تقاريرمحلي

عام أزمات وحروب يجبره بصيص أمل بحلول مرتقبة

 

عام صعب.. شهدت فيه ليبيا أزمات عديدة.. عانى خلالها الليبيون من ظروف عديدة، ولكنها اختتمت ببصيص أمل يجبر كسر قلوب الليبيين ويضع حلولا لمشاكلهم.

خلال هذا العام اطلقت عملية تحرير طرابلس، وتمكنت قوات الكرامة من الدخول إلى قلب العاصمة، ولكن الأطماع التركية ومخالفات أنقرة لقرار مجلس الأمن بحظر توريد الأسلحة قلب المعادلة.

تدخلت تركيا في طرابلس وأصبحت هي الآمر الناهي سياسيا من خلال اتفاقيات كبلت بها حكومة السراج، وعسكريا من خلال جنودها وأسلحتها ومرتزقتها السوريين.

في المقابل بقي الشرق الذي ينعم بالأمن تحت سيطرة قوات الكرامة، يعمل على تحسين ظروفه وأوضاعه، وكذلك الحال بالنسبة لأجزاء من الجنوب الليبي، ولكن الغرب الذي يعاني المواطنين فيه من تجبر مليشيات السراج وانعدام الأمن وغياب القانون والتخبط السياسي والاقتصادي.

وفي الجانب الاقتصادي كان للنفط دورا مهما في التأثير على ظروف ليبيا، حيث أن بقيت الحقول والموانئ النفطية مغلقة لأشهر الأمر الذي أثر على المواطنين، ولكن تم التوصل لاتفاق بين خليفة حفتر ونائب رئيس المجلس الرئاسي غير الشرعي أحمد معيتيق واستؤنف انتاج وتصدير النفط وبدأت الانتعاش الاقتصادي يأخذ مساره إلى حد ما.

ولكن الانقسام في المصرفين المركزيين أدى خلل كبير في سعر صرف الدينار من ناحية، إضافة إلى شح السيولة من ناحية أخرى، علاوة على العديد من العقبات الأخرى، لذلك كان من المهم السعي لتوحيد المؤسسة المصرفية وعقدت اجتماعات لمجلس إدارة المصرف المركزي، لبدء العمل على تنفيذ التوحيد، إلا أن سعر صرف الدينار والاختلاف بين سعره في السوق السوداء والمصرف المركزي ظل هاجسا يؤرق المصرفيين وهو ما دفع مركزي طرابلس لإصدار قرار توحيد سعر الصرف ووضع بعض الضوابط لذلك، وإن كان هذا قد لاقى رفضا كبيرا من الشارع الليبي والمتخصصين.

وسط هذه الظروف كانت هناك مساعٍ للعديد من الدول إضافة إلى الأمم المتحدة وبعثتها في ليبيا، لتحقيق الاستقرار في ليبيا، بدءا من ضمان تنفيذ وقف إطلاق النار، ومن ثم جمع الأطراف الليبية على طاولة المفاوضات، ومن هنا انطلقت أعمال الملتقى السياسي الليبي في تونس بمشاركة 75 شخصية ليبية تضم مختلف الأطراف السياسية في البلاد، وعقدت اجتماعات خرجت بتحديد يوم 24 ديسمبر 2021 موعدا للانتخابات، كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة قانونية لاختيار رئيس مجلس رئاسي وحكومة لتسيير الفترة الانتقالية القادمة، ولازالت الاجتماعات جارية في هذا الصدد.

توقف إطلاق النار الذي سعت إليه الأطراف المختلفة في البلاد، توج باتفاق لجنة عسكرية مشتركة من الجانبين، وتضمن فتح الطرق المغلقة بين المنطقتين الشرقية والغربية، واعتبار سرت والجفرة خط أحمر، إضافة إلى التأكيد على خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، علاوة على وقف التعاملات العسكرية مع أي دول خارجية.

لم يكن مجلسي النواب والدولة الإخواني بعيدين عن السعي للتفاهم، حيث عقدت بينهما اجتماعات خرجت بضرورة إجراء انتخابات وتوحيد المؤسسات وضمان وحدة البلاد.

تبدو الأوضاع في ليبيا بعد هذا السرد المختصر لأحداث العام على صفيح ساخن، إذا أن مليشيات الوفاق تواصل خرق الهدنة من جانب وتتحدى المجتمع الدولي واتفاق اللجنة العسكرية المشتركة من جانب آخر باستمرار تعاملها مع تركيا وجلب أسلحة مرتزقة منها إلى ليبيا.

خلال هذا العام برزت العديد من الشخصيات التي سعت لتصدر المشهد واستمرار بقائها في مناصبها حفاظا على مكاسبها، مثل رئيس المجلس الرئاسي غير الشرعي فايز السراج الذي يسعى للبقاء في منصبه متراجعا عن استقالة تقدم بها بعد ضغوط تركية، وكذلك وزير الداخلية فتحي باشاغا الذي يتسول رضا المجتمع الدولي طمعا في رئاسة الحكومة، ولم يغب رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح أيضا عن السعي للبقاء في السلطة من خلال تولي منصب في الحكومة أو المجلس الرئاسي المرتقب، وكذلك الحال بالطبع بالنسبة لخليفة حفتر، ولكن الشارع الليبي له دائما رأي آخر، فمن بقي غائب عن المشهد لسنوات طوال هو من يحظى بالشعبية الساحقة وهو الدكتور سيف الإسلام القذافي، وهذا ليس خلال عام 2020 فقط بل في الأعوام الماضية أيضا، والدليل على ذلك استطلاعات أعلن عنها وأثبتت أن شعبية الدكتور سيف الإسلام القذافي.

وأوضح استفتاء أجرته بوابة إفريقيا الإخبارية في الأسبوع الأخير من 2020 أن الدكتور سيف الإسلام القذافي، حصل على لقب شخصية العام 2020 في المشهد الليبي، بنسبة تصويت بلغت 74.6% ، حيث تصدر نتائج التصويت على مدى أسبوع بفارق كبير جداً عن أقرب منافسيه خليفة حفتر الذي حصل على 12,9%، وفي مطلع ديسمبر من العام 2018 حصل سيف الإسلام القذافي علي 90 % من نتائج التصويت على منصب رئيس ليبيا القادم والذي أجرته حركة “مانديلا ليبيا” الشعبية وقد شارك في التصويت 71065 مواطن.

تبقى المصلحة الوطنية الهدف الأسمى الذي يبحث عنه المواطن، والذي يرى أنه لن يتحقق من خلال وجوه سياسية لا تبحث إلا عن مصالحها، لذلك تبقى الانتخابات هي الهدف الأسمى الذي ينادي به المواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى