مرة لانقطاع الكهرباء وأخرى لتدمير الآبار وسرقة محتويات النهر العظيم.. الحصول على المياه مطلب ملح لملايين الليبيين

في عصور الاحتلال والانحطاط والميليشيات، يكون من الصعب عادة أن يضمن الناس حياتهم أو الخدمات الأساسية اللازمة لمعيشتهم، مثل المياه والكهرباء. فلا سلطة ولا جهاز أمن قوي ولا حكومة يهمها حياة ملايين الشعب، الذي يعاني التدهور تحت سطوتها.

وبالطيع لم يكن اللليبيين ولا في أسوا كوابيسهم، والذين عاشوا عصورا من الازدهار والرخاء وتحت ظل نعمة، أثناء حكم القائد الشهيد، معمر القذافي، وبفضل ثروات ليبيا النفطية الهائلة، التي وهبها الله لها، وحكمه العظيم، أن يتخيل أحد ان تتعرض ليبيا لمثل هذا الهوان في أساسيات الحياة، كتوافر الكهرباء والمياه وتوافر السيولة والأمن. لكن نكبة فبراير التي حلت بليبيا كانت السبب وراء كل كارثة حلت بالوطن، ومنها كارثة انقطاع المياه بعد الاعتداءات المتكررة، على منظومة النهر الصناعي العظيم وتخريب الآبار في الكثير من المدن في بعض الأحيان، وهو ما يعرض بطبيعة الحال ما لايقل عن 2-3 مليون ليبي لخطر انعدام المياه، كما حدث قبل أشهر قليلة،عندما انقطعت المياه لنحو أسبوع بالكامل عن العاصمة طرابلس والمنطقة الغربية. فجزء يتعلق بالتخريب والاعتداء على الآبار، فتنقطع المياه، وجزء يتعلق بانعدام وجود التيار الكهربائي اللازم لتشغيل المحطات كما هو حادث مؤخرًا فتتوقف عن العمل.

وقال جهاز النهر الصناعي العظيم، منظومة الحساونة – سهل الجفارة، في بيان له إن استمرار انقطاع المياه عن المدن ومناطق الاستهلاك يرجع إلى تذبذب في التغذية الكهربائية الواصلة إلى حقول الآبار ومحطات ضخ المياه. وأشار إلى أن هذا الوضع مستمر منذ نحو أسبوع كامل، وبالتحديد منذ 24 سبتمبرالماضي، حين تكررت وقائع الإظلام التام في المنطقتين الوسطى والجنوبية، وصلت إلى أربعة حالات خلال ستة أيام.

ولفت جهاز النهر الصناعي العظيم، إلى أن حالات الإظلام أنهكت فرق التشغيل والصيانة، وحالت دون عودة المياه، وتسببت في عطل بصمام التحكم بالتدفق بالمسار الأوسط في موقع الشويرف.

 فهذه المرة انقطاع المياه، وتعطل جهاز النهر الصناعي العظيم عن العمل يرجع إلى انقطاع الكهرباء، ومرات سابقة يعود الى الاعتداءات على النهر ذاته والاعتداء على الآبار.

 وكانت البعثة الأممية للدعم في ليبيا، حذرت قبل عدة أشهر من استخدام المياه والكهرباء من جانب البعض كوسيلة للضغط، وقالت ان هذا يعرض حياة الملايين للخطر، وذلك بعدما قامت مجموعة مسلحة بتعطيل العمل في منطقة الشويرف لنحو أسبوع حرمت فيه العاصمة، ونحو مليونا شخص في المنطقة الغربية من المياه.

وفي يوليو الماضي، أكد جهاز النهر الصناعي العظيم، استمرار الاعتداءات على الآبار التابعة للنهر الصناعي العظيم وقال إن نحو 152 بئرا تعرضت للتخريب الفترة الماضية، ما أدى إلى توقف ضخ ما مقداره 650 ألف متر مكعب من المياه يومياً.

وقال الجهاز، إن استمرار مثل هذه الاعتداءات والممارسات غير المسؤولة يهدد الأمن المائي للبلاد .

وجدد الجهاز، آنذاك، مناشدته العاجلة للجهات الأمنية والشرطية بالدولة ومجالس البلديات و العقلاء والحكماء في ليبيا تحمل مسؤولياتهم، في حماية حقول الآبار للحفاظ على استمرار تدفق المياه للمدن ومناطق الاستهلاك ،واعتبار حماية حقول الآبار مصدر الإمداد المائي قضية أمن قومي للوطن.

في نفس السياق، أصدرت المؤسسة الوطنية للموارد المائية، بيانا اعلنت فيه ادانتها لعمليات التخريب والاعتداءات على حقول ومنظومات النهر الصناعي، ومسارات مشروع النهر الصناعي العظيم وقالت آنذاك، انها اعتداء سافر على ممتلكات الشعب الليبي.

ويرى جميع الليبيون، أن نكبة فبراير 2011 لم يأت من وراءها الا كل مدمر للبلاد وللعباد، وها هو النهر الصناعي العظيم، الذي وصف بانه أعجوبة الدنيا الثامنة، وفي جود حكومات فاسدة مهترئة يتعرض للتخريب وسرقة محتوياته وتدمير آباره، وهو المشروع الضخم لنقل المياه، عبر أنابيب عملاقة تمتد لمسافة نحو 4000 كيلومتر، فيما تجاوزت تكلفته وقت بنائه نحو 35 مليار دولار ويشتمل على نحو 1300 بئر.

Exit mobile version