطن الأزرق” البحرية وهى ليست أكثر من استراتيجية هيمنة وتوسع على حساب الغير في البحر.

ولذلك وقبل مرور ساعات، على إعلان أردوغان، استعداد بلاده للحوار مع مصر واليونان، حتى جاء الرد من القاهرة مستنكراً ومستغرباً للغزل التركي.

واستنكر أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، حديث وزير الخارجية التركي مع إحدى القنوات المحلية التركية بشكل سلبي عن ثورة 30 يونيو في حين يتحدث أردوغان عن الحوار.

قائلا: إن استمرار التشبث بادعاءات منافية تماماً للواقع وتخدم توجهات أيديولوجية معينة. يكرس افتقار المصداقية إزاء أي ادعاء بالسعي لتهيئة المناخ المناسب من أجل إقامة علاقات قائمة على الاحترام والالتزام بقواعد الشرعية الدولية.

ويشار إلى أن تركيا كانت قد اعتبرت سابقا أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المصرية -اليونانية، التي وقعت مطلع أغسطس2020 الماضي في القاهرة “باطلة”، مشيرة إلى أنها تنتهك أيضا الحقوق البحرية الليبية!!

في نفس السياق من الرفض المصري للغزل التركي الكاذب،

قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن الممارسات والتدخلات التركية السافرة في العديد من الدول العربية تمثل أهم التهديدات المُستجدة التي تواجه الأمن القومي العربي، وشدد على أن مصر لن تبقى مكتوفة الأيدي بمواجهة هذه الأطماع. وأعرب شكري عن دعم مصر للعراق في مواجهة تركيا والاعتداءات التركية المستمرة على الأراضي العراقية .

واعتبرت الاتفاقية اليونانية- المصرية، بخصوص احتياطات النفط والغاز في المتوسط، رد مصري على الاتفاق التركي مع فايز السراج رئيس الحكومة غير الشرعية.

 المثير أن الغزل التركي تجاه مصر، لم يتوقف رغم أن القاهرة أعلنت رفضها التام التوجهات التركية والسياسات التوسعية.

 وهو ما دفع وزير الخارجية التركي مولود أوغلو، للقول: إن مصر لم تنتهك في أي وقت الجرف القاري لتركيا. وأضاف: اليونان وقبرص هما من انتهكتا الجرف القاري التركي في الاتفاقيتين الثنائيتين مع القاهرة.

على الصعيد الليبي تعالت الرؤى السياسية، ازاء التطورات الجارية على العلاقات المصرية التركية والوضع في ليبيا.

 ودفعت المواقف التركية الأخيرة، الساعية لاسترضاء مصر للسؤال في القاهرة.

عما اذا كان الرئيس السيسي انتصر على أردوغان بالفعل؟

ولفتوا إلى قيام مصر منذ شهر يوليو 2020 الماضي بتحديد خط سرت – الجفرة كخط أحمر لا يجوز عبوره. وردت تركيا وقتها أنها لن تمتثل، ثم سرعان ما تغيرت الأمور، وامتثلت تركيا بعدما بدا أن مصر ستتحرك والجيش المصري سيدخل ليبيا.

يأتي هذا فيما يتردد بقوة، أن الاتفاق المصري- التركي، ولو على الصعيد الاستخباراتي في ليبيا، يقوم على استبعاد السراج وحفتر، من المرحلة القادمة وتصدر عقيلة صالح المشهد مع أحد رجالات تركيا في الغرب الليبي معيتيق أو باشاغا.

ولم تتوقف الأعمال والتصريحات التركية الراغبة، في فك شفرة الحصار الأوروبي والعربي لتركيا بالالتفاف حول مصر والعودة لحضن القاهرة.

وقد بدأت الصحف التركية في التمهيد لذلك، والتراجع عن اوصافها المسيئة للقيادة المصرية، وبعدما قال إبراهيم قالن مستشار أردوغان: إن مصر دولة صديقة.

الواقع بهذا الشكل، يؤكد ان تركيا تلتف حول مصر بهدف خروجها من عزلة عربية وأوروبية بسبب سياسات عدوانية. لكن مصر كما هو واضح حتى اللحظة، تعرف حقيقة نوايا أردوغان وخبث مقاصد حكومته ولذلك تصده بكل قوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى