تقاريرمحلي

تقرير| حرب “الجمبري الأحمر” بين ليبيا و إيطاليا..هل تسرق روما موارد الليبيين؟

الصيّادون في مقابل لاعبي كرة القدم

*لاعبو كرة القدم مُدانون بالإتجار بالبشر في السجون الإيطالية

في أغسطس من عام 2015، تحطم مركب يقوده أربعة لاعبي كرة قدم ليبيين، وكان يحمل 350 مهاجرًا في البحر الأبيض المتوسط، قبالة السواحل الإيطالية.

واللاعبون الليبيون هم علاء المغربي والذي كان يلعب بنادي”أهلي بنغازي”، وعبد الرحمن عبد المنصف، وطارق العمامي، من نادي “التحدي”، واللاعب محمد الصيد من نادي “طرابلس”.

ويقول أهالي هؤلاء اللاعبين أنهم كانوا يريدون الهجرة والاحتراف في النوادي الأوروبية بسبب ما تعانيه البلاد من أوضاع غير مستقرة، ولكنهم اضطروا للهجرة عن طريق قوارب المهاجرين، حيث ألقت السلطات الإيطالية القبض عليهم.

وقضت محكمة إيطالية بنهاية 2015 على اللاعبين الليبيين الأربعة، بالسجن 30 عاما، بعدما إدانتهم بالاتجار بالبشر.

 

 

*صيادون إيطاليون عالقون في الحرب الليبية

 

في مطلع سبتمبر من العام الجاري، ألقت السلطات البحرية الليبية في بنغازي، القبض على زورقين قادمين من جزيرة صقلية الإيطالية وعلى متنهما 12 صيادا صقليا، ووجهت لهم تهمة اختراق للمياه الإقليمية الليبية والصيد فيها بدون إذن مسبق.

وحسب الغارديان، تعتقد السلطات الإيطالية أن قوات شرق ليبيا تربط الإفراج عن الصيادين الإيطاليين، بإطلاق سراح اللاعبين الليبيين.

 

*أزمة صامتة

 

نشرت صحيفة الغارديان في أكتوبر الماضي، مقالًا بعنوان “لاعبو كرة قدم وصيادون: بروز الوجه القبيح لحرب الجمبري الأحمر بين إيطاليا وليبيا”.

وهو ما أعاد القضية مرة أخرى إلى الأذهان، وكشف عن الوجه القبيح لحربٍ خفية بين الإيطاليون والليبييون.

 

*الوجه القبيح لحرب الجمبري الأحمر بين إيطاليا وليبيا

 

بعد نشر المقال في الغاردين كتبت الصحيفة الإيطالية “إل بيكولو” افتتاحية قالت فيها ( عادت حرب الجمبري بين ليبيا وإيطاليا).

وكان مقال الغاردين لفت النظر إلى  أن التوترات في 180 ميلا من البحر الذي يفصل صقلية عن ليبيا، تعود إلى منتصف التسعينيات، عندما بدأت ليبيا في حماية مياه صيدها من السفن الأجنبية باستخدام القوة، وتصاعدت في عام 2005 عندما قام الزعيم معمر القذافي بتوسيع المياه الإقليمية الليبية من 12 إلى 74 ميلا باتجاه ايطاليا، في منطقة تحوي أكثر القشريات قيمة في العالم.

وفي ضوء التحركات الليبية، جرى إبعاد الصيادون الإيطاليون خاصة الصقليين الذين عادة يصيدون في تلك المنطقة.

لكن روما لم تعترف بهذه الحدود، وهو ما جعل الصيادون الإيطاليون يخرجون للصيد في هذه المنطقة، فيما استمرت ليبيا في مهاجمتهم.

وذكرت تقارير مؤسسية، أن ليبيا صادرت نحو 50 مركبا إيطاليا للصيد خلال الـ 25 عام الماضية.

ويقول اتحاد العاملين بالصيد في إيطاليا، أنه في التسعينات كان هناك أكثر من 350سفينة صيد بينما اليوم أقل من 70.

وتعتبر ليبيا صيد السفن الأجنبية غزوًا إقليميا، واستغلالا وسرقة لمواردهم، بحسب صحيفة الجارديان، وتتهم إيطاليا ليبيا بالقرصنة بحسب الـ بي بي سي.

 

 

*لماذا الجمبري الأحمر

 

يُعد الجمبري الأحمر هو أثمن القشريات في العالم، إذ يصل الكيلو الواحد لـ 70 يورو، كما أنه يعتبر طبق مميز جدًا في المطبخ الصقلي.

وتزعم روما أنها تدفع مئات الآلاف من اليورو في مقابل الإفراج عن قوارب الصيد.

وفي عام 2019 أعلنت منظمة “فيدربيكا” والتي تضم عددا من شركات الصيد الإيطالية، عن صفقة مع القائد العسكري في الشرق خليفة حفتر، لحمايتهم، لكن سرعان ما جرى التراجع عنها بعد احتجاج قدمته حكومة السراج.

 

 

*المساومة

 

في سبتمبر الماضي، اشترط خليفة حفتر تسليم اللاعبين الأربعة، في مقابل الإفراج عن الصياديين الإيطاليين.

وعادة ما يتم الإفراج عن المعتقلين بعد أسبوعين وسلسلة من المفاوضات، لكن القضية الأخيرة زادت تعقيدًا بسبب مزاعم أن الإيطاليين كانوا يهربون المخدرات على قوارب الصيد، لكن السلطات الإيطالية تعتقد أن خطة حفتر واضحة، وهي المساومة.

وتنفي إيطاليا تلقيها طلبا رسميا بشأن تبادل سجناء بين ليبيا وإيطاليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى