تقارير

بريد هيلاري كلينتون.. فضائح وتفاصيل الحملة الاستعمارية على ليبيا لإسقاط النظام الجماهيري 2011 وبعدها

بريد هيلاري كلينتون:

لا يتوقع أن تنتهي فضائح بريد هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة اليوم أو غدا، ولكنها ستستمر لفترة مقبلة، فالقضية لم تكن فقط مراسلات، بين وزيرة الخارجية الأمريكية ومجموعة من الجواسيس والخونة والمرتزقة والمتآمرين، ولكنها كانت ولا تزال قضية إسقاط وطن مع سبق الإصرار والترصد من جانب حلف الناتو وإدارة أوباما.

والفضائح التي حفل بها البريد الالكتروني، لوزيرة الخارجية الامريكية السابقة، كلينتون، تؤكد أن ما تم في ليبيا منذ نكبة فبراير 2011 وقبلها، كان مؤامرة استعمارية قذرة شارك فيها المرة، خونة ومأجورون وإرهابيون، بشكل غير مسبوق في التاريخ.

وتضمنت الرسائل التي تم الإفراج عنها، العديد من الوقائع منها، دعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهيلاري كلينتون للجماعات الإسلامية المتطرفة في 12 النوار/فبراير 2011 بالجزائر و17 النوار/فبراير في ليبيا، والتأكيد أن الاضطرابات ستكون في طرابلس ومدن ليبية، وأنه يجب دعم هذه العناصر التي ستكون في سدة الحكم بعد فترة من الزمن إذا ما تم دعمها. وأفصحت الرسائل التي بلغت حوالي 35575 إيميل موزعة على 1779 صفحة كل صفحة فيها 20 إيميل عدا آخر صفحة فيها 15 ايميل، أن من مصلحة الإدارة الأمريكية تصعيد هذه المواجهات، وفق خطط مدروسة، والتي ستُفرز عناصر ستكون تحت سيطرة الادارة الامريكية.

وتضمنت الرسائل، الكشف عن مشاركة “دولة قطر” لحلف الناتو في قصف ليبيا، وإقرار رئيس المكتب التنفيذي المنبثق عن المجلس الانتقالي السابق، محمود جبريل بدعم قطر لنكبة فبراير، وسعيها لصرف أموال الليبيين لدعم الفصائل والأحزاب في ليبيا، وتطرقت هيلاري كلينتون، أن قطر تلعب دور أكبر من إمكانياتها، وأنها دعمت قادة التنظيمات المتطرفة في ليبيا.

وكشفت، عن أن ما سمي برئيس وزراء الحكومة المؤقتة الأسبق، على زيدان، قبل بمشاركة عناصر من تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا بحكومته. والتواصل مع أمير الجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة، عبد الحكيم بلحاج.

وفضحت الرسائل، المخططات المشبوهة للمجلس الانتقالي الذي وقع عقودا للنفط مع شركات منها فرنسية، لكي تساعده هذه الدول في إسقاط النظام الجماهيري، حيث ذكرت صحيفة “ليبيراسيون” خلال شهر الفاتح/سبتمبر 2011م، أن “الانتقالي” وعد باريس في الطير/أبريل من العام ذاته بـ35% من النفط الخام مقابل دعمه في إسقاط النظام الجماهيري.

وكشف البريد الالكتروني، المسرّب عن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، رسائل متبادلة بين موظفي مكتبها مع سفيرها الذي قُتل لاحقًا في بنغازي كريستفور ستيفنز يصفون فيه الارهابي عبدالحكيم بلحاج المقيم في تركيا- بمصطلح  Our boy وتعني ( إبننا).

كما كشف البريد الالكتروني لهيلاري كلينتون، عن بعض الجواسيس الذين كانوا يقدمون الإحداثيات والأهداف لحلف الناتو لكي يقصف ليبيا في العام 2011م، ومنهم الجاسوس عمر التربي. وأوضحت رسالة بتاريخ 30 الطير/أبريل 2011م من رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون، أن شخصًا ليبيًا يدعى عمر التربي يتحدث عن تقديمه قائمة أهداف للقصف، مؤكدًا أن أحد أهدافه قُصفت بالفعل من قبل الناتو، وقُتل فيها أحد المقربين من القائد الشهيد معمر القذافي قد يكون أحد أبنائه، ما يثبت أن التربي ضالع في عملية استهداف الشهيد سيف العرب معمر القذافي الذي استشهد في ذات التاريخ إثر استهداف الناتو لمكان إقامته بمنطقة غرغور في طرابلس. والجاسوس فتحي عمر التربي، من مدينة درنة، وكان له دور في مساعدة حلف الناتو على ضرب ليبيا؛ حيث تواصل مع قنوات عدة وقت نكبة فبراير 2011 في مقدمتها قناة الجزيرة القطرية..

من جانبه قال الباحث والأكاديمي، جبريل العبيدي، إن رسائل كلينتون، وما كشفت عنه من دعم قطر للمؤامرة ضد ليبيا ودورها في إسقاط الدولة عام 2011م، لم تقدم الكثير لليبيين على مستوى معرفة تلك المعلومات أو تأكيدها، مشيرا إلى أن الشعب الليبي تجاوز هذه المرحلة بكثير.

وأضاف، في مداخلة هاتفية لفضائية “العربية”، أن الليبيين يعلمون تماما أن قطر تلعب الدور القذر في ليبيا وهي عراب الفوضى في ليبيا.

وأكد العبيدي أن هذه الرسائل، مقدمة لمحاكمة كلينتون من خلال هذه الأدلة التي تكشفها الإدارة الأمريكية، وباستطاعة ليبيا وكل الدول التي تضررت أن تلاحق كلينتون قضائيا من خلال هذه المستندات.

والخلاصة ما تم في ليبيا 2011 بالتحديد وبعدها بسنوات قليلة، وعبر فضائح البريد المرفوع عنه السرية لهيلاري كلينتون يكشف عن مجرمين وخونة ومتأمرين، ألحقوا الضرر بليبيا ويؤكد مجددا لملايين الليبيين أن النظام الجماهيري، هو الأقدر على استعادة حقوق الوطن ورفع الظلم عن كاهله بعد العقد المشؤوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى