تقاريرمحلي

في ذكرى الغارات الهمجية على طرابلس وبنغازي..الجماهيرية ترصد أبرز مظاهر العداء الأمريكي للشعب الليبي

 

 

 

لم تكن الغارات الجوية الهمجية على طرابلس وبنغازي ليلة الخامس عشر من شهر الطير / ابريل 1986 سوى حلقة من حلقات العداء الامريكي تجاه ليبيا الجماهيرية ، كما لا تكن حادثة تفجير ديسكو لا بيل في برلين سوى ذريعة المافون ريجن ليشن تلك الغارات ، فقد خرجت المعلومات فيما بعد لتؤكد أن طائرات من طراز اف 111 واف 117 الاستراتيجية الأمريكية التي نفذت الغارات على ليبيا في 1986 كانت قد قامت بتدريبات على أداء تلك المهمة للقصف بعيد المدى في التمور / اكتوبر 1985 حيث انطلقت من قاعدة هايفورد في بريطانيا وعبرت الأطلسي للقيام بمحاكاة هجوم جوي في منطقة اسمها نيوفاوندلاند في كندا فنجحت في تدريباتها تلك ..
لذلك فإن السؤال المنطقي هنا ليس عن سبب قيام امريكا بغارات 1986 التي أسمتها عملية الدورادو بل عن سبب العداء الامريكي لليبيا اصلا ، وهو عداء بدأ منذ اللحظة الأولى لاتمام ثورة الفاتح العظيم اجلاء القواعد العسكرية الأمريكية الخمس عن أرض الوطن في 11 الصيف / يونيو 1970 ، إذ رغم استمرار العلاقات السياسية والدبلوماسية والتجارية بين البلدين ، إلا أن أمريكا هي التي اختارت أن تناصب ليبيا العداء بسبب السياسة الليبية المستقلة والتحررية في الوطن العربي وأفريقيا والعالم ، ولنقم برصد سريع لأبرز مظاهر العداء الامريكي للشعب الليبي بعد اجلاء قواعدها ..
– في منتصف السبعينات حظرت امريكا على الطلبة الليبيين الدارسين لديها التخصص في علوم الذرة والعلوم الدقيقة ..
– في 1977 وضع البنتاجون اسم ليبيا في القائمة التي يصدرها سنويا بأعداء امريكا ..
– في 1978 منعت الحكومة الأمريكية شركة بوينغ من تصدير طائرات ركاب مدنية حديثة إلى ليبيا ..
– في 1980 اكتشفت ليبيا 4 خلايا تجسس أمريكية تنشط على أراضيها ..
– في صيف 1980 أسقطت طائرات أمريكية طائرة فوق جزيرة اوستيكا الإيطالية ظنا منها أنها طائرة ليبية تقل القائد معمر القذافي في رحلة معلنة له إلى أوروبا الشرقية ، ليتبين لاحقا أنها طائرة إيطالية ..
– في شهر هانيبال / اغسطس 1981 قامت 8 طائرات أمريكية بالهجوم على طائرتين حربيتين ليبيتين فوق خليج سرت ..
– في النوار / فبراير 1983 اقتربت طائرات حربية أمريكية إلى مسافة 80 كيلومترا من المجال الجوي لبنغازي في استعراض للقوة ..
– في 25 الربيع / مارس 1986 شاركت ثلاث حاملات طائرات أمريكية في محاولة اقتحام خليج سرت لإجراء مناورات فتصدت لها الزوارق الليبية ..
– في 15 الطير / ابريل 1986 نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية نقلا عن مراسلها في امريكا أن ريجن قد دبر عملية سرية للإطاحة بالنظام الجماهيري بمشاركة عدد من الضباط الليبيين الذين جندتهم المخابرات المركزية في الخارج ..
– في 31 هانيبال / اغسطس 1986 نشرت صحيفة الأهرام المصرية إن أمريكا كانت قد حاولت ثلاث مرات اقناع مصر بالمشاركة في عمل عسكري للإطاحة بالنظام الجماهيري والتخلص من القائد معمر القذافي ولكن مصر رفضت ، وهي معلومات كان القائد قد تطرق إليها لاحقا في إحدى خطبه ..
ان العداء بين أمريكا وليبيا اذن لم يكن خيارا ليبيا بل كانت أمريكا هي التي اختارت أن تعادي طموح الشعب الليبي وإرادته في أن يحيا عزيزا كريما فوق الارض وتحت الشمس ، ولقد فشلت امريكا في عدوان 1986 ودونت ليبيا لحظة الفخر والمجد بمجسم القبضة الليبية في باب العز باب العزيزية الممسكة بطائرة أمريكية تم إسقاطها في تلك المواجهة ، لذلك كان اول ما حرص عملاء امريكا على فعله حين اقتحموا باب العزيزية بعد ذلك العدوان ب 25 عاما في نكبة 2011 هو نسف ذلك المجسم بالذات لمحو ذاكرة الصمود والكرامة والتحدي وتكريس زمن اللاسيادة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى