تقارير

عارض التدخل في ليبيا 2011.. بايدن بين مسارين طريقة أوباما – هيلاري أو سياسة جديدة نحو الحل

وسط حالة كبيرة من التشاؤم نحو الملف الليبي بعد فوز بايدن، قال خبراء: إن فوز بايدن عموما، يعني بعث الروح من جديد في تيار الإسلام السياسي وتنظيم الإخوان على مستوى الشرق الاوسط برمته وليس ليبيا فقط. فالديمقراطيون، مؤيدون تماما لمثل هذه الاطياف السياسية وهم من كانوا، وبالتحديد إدارة أوباما وراء المشاركة في غزو ليبيا وضرب الناتو للبلاد 2011.

ولفتوا أنه بالفرض، اتخذ بايدن موقفا مختلفا أو مضادا لأردوغان باعتباره يراه مستبدا، إلا أن الديمقراطيون متصالحون تماما مع التنظيمات الفوضوية والإرهابية وهذا كان جليا وقت أوباما – هيلاري.

لكن يشفع لبايدن وفق خبراء، أنه كان وسط نخبة قليلة جدا من المحيطين بأوباما، الذي عارض ضرب ليبيا علانية وهذا مسجل له، وأكده تقرير أخير صدر من مجلس العلاقات الخارجية الأوروبية.

وتبرز أهم مواقف جو بايدن في السياسة الخارجية الأمريكية في التالي:  

عارض التدخل العسكري في ليبيا عام 2011

عارض حرب الخليج عام 1991

دعا إلى تدخل واشنطن وحلف شمال الأطلسي في حرب البوسنة بين عامي 1994 و1995

صوت لصالح القرار الذي أذن بحرب العراق عام 2002 وعارض إرسال المزيد من القوات في عام 2007.

في عام 2011، عارض تنفيذ المهمة العسكرية التي أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن

صوت لصالح غزو أفغانستان عام 2001 .

فيما يتعلق بإيران، فهو يؤيد الخيار الدبلوماسي مع استخدام أسلوب العقوبات، وصوت ضد اعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

من جانبه قال جمال شلوف، رئيس مؤسسة سلفيوم الليبية للأبحاث والدراسات، لا شك أن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في السباق الانتخابي الأمريكي سيدخل السياسة الخارجية للولايات المتحدة إلى حالة أشبه بالجمود حتى ينتهي من ترتيبات الاستلام وتكليف الوزراء ومستشار الأمن القومي وكبار المسؤولين.

 وأضاف شلوف وفقا لـ”العين” إن هذه الحالة يمكن أن يستغلها الرئيس التركي أردوغان ومنهجه الذي يمكن تسميته بـ”البلطجة السياسية” في اختراق وقف إطلاق النار عبر ميليشياته ومرتزقته غربي ليبيا.

ورأى الخبير السياسي، رضوان الفيتوري، إنه على الليبيين أن يعولوا على أنفسهم، مضيفا أن الديمقراطيين في عهد أوباما كانت سياساتهم كارثية بكل ما تعني الكلمة، في ليبيا وسوريا والعراق، ولكن في الوقت نفسه فالذي مكن للاحتلال التركي البغيض في ليبيا هو ترامب الجمهوري.

وشدد د. يوسف الفارسي، أستاذ العلوم السياسية والأمن القومي، إن الولايات المتحدة الأمريكية سجلت موقفا ضبابيا ومتناقضا في التعاطي مع ملف الأزمة الليبية، مضيفا إن الولايات المتحدة في إدارة ترامب الجمهورية دعمت العدوان التركي بشكل مباشر. ومن الصعب الآن التكهن بمدى الانخراط الأمريكي في الأزمة الليبية، بعدما فاز بايدن لكن ثمة احتمالا كبيرا أن ينخفض مستوى التفاعل الأمريكي في ليبيا بشكل عام.

من جانبه أكد نائب وزير الدفاع الأميركي سابقا، وسفير أمريكا في تركيا سابقا، إريك إدلمان، أن بايدن سيحدث تغيير فيما يتعلق بالسياسة حيال تركيا، ولن نرى قدرًا كبيرًا من المرونة مع أردوغان كما رأينا في عهد ترامب. مشددا على أن العقوبات هي إحدى الأدوات التي يمكن للولايات المتحدة استخدامها ضد تركيا وبالخصوص إزاء تدخلها في ليبيا. ولفت إريك إدلمان، إن السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند دبلوماسيّ أميركي ماهر وقادر للغاية ومحنّك ويمكنه فعل الكثير، لكنه يحتاج إلى دعم من الحكومة على مستوى عالٍ لتنفيذ مهمته.

هكذا الأمور بخصوص بايدن غائبة، ولا يمكن لأحد الجزم بما سيتخذه من سياسات تجاه ليبيا، لكننا أمام مسارين لا ثالث لهما، أوباما – هيلاري كلينتون وخراب جديد أم رؤية شاملة للحل في ليبيا وردع التدخلات الأجنبية استنادا لقوة الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى