محليمقالات

أيها النّاس .. لا تهدروا فرصة الإنتخابات إذا جرت …

رمضان عبدالسلام

 

أكثر من سعى و يسعى لعرقلة العملية السياسية في ليبيا هم الذين نصّبهم الأجنبي حكاما عليها بعد سنة 2011 ..

لعل في إفساد نتائج الانتخابات سنة 2014 بقوة السلاح أوضح دليل ..

فبرغم الظروف الأمنية التي جرت فيها الإنتخابات حتى أنه :

• لم يُسجّل للتصويت فيها إلّا مليوناً واحداً و 509 الاف من 3 ملايين و 700 الف ليبي ممن يحق لهم التصويت ذلك العام؛

• لم يُشارك في التصويت من المسجلين إلا 630 الفاً أي ما نسبته 17% تقريياً من عموم الذين يحق لهم التصويت؛

و برغم النتائج “الهزيلة” من حيث “موارد” معظم الذين تم انتخابهم ؛

برغم هذا و غيره إلا أن من حكموا ليبيا بقوة السلاح رأوا في نتائجها خطرا على مشروعهم فأبطلوها بقوة السلاح أيضاً، و ادخلوا البلاد في حروب مازالت آثارها قائمة، و قد تتجدد في أي وقت ، و لن تنهيها حتى انتخابات 24 ديسمبر القادمة اذا جرت، أو جرت في نفس ظروف انتخابات 2014 المبتورة؛ أو عزف الناس عن المشاركة فيها ..

و لذلك كل من يرى في الإنتخابات خياراً لا يُثمر عليه أن يدرك أنّ ذلك ما يتمناه و يعمل عليه الذين يسيطرون الآن و يتحكمون في ليبيا و الليبيين ..

الإنتخابات ليست غاية؛ الإنتخابات وسيلة لإختيار قيادة تعبر بالليبيين نحو غاياتهم التي من أولوياتها:

• تأسيس وطنٍ على قواعد تستند إلى معيار المواطنة مصدر الحقوق و مبعث الواجبات ..

• السيطرة على موارد بلادهم بسن قواعد لحمايتها و الإستفادة منها ، تقوم على غل أيدي أي سلطة في التصرف فيها بلا مشورتهم بما في ذلك ممثليهم ..

• بناء قوات مسلحة (جيش و شرطة) لحماية كيان بلادهم، و إستعادة هيبتها في الداخل ، و مكانتها في اقليمها و خارجه ..

و لذلك ؛
من المهم الوصول للإنتخابات؛ و من المهم جدّاً المشاركة فيها؛ و من الأهم جدّاً اختيار ممثلين يتوفرون على مواصفات القدرة و الكفاءة المهنية و الإخلاص للوطن …

التحجج أو التعذر بأن المال الفاسد سيعمل، و أن العصبية ستعمل ، و ان التزوير سيقع و غير ذلك من السلبيات و المفسدات يظل مجرد افتراض، و هو قد يحدث؛ لكن إفشاله واجب على الذين يحذرون منه أكثر من غيرهم على أساس أن تحذيرهم يقوم على حقائق ، فعليهم تقع مسؤولية توعية الناس بمخاطر هذا و تعبئتهم لإفشاله، و ليس بتنفيرهم من الإنتخابات و بعث اليأس من نتائجها في نفوسهم بناءً على افتراضات …

إن الموقف المطلوب و العمل المثمر هو في كشف كل ما يفسد الإنتخابات و تعبئة الناس ضده و ليس بلعنه قبل أن يحصل، و بالتفرج عليه إذا حصل، و مداومة لعنه بعد أن يحصل..

يجب ان يعرف الليبيون ان عشر سنين المعاناة هي بسبب غيابهم الفاعل عن الحكم و ليس بسبب قدرات الذين يحكمونهم بالقوة و الحيلة،، و الذين يقع معظم الناس في خطأ تضخيمهم حد أن صاروا في أذهانهم رعباً قد يدفعهم للإستسلام …

على انه إذا اختارت الناس في الانتخابات، أن تظل البلاد على هوانها و فسادها بإختيار ممثلين قاصرين أو فاسدين فإنها تكون قد الزمت نفسها الحجة، و لن يشغل امرها أحد بعد ذلك ، و إن كان يوجب إستمرار التعبئة من أجل أن يظهر جيل يعرف قيمة ليبيا فيتولّى أمرها و يعلي شأنها. لهذا كله ؛

إلى جميع من يحبون ليبيا:

تهيأوا للانتخابات القادمة لأنها الوسيلة المأمولة حتى الآن لإستعادة الوطن بلا تكاليف قاسية …

مقال ل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى