العقد_الأسود من دولة غنية ذات كرامة وسيادة وبلا ديون.. إلى وطن لا يجد رغيف الخبز

مرت 10 سنوات على نكبة فبراير المشؤومة، التي تكالبوا فيها على الوطن تحت وعود زائفة لم يأخذ الليبيون منها شىء، سوى الخراب والدمار والفوضى ونهب مقدرات الوطن طوال 10 سنوات.
“عقد أسود”، كما يراه ملايين الليبيين لم يروا فيه دولة ولم يشعروا بآمان. ضاعت كرامة الليبي التي كانت ملء السمع والبصر، أثناء حكم القائد الشهيد معمر القذافي. أصبحوا شهودا على “أطلال دولة” الجميع يفتقدون فيها الأمن والاستقرار والعمل والخدمات الأساسية البسيطة.
وبمناسبة مرور 10 سنوات نتذكر بعض ملامح الدولة الليبية القوية، التي كانت شامخة وقت النظام الجماهيري وأطلال الوطن، بعدما تصدرها أذناب الناتو وذيول الاستعمار التركي.
وقبل أكثر من 7 سنوات، بعد استشهاد القائد بثلاث سنوات فقط، وقبل تفاقم الأمور إلى الحالة التي وصلت عليها اليوم نشرت وكالة البحوث العالمية تقريرا يرصد الحقائق مجسدة ومجردة، عما كان يتمع به ملايين الليبين أثناء حكم النظام الجماهيري:
ووفق التقرير، فعلى مدى 41 عامًا حتى استشهاده في أكتوبر 2011، قام القائد الشهيد، معمر القذافي ببعض الأشياء المدهشة حقا لبلاده.
فالبيت في ليبيا حق من حقوق الإنسان الطبيعية، وفي الكتاب الأخضر للقذافي، ينص: على أن المنزل هو حاجة أساسية لكل من الفرد والأسرة، وبالتالي لا ينبغي أن يملكها الآخرون.
التعليم والعلاج الطبي مجانيان، في ظل النظام الجماهيري، كان تتباهى ليبيا بأحد أفضل خدمات الرعاية الصحية في الشرق الأوسط وأفريقيا. وأنذاك إذا لم يتمكن مواطن ليبي من الوصول إلى المسار التعليمي المطلوب، أو العلاج الطبي الصحيح في ليبيا، كان يتم تمويل سفره للخارج.
نفذ القائد الشهيد معمر القذافي، أكبر مشروع ري في العالم، باسم النهر الصناعي العظيم، لجعل المياه متاحة بسهولة لجميع الليبيين في جميع أنحاء البلاد، واعتبر أعجوبة العالم الثامنة.
كانت هناك حرية في بدء الأعمال التجارية الزراعية ودعم لها. في وقت القائد الشهيد، إذا أراد أي من الليبيين البدء في مزرعة، يُعطى له منزلا وأرضا زراعية وأرصدة حية وبذور مجانية.
تقدم منحة إلى الأمهات اللواتي، لديهن أطفال حديثي الولادة، وعندما تنجب إمرأة ليبية ترصد لها مكافأة قدرها 500 دولار أمريكي لها وللطفل.
في وقت القائد الشهيد معمر القذافي، الكهرباء مجانية وليست هناك أي فواتير للكهرباء. آنذاك كان البنزين بأسعار متدنية، وبلغ سعر البنزين في ليبيا 0.14 دولار أمريكي للتر الواحد.
رفع القائد معمر القذافي مستوى التعليم، فقبله كان 25٪ فقط من الليبيين يتعلمون القراءة والكتابة، وقد ارتفع هذا الرقم إلى 87٪ مع حصول 25٪ على شهادات جامعية.
في النظام الجماهيري، كان هناك مصرف حكومي خاص يقدم القروض للمواطنين بنسبة صفر في المائة بموجب القانون وليس لديهم ديون خارجية.
قبل مؤامرة الناتو2011، ومجىء ذيول الاحتلال وفبراير، حاول القائد إدخال عملة أفريقية واحدة مرتبطة بالذهب، ما عرف بـ”الدينار الذهبي”. فاستشاط الغرب واستشاطت فرنسا بقيادة المجرم ساركوزي، وفق عرائض الدعوى المقدمة ضده من جانب القضاء الفرنسي وتم تدبير مؤامرة فبراير. وكانت هذه بعض المؤشرات العامة لاقتصاد غني وشعب يتمتع بكامل كرامته واستقلاله.
لكن ماذا حدث بعد رحيله؟ جراء المؤامرة؟!
فى الوقت الذي تمتلك فيه ليبيا أضخم احتياطيات نفطية مؤكدة في إفريقيا. وصل عجز الدولة الغارقة في الفوضى منذ سنوات، وفق تقرير لـ”سكاي نيوز عربية”، إلى حد أن الخبز أصبح شحيحا، ما ينذر بانفجار شعبي.
وفي الوقت الذي يعزو فيه محللون اقتصاديون، “أزمة الخبز” التي وصفوها بالفضيحة وسبة العار في وجه حكومة السراج غير الشرعية، إلى حالة الخلاف السياسي التي تلقي بظلالها على المشهد الليبي، والسجال بين حكومة السراج والمصرف المركزي.
قال مدير مركز الأزمة الليبي للدراسات، محمد الأسمر، أن الوضع في ليبيا متصل ببعضه البعض، إذ لا ينفصل الوضع الاقتصادي عن حالة التردي الأمني والسياسي التي يعيشها البلد. ولفت الأسمر، أن أزمة الخبز هي إحدى الأزمات الناجمة عن تداعيات الفساد المستشري، وهو ما أدى إلى العجز عن توفير مواد أساسية كمادة الدقيق وبالتالي ارتفاع سعر رغيف الخبز.
10سنوات مرت في الفوضى، ضاعت ليبيا وتحولت من دولة مستقرة عفية حرة في قرارها إلى دولة لا تجد رغيف الخبز، هذا هو ما خلفه فبراير.
في ديسمبر 2020 الماضي، قالت صحيفة التليجراف، إن عام 2020 كان الأسوأ على ليبيا، ولفت إلى أن تدهور الاقتصاد الليبي، يعود إلى أن معظم موارده حولت إلى تركيا، بأمر من فايز السراج رئيس الحكومة غير الشرعية، لدفع فاتورة الحرب، ومقابل مساندة أنقرة للمليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس بالأسلحة والمرتزقة.
وكشفت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) أن الصراع في ليبيا أدى إلى انكماشٍ حاد في الاقتصاد الليبي، فانخفض الناتج المحلي الإجمالي وتراجعت معدلات الاستثمار.
فيما أكد معهد الاقتصاد والسلام الأسترالي، وفق ما نشرته “العين”، أن الخزينة الليبية تكبدت خسائر تقدر بحوالي 4.9 مليار دولار خلال 12 سنة، بسبب الأنشطة الإرهابية. وأحصى التقرير، 1923 هجوما إرهابيًا خلال الـ12 عامًا الأخيرة، أسفرت عن 1876 قتيلا إضافة إلى الخسائر المادية في البنية التحتية، لتحتل ليبيا المرتبة الثانية في أفريقيا من حيث عدد الهجمات وضحاياها. فيما تخطت كلفة الصراع قرابة ال 600 مليار دولار.
وبعد.. هذه هى حصيلة فبراير الأسود.



