تقارير

يدعو إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وما دونهما مهدئات.. الصوت الجزائري في الأزمة الليبية

يمثل الدور الجزائرى في ليبيا، واحدا من الأدوار التي تثير أسئلة كبيرة داخل الساحة الليبية، ليس فقط باعتبار الجزائر واحدة من دول الجوار الليبي، ولكن لأنه يطرح حلولا سياسية ورؤى مختلفة وسط “ملاحم الحلول السياسية وتزاحم الأجندات حول ليبييا”.

المثير أنه برغم أن الجزائر من دول الجوار الليبي، فيبدو أن بعضا من “القوى الكبرى”، لا تزال تصر على استبعاد الجزائر من الحل ومن الوجود.

 وهو ما دفع السفير الجزائري، مالك عبد القادر حجازي خلال لقائه مع وزير خارجية حكومة السراج غير الشرعية اليوم، أن يسلمه رسالة شفهية من وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم مفادها رغبة الحكومة الجزائرية، في إشراكها في جولات الحوار الليبي، التي تجري الآن، مشيرا إلى أن الحكومة الجزائرية مستعدة لتقديم يد العون من ناحية التدريب والتأهيل للكيانات الشرطية والأمنية لكافة المجموعات الراغبة في الانخراط في الأجهزة الأمنية، وذلك وفق بيان صادر عن اللقاء. والذي جرى خلاله أيضا مناقشة التعاون بين ليبيا والجزائر في المجالات المختلفة وعلى رأسها مجال الطاقة، حيث تقدم “سيالة”، بالشكر لفريق العمل الجزائري الخاص بصيانة الشبكة العامة للكهرباء، الذي ساهم مع الفنيين الليبيين في إعادة عمل وحدة بمحطة الخمس، وفق قوله.

يأتي هذا فيما دأب، الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، على التاكيد، على ثوابت الرؤى الجزائرية في الازمة الليبية، وفي مقدمتها، استمرار مساعي الجزائر للوصول إلى حل سياسي “سليم” في ليبيا، وهذا الأمر لن يتحقق وفق رؤيته، إلا بانتخابات تفرز مؤسسات سيادية، بعيدا عن الصراعات الدولية.

وقالت الرئاسة الجزائرية، في بيان: إن كافة الحلول المقترحة لحل الأزمة الليبية تركز على إعطاء “المهدئات”، ولذلك فإن أي حل ما عدا الانتخابات، يضيع الوقت ويؤزم الوضع. وشدد الرئيس الجزائري، تبون، على ضرورة إجراء الانتخابات في ليبيا،  وذلك في معرض حوار أجراه مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية.

وحين سئل تبون، عن الصيغة الممكنة للحل في ليبيا في ظل تعدد الوساطات. قال تبون بوضوح: إن الأزمة تفاقمت في البلد الجار ليبيا بسبب غياب المؤسسات، وأوضح أن تنظيم الانتخابات هو الصيغة القادرة على إفرز الشرعية المطلوبة، من أجل بناء باقي المؤسسات الأخرى في ليبيا، وأنه عقب الانتخابات سيكون هناك برلمان واختيار لرئيس وزراء أو ربما رئيس البلاد بشكل مباشر، ثم تنظيم التوازن بين القوى السياسية استنادا إلى الدستور.

وشدد تبون، على أن رؤية الجزائر تجاه ليبيا تقوم على مبدأ الأخوة الخالصة، نافيا وجود أي طموح اقتصادي أو جيواستراتيجي في أزمة البلد الجار.

وخلال الساعات الأخيرة، جددت الجزائر وتونس، رؤيتهما لحل الأزمة في الجارة ليبيا بعيدا عن لغة الحرب والتدخلات الخارجية، وأن يكون “أي حل نابع من إرادة الشعب الليبي”.  وذلك خلال مكالمة هاتفية تلقاها الرئيس تبون، من نظيره التونسي قيس سعيد. وأشاد الرئيس تبون باستضافة تونس للحوار الليبي – الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

من جانبه دعا وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، خلال مشاركته في اجتماع وزاري حول ليبيا بمبادرة من الأمم المتحدة وألمانيا، مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في فرض وتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، خصوصاً حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا  وأكد أن ذلك يوفر إطلاق تسوية سياسية حقيقية تجمع كل الأطراف، مجددا التأكيد على رؤية الجزائر، لحل أزمة جارتها الشرقية من خلال الحل السياسي الذي يضمن وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وسيادتها، ويرقى لتطلعات الشعب الليبي في الأمن والاستقرار والتنمية

ويرى مراقبون، إنه في ظل تزاحم الأجندات السياسية وقبلها تزاحم الأدوار العسكرية “الأمامية والخلفية”، فإن الصوت الجزائري الداعي الى البدء بالانتخابات هو الصوت الأقرب لليبيين في هذه المرحلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى