تقارير

القبائل الليبية قلقة من هيمنة تنظيم الإخوان على محادثات تونس

في خطوة استباقية قبل بدء الحوار بين الليبيين، المقرر أن يبدأ في 9 نوفمبر في تونس، حذرت القبائل الليبية من تحويل المحادثات إلى منصة لتمرير “أجندات الإخوان المسلمين” وإعادة تدوير هيمنتها على السلطة في ليبيا تحت الغطاء.

وهو التحذير الذي رافقه الإعلان عن رفض بعض الشخصيات الليبية المشاركة في هذا المنتدى بتونس.

ووسط المعادلات السياسية المتذبذبة التي تحكم مسارات تنظيم هذا الحوار، وفقا لتقرير نشره موقع “العرب ويكلي” والذي يسعى لتعزيز التفاهمات السياسية والعسكرية التي تم التوصل إليها. في اجتماعات بوزنيقة بالمغرب واجتماعات 5 + 5 في جنيف. فإن هناك أمورا مقلقة، وأثارت العديد من الشكوك والمخاوف من أن ينتهي المطاف بمنتدى تونس في دائرة مفرغة تمنعه ​​من تحقيق انفراج جدي ينهي الجمود السياسي الحالي الذي عمقته أجندات وحسابات إقليمية ودولية متناقضة تتعلق بالمصالح الاستراتيجية. من القوى المؤثرة في الملف الليبي.

وأكد عبد الكريم الهرمي المستشار الدبلوماسي للرئيس التونسي قيس سعيد، أن تونس أكملت كافة الاستعدادات لاستضافة منتدى الحوار السياسي الليبي، معربا عن أمله في أن يرسي هذا المنتدى أسس السلام والأمن ويطلق مسار سياسي شامل ينتهي. حالة الاقتتال والفوضى في ليبيا.

وأشار الهرمي إلى أن تونس، لا تتعامل مع الوضع في ليبيا من منطلق الرغبة في التمركز أو التأثير على القرارات أو التنافس مع الدول الأخرى، بل حرصا منها على أن يتغلب الليبيون على الوضع الراهن في أسرع وقت ممكن. حتى يتمكنوا من الاستمتاع بحياتهم والتطلع إلى المستقبل أفضل.

لكن لهجة هيرمي، المتفائلة التي تزامنت مع تفاؤل مشابه عبرت عنه ستيفاني ويليامز، القائمة بأعمال رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، لم تجد صدى لدى القبائل الليبية التي لها دورها ونفوذها في تشكيل المشهد السياسي الليبي بكل توازناته ولا يمكن تجاهله.

تجلى ذلك من خلال المواقف التي اتخذها المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا والمجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، إضافة إلى إعلان عدد من النواب رفضهم المشاركة في هذا منتدى تونس لأسباب توجب القيام بذلك. مع مخاوف جدية من استخدام المنتدى لتمرير أجندات الإخوان المسلمين على حساب مصالح الشعب الليبي.

وأكد محمد المصباحي، رئيس مكتب المجلس الأعلى للمشايخ والأعيان الليبيين، أن المجلس “يرفض تزوير أجندة الإخوان المسلمين في ليبيا من خلال بعثة الأمم المتحدة”.

ووفقا للتقرير، يعتبر المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا – الذي تأسس في العزيزية عام 2014 وعقد أول اجتماعاته العلنية في مدينة سلوق عام 2015 – من الهيئات المهمة والمؤثرة في المشهد الليبي حيث يضم العديد من القبائل الليبية. والمدن. ويهدف إلى رأب الصدع الليبي وإنهاء الاقتتال ومحاربة كافة أشكال الإرهاب والميليشيات.

وقال المصباحي، إن المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا “لم يعترض على الاجتماع الليبي” ، لكنه “يعترض على الطريقة المخادعة لتشويه إرادة الليبيين من خلال بعثة الأمم المتحدة من أجل تمرير جدول أعمال الإخوان المسلمون في ليبيا، بدعوتهم للمنتدى مجموعة من الأفراد المثيرون للجدل، بعضهم من قيادات الإخوان المسلمين المعروفين.

وكانت قد أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في وقت سابق أنها دعت 75 شخصًا من ليبيا يمثلون الطيف السياسي والاجتماعي للمجتمع الليبي للمشاركة في الاجتماع الأول في تونس لمنتدى الحوار السياسي الليبي ، والذي سيعقد بناءً على مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا ، الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي.

وتم تسريب قائمة المشاركين واتضح أن 42 من 75 شخصية مدعوة ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، ما دفع المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية للتعبير عن رفضه لما وصفه بـ “أسلوب بعثة الأمم المتحدة في الإقصاء والتهميش والمحسوبية “.

وندد المجلس في بيانه بما وصفه بـ “هيمنة المنظمات الإسلامية وحلفائها على قائمة المدعوين للحوار، مع استبعاد الفاعلين الوطنيين والمكونات الاجتماعية المؤثرة”.

واعتبر المجلس أن اختيار بعثة الأمم المتحدة للمشاركين في منتدى تونس – من بينهم بعض الشخصيات المعروفة الذين يعيشون في الخارج وليس لديهم قواعد في الداخل ، وعشرات المتطرفين، وحتى الأشخاص المعروفين بممارسة الإرهاب ومناصرته، إلا أن يكون استخفافاً تاماً بتضحيات الشعب الليبي في مواجهة الإرهاب.

وحذر المجلس من أن سوء الإعداد والتخطيط للمؤتمر ينذر بفشل جديد للعملية السياسية، الأمر الذي من شأنه أن يقود البلاد إلى مرحلة أخرى وصفها بـ “الكئيبة” ، فيما أعلن رفضه لانعقاد مؤتمر تونس”. المؤتمر من حيث الطريقة والأشخاص الذين دعتهم بعثة الأمم المتحدة، وعدم شرعية هذا المؤتمر، وأعلن “رفضه لمخرجاته”.

وردا على هذه الانتقادات والتحذيرات، قالت ستيفاني ويليامز إن بعثة الأمم المتحدة تريد أن يكون الحوار الليبي على مستوى المسؤولية التاريخية، وأن ما يهم الشعب الليبي هو ما سينتج عن المرحلة التالية عن الاجتماع ذاته وليس من سيشارك فيها.

وعلق عضو مجلس نواب شرق البلاد، مصباح دوما وحيدة، الذي تلقى دعوة للمشاركة في منتدى تونس، عن مخاوفه من أن ينتج عن هذا المنتدى اتفاق يعيد الأزمة الليبية إلى المربع الأول من الانقسام ويضع الليبيين في حالة من الارتباك قد يستمر لعدة سنوات أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى