محلي

سلامة: عقيلة والمشري والسراج ومجلسه عرقلوا المسار السياسي..والأخير حاول التفاهم مع حفتر لمنع تغيير “الرئاسي”

أكد المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا، غسان سلامة، أن معظم الدول كانت تراهن على فشل الحوار السياسي الليبي، وذلك لأنه إجمالا الفشل إما يناسبها ويوافق مصلحتها أو إما أنه الخيار الأسهل في التوقع، بحسب قوله.

وقال المبعوث الأممي السابق، في لقاء تلفزيوني خاص، تابعته قناة “الجماهيرية”، مساء السبت، عبر قناة “218NEWS”، إن قبل اجتماع تونس جرت العديد من الاجتماعات بتقنية “زووم”، وحصل تواصل فردي مع كل المشاركين تقريبا.

وأرجع سلامة سبب تفاؤله المفاجئ للبعض آنذاك، والذي ظهر في الكثير من تغريداته، لعلمه أن الدول التي يمكن لها أن تعرقل الاتفاق السياسي، خاصة تركيا ومصر، كلا منهما أبلغته بموافقتها على النتيجة، متابعا: “حتى فكرة أن يتمثل مجلس الدولة ومجلس النواب بنفس العدد، بعد أن قبل بها وزير خارجية مصر، السيد سامح شكري، اعتبرت أني قد قطعت شوطا كبيرا”

وحول الظروف التي ساعدت على تنفيذ خارطة الطريق، رأى سلامة أن من هذه العوامل وضوح الخطة وجهوزية المسارات والترتيبات من مؤتمر برلين، وأضاف أنه “منذ مطلع صيف 2020 بدأ العسكريون أولا، ثم بقية العقلاء، يعرفون أمرا واضحا، وهو أن الدول الكبرى لن تسمح لحفتر بدخول طرابلس، كما لن تسمح لميليشيات السراج بأن تخترق خط سرت.

وزاد: “السراج اتصل بي، ثم اتصل بستيفاني ويليامز، ثم حادثناه معا وقال إنه يريد مغادرة منصبه”، متابعا: “عدد كبير من الليبيين اتصلوا بي ليقولوا لي إنها مناورة فقلت لهم لا…أنا أعتقد أنه صادق…وأنا اليوم أعتقد أنه بالفعل كان كذلك”، لافتا إلى أن توحيد الحكومة والمصرف المركزي كان يستلزم أن يغادر السراج والصديق الكبير منصبيهما.

ورأى سلامة، أن الاتفاق جيد ومتماسك وأفضل الخيارات المتاحة فيما يتفق عليه الليبيون، وأنه وكما توجد قضايا لم تحسم هناك قضايا حُسمت، مبينا أن خارطة الطريق صلبة وأنتجت حتى الساعة، وحدة الحكومة والمصرف المركزي، وقيام سلطة تنفيذية جديدة، بالإضافة إلى شئ آخر لم يتوقف عنده الليبيون بصورة كافية، وهو نوع النظام السياسي الذين يريدونه لليبيا.

وأوضح المبعوث الأممي السابق، أن وضع الصلاحيات التنفيذية بيد الحكومة وليس بيد المجلس الرئاسي هو اختيار للنظام البرلماني وليس النظام الرئاسي، وهذا أمر قد يؤثر على نوعية الانتخابات، بالتالي فإن أهمية الانتخابات الرئاسية القادمة تكمن في نوعية النظام السياسي الذي سيتم اختياره.

وبشأن المعرقلين للمسار السلمي والسياسي الذين كانوا يشر إليهم دون ذكر أساميهم، خلال فترة رئاسته للبعثة الأممية في ليبيا، قال غسان سلامة: “عندما ذهبت إلى ليبيا عام 2014، كان هناك أطرافا موجودين في مواقع، وكل شخص موجود في موقع كان يخاف من أي تغيير، بالتالي كان يريد أن يتأكد أن التغيير، إما لن يحدث، وإما يحدث لمصلحته.

واستطرد قائلا: “رئيس مجلس النواب كان يريد أن يكون رئيسا للمجلس الرئاسي، فإذا لم يكن رئيسا للمجلس الرئاسي فهو لن يسمح بأي تغيير، وكذلك نفس الشئ بالنسبة للسويحلي والمشري في مجلس الدولة”

وأكمل: “السراج وأعضاء المجلس الرئاسي الذين استمروا كانوا مصرّين أن يبقوا في أماكنهم، والسراج لم يتحدث عن مغادرة منصبه إلا فيج شهر سبتمبر من العام الماضي، قبلها كان مصرا أن يبقى، وكان يخاف من أي تغيير، وكان حذرا جدا من اجتماعات تونس، وكان يحاول التفاهم مع حفتر لكي يمنع إمكاتية تغيير المجلس الرئاسي.

وواصل: “كان لدينا حزب أسميته آنذاك “حزب الأمر الواقع” حزب من هم في السلطة، يختلفون في الظاهر فيما بينهم لكنها خلافات شكلية، أما في الجوهر كان لا يريد أن يحدث تغيير في طبيعة السلطة الليبية”

وأكد غسان سلامة، أنه بعد كل لقاء من لقاءاته القبلية والمحلية في كل أرجاء ليبيا كان المطلب هو نفسه “التغيير”، وقال: “جربت آلية التغيير من خلال المجلسين في خريف 2017 فعُرقلت، لأن مجلس الدولة كان مُصرا على الأمر الواقع، ولأن مجلس النواب تفجر أمامي، ففهمت أنني لن أصل إلى آلية تغيير إلا من خلال ملتقى للحوار، والذي دعوت إليه منذ اليوم الأول”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى