تقاريرمحلي

اللواء طيار سالم النداب يكشف إن اقتحام كتيبة الفضيل في فبراير 2011 كان عملا مُدبرا تم تجهير وإعداد من قاموا به

اكد اللواء طيار سالم النداب، الخبير العسكري، إن اقتحام كتيبة الفضيل في النوار/فبراير 2011م، كان عملا مُدبرا قامت به مجموعات دموية، تم تجهيرها وإعدادها للقيام بهذه المهمة.
وذكر في مداخلة هاتفية له، عبر فضائية “الجماهيرية”، تابعتها “أوج” انه كانت هناك أيضًا مجموعات مختلفة في المنطقة الشرقية، في البيضاء وبنغازي وبعض المناطق الأخرى، التي قامت بنفس العمل، وهو المخطط المُعد سلفًا باستهداف معسكرات القوات المسلحة ومراكز الشرطة والأمن على مستوى الجماهيرية بصفة عامة.
وبيّن أن هذه المعسكرات كانت مهمة ومستعدة لمقاومة الاعتداء من خارج الجماهيرية على أرض الوطن، وتم استهدافها من هذه المجموعات الدموية المتمثلة في “المقاتلة” ومجموعات من القاعدة، ومجموعات أخرى تم تجنيدها ودخولها في فترات سابقة للقيام بهذه المهام.
وحول تجاهل العالم الغربي لتدفق المليشيات المسلحة على ليبيا، قال النداب: “كان هناك مخطط من البداية للإطاحة بالقائد معمر القذافي، نظرًا للمواقف التي قام بها طيلة 42 سنة، من حيث موقفه القومي والعربي والتحرري، ومناصرة حركات التحرر في العالم، بالإضافة إلى صراعه مع القوى الظالمة والإمبريالية الغربية، وما قام به في إفريقيا ومحاولة تغيير العملة الدولية بالدينار الذهبي الإفريقي، فهذا مخطط غربي للإطاحة بمعمر القذافي، والنظام الجماهيري في ليبيا”.
واستفاض النداب قائلا : “هذه المجموعات المسلحة قامت بعمليات مختلفة على مدار 8 أشهر، لاسيما أنها مجموعات من الموساد وعلى رأسها برنارد ليفي، ومجموعات رجعية عاشت خارج ليبيا لمدة 40 سنة، ونشأت على اللوجستيات الغربية سواء في بريطانيا أو إيطاليا أو فرنسا”.
واسترسل النداب: “كانت هناك خلافات بين ليبيا وفرنسا على خلفية صفقة طائرات الرافال، ومنظومات أخرى، ولهذا أراد ساركوزي أن ينتقم من القائد معمر القذافي والجماهيرية الليبية، فهي حرب فاضحة التي نشبت في 17 فبراير”.
وروى: “كنت شاهدا على بعض هذه الأحداث أيام 16 و17 و18 و19، فبراير حيث تم الهجوم علينا يوم 19 بالصواريخ العابرة للقارات، وتم ضرب القاعدة التي كنت متواجد فيها بالكامل، ويوم 17 تم الهجوم على كتيبة الفضيل على يد مجموعات إرهابية متطرفة، ونحن لم ننتبه لهذا المخطط واعتبرنا أن هذه مجرد ملاحقات بسيطة لمجموعات تقوم بهذه الأعمال، لكن المخطط كان أكبر من ذلك”.
وتطرق إلى دور الجامعة العربية في استهداف ليبيا، قائلاً: “الجامعة العربية جلبت قرار مجلس الأمن بشكل رسمي، وكان على رأسها عمرو موسى، حيث طالبت بحماية الشعب الليبي من القوات الليبية، وأعلنت كذبا وجود عمليات قتل ووضعت السيناريو الذي تم بإيعاز من قطر وبعض الدول الأخرى، والأمر كان في أيديها لأنها من أعطت الإشارة للتدخل الغربي ونشوب حرب استمرت 8 أشهر”.
وأردف موضحا : “المسؤول الأول عن تعويض الشعب الليبي هو حلف الناتو بالدرجة الأولى، والدول الغربية المتمثلة في قيادة باراك أوباما للولايات المتحدة، ونيكولا ساركوزي لفرنسا، بالإضافة إلى بريطانيا، حيث استمروا في قصف ليبيا بالطائرات والصواريخ، ومد المرتزقة بالسلاح وجميع التجهيزات، فالمسؤولية كاملة تقع على عاتق حلف الناتو والجامعة العربية، كما أن هناك طيران عربي ساهم في ضرب ليبيا، وتم استخدامه ضد معمر القذافي وليبيا بصفة عامة”.
وبالعودة إلى ذكريات النكبة المؤلمة، ففي يوم الجمعة 17 النوار/فبراير 2011م وقت محاصرة مقر كتيبة الفضيل من بعض المسحلين والمجرمين من أهل المنطقة، خرج إليهم العقيد مصطفى ارتيمة دون سلاح بغية التفاهم معهم وديا ومعرفة مطالبهم وحقناً للدماء وظنا منه أنهم يقيمون قدرًا للعشرة والجيرة وأنه يعرفهم جيدا ويعرفوه.
ولم يدرك ارتيمة أن الحقد والكراهية الدفينة قد أعمت قلوبهم وأبصارهم وبمجرد خروجه من مقر الكتيبة، قتله المجرمون بدم بارد، واستمروا في حصار مقر الكتيبة، ليقوموا بعد اقتحامها بارتكاب مجزرة في حق جنودها وضباطها والذين كتبت لبعضهم النجاة ليكونوا شهود عيان على هذه الجريمة النكراء والتي كانت الشرارة التي أشعلت نار الفتن والقتل والدمار والخراب في البلاد من شرقها لغربها.
واقعة مؤلمة أخرى كان بطلها الشهيد الملازم هشام الشوشان العجيلي، الذي تمت تصفيته مع بداية أحداث النكبة في مدينة البيضاء؛ ففي يوم 15 النوار/فبراير عام 2011م، أقدمت الجماعة المتطرفة بمهاجمة المعسكرات ومراكز الشرطة وقتلت عددا من الضباط والجنود الذين رفضوا الانضمام إليهم، ومن بين الذين تم قتلهم هشام الشوشان الذي وصوفوه بأنه أحد المرتزقة المفترضين نظرا للون بشرته السمراء.
‏وقتل المجرمون الملازم هشام الشوشان ضربًا وشنقًا في جسر للسيّارات وتعليقه عاريًا على مدخل مستشفى مدينة البيضاء العام، حيث بيّن أحد شهود العيان الذين حضروا الواقعة أن آخر كلمات قالها الشوشان لمن يقومون بضربه وطعنه “أنا مش مرتزق أنا ليبي، أنا أخوكم”.
وتعيش ليبيا هذه الأيام ذكرى أليمة سببتها أحداث فبراير 2011م، التي أدخلت بلادهم في مستنقع من الفوضى والتدمير والخراب وإسالة الدماء، بعدما تدخل حلف الناتو بمساعدة بعض الليبيين على إسقاط النظام الجماهيري، ضمن مخطط قذر يهدف إلى السيطرة على ثروات ليبيا ومقدرات شعبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى