محلي

صانداي تايمز البريطانية تكشف معلومات جديدة حول تورط “العبيدي” في تفجير مانشستر الإرهابي

 

 

 

نشرت صحيفة “صانداي تايمز” البريطانية معلومات جديدة بشأن قضية التفجير الإرهابي الذي استهدف قاعة احتفالات “مانشستر أرينا”.
وأشارت الصحيفة إلى علم المخابرات البريطانية بوجود صلات للشقيق الأكبر لسلمان العبيدي منفذ التفجير الإرهابي في القاعة الواقعة بمدينة مانشستر، الذي راح ضحيته 22 قتيلًا و64 مصابًا مع تنظيم “داعش” الإرهابي قبل عامين من تنفيذ هذا التفجير.
وأضاف التقرير: إن الأجهزة الأمنية شاهدت مواد متطرفة في نقال إسماعيل العبيدي، لتثير منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي تساؤلات حول مراقبة المخابرات البريطانية لأسرة العبيدي خلال فترة وجودها في مدينة مانشستر، مبينًا أن إسماعيل سيضطر إلى الإدلاء بشهادته في التحقيق بعد رفضه التعاون.
ونقل التقرير عن فريق التحقيق تأكيده رفض إسماعيل العبيدي جميع الطلبات للإجابة على أسئلة حول تطرف شقيقيه سلمان وهاشم الذين صنعا القنبلة التي تم استخدامها في التفجير الإرهابي، بعد أن لفت إسماعيل انتباه السلطات قبل عامين من تنفيذ التفجير.
وأضاف التقرير: إن سلطات الأمن البريطانية أوقفت إسماعيل العبيدي في مطار هيثرو بعد عودته من عطلة شهر العسل في الـ3 من سبتمبر من العام 2015، ليعثر مسؤولو الهجرة والحدود على مقاطع فيديو في نقاله تحتوي على مواد لتجنيد الدواعش الإرهابيين، وشعارات وأدبيات لتنظيم داعش الإرهابي.
وبحسب التقرير احتوت المقاطع على أناشيد وهتافات تشجع على ما وصفوه بـ “قتل الكفار” والعمليات الانتحارية وصور له حاملًا السلاح، ما دفع السلطات للتحقيق بمحتويات حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، مبينًا أن والدي إسماعيل تركا منطقة فالوفيلد بمدينة مانشستر ويتواجدان الآن في ليبيا ويرفضان المساعدة بالتحقيق.
وأشار التقرير لعثور سلطات بريطانيا على صورة للطيار في سلاح الجو الأردني الملازم أول معاذ الكساسبة الذي أسقطت مقاتلته من طراز “أف 16” في سوريا عام 2014 وتم قتله حرقًا من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي، وهو يبلغ من العمر 26 عامًا فقط، ليظهر الكساسبة قبل إضرام النار مع مقولة: “ابحث عن حطب محنك”.
وبين التقرير أن رمضان العبيدي والد إسماعيل العبيدي مطلوب لاستجوابه من قبل شرطة منطقة مانشستر الكبرى ويواجه الاعتقال في حال عودته إلى بريطانيا، مشيرًا إلى أن القائمين على التحقيق يستعدون لإرغام إسماعيل على الإدلاء بشهادته حضوريًا في أكتوبر المقبل، خلال ختام استثنائي لجلسات الاستماع.
وأوضح التقرير أن هذه الجلسات كشفت أخطاء المخابرات البريطانية وخدمات الطوارئ، في وقت سيذهب فيه إسماعيل للسجن لو رفضه الإدلاء، مؤكدًا أن شرطة مكافحة الإرهاب استجوبته سابقًا 22 مرة بمانشستر الكبرى من دون أن يتم توجيه أية تهمة له، لإصراره على عدم علمه بأفعال شقيقيه أو التخطيط للتفجير الإرهابي.
ووفقًا لما جاء في التقرير يعد إسماعيل آخر فرد من أسرة العبيدي يعيش حرًا طليقًا ويمارس طقوس العبادة في مسجد ديزبري في مدينة مانشستر، موضحًا أنه تم إلقاء القبض عليه في الساعة 10 صباحًا بعد يوم من الهجوم، بعد أن اكتشفت الشرطة قيامه بحجز تذاكر باتجاه واحد إلى ليبيا لشقيقيه في أبريل من العام 2017.
وأكد التقرير أنه قاد البحث في منزل إسماعيل العبيدي إلى العثور على ذاكرة حاسوب تحتوي على صور لجثث محترقة وعلم تنظيم “داعش” الإرهابي، وشقيقه سلمان يحمل السلاح ومحاضرات مصورة لأنور العولقي المرتبط بتنظيم القاعدة الإرهابي، فضلًا عن صور أخرى لأفراد الأسرة وهم يحملون الأسلحة.
وتطرق التقرير إلى تعرف الشرطة على الحمض النووي أو بصمات أصابع إسماعيل على مطرقة عثر عليها في سيارة من طراز “نيسان ميكرا” تم استخدامها لتخزين مواد القنبلة، فيما لم يتم التيقن من وجوده في السيارة من عدمه، فضلًا عن عدم العثور على مواد قابلة للانفجار في منزله بعد تفتيش دام 19 يومًا.
ونقل التقرير عن صديق سابق لإسماعيل قوله: “إسماعيل كان له دور مهيمن في الأسرة، فهو الأخ الأكبر المفترض أن يعتني بسلمان وهاشم عندما كان والديهما في الخارج في ليبيا، أعتقد أنه واجه مشكلة في السيطرة عليهم، لم يفعلوا ما قيل لهم” فيما أخبر إسماعيل الشرطة أنه أثار مخاوف والديه بشأن سلمان وهاشم.
وأضاف إسماعيل: إن هذه المخاوف أتت قبل التفجير الإرهابي بوقت قصير، بعد أن ترك هاشم وسلمان التعليم، ما قاد لاحتكاك بينه وبين شقيقيه، في وقت كان فيه الشقيق الأكبر المتحكم الرئيس في حساب والدته المصرفي في مصرف “أتش أس بي سي” عندما كانت في ليبيا.
وبين التقرير أن هذا الحساب الحاصل على مزايا السلطة المحلية ربما تم استخدامه لتمويل الهجوم، فيما لم يتمكن فريق الشرطة من التأكد مما إذا كان إسماعيل على علم بمعاملات شقيقيه بعد أن رفض الإجابة على الأسئلة حول هذا الموضوع، لتخلص دائرة النيابة العامة الملكية إلى عدم وجود أدلة كافية للوفاء بمعايير الاتهام.
وأضاف التقرير: إن عدم وجود أدلة كافية لاتهام إسماعيل بالإرهاب لم يمنع استمرار لقيام تحقيقات الشرطة، ليتتبعه مراسل لإحدى وسائل الصحافة والإعلام وصولًا إلى منزل جديد فخم في إحدى ضواحي مانشستر، حيث يستخدم اسمًا مستعارًا للابتعاد عن الجميع.
ونقل المراسل عن إسماعيل قوله: “لا أريد أن أكون مرئيًا؛ لأنه من الواضح أن الجيران لا يعرفون من أنا أو ما الذي يجري هذا ليس آمنًا بالنسبة لي، لقد تلقيت تعليمات من قبل الشرطة بعدم التحدث إلى أي شخص، أشعر بالسوء حقًا يا صديقي، حقًا سيء، ارحل، اذهب بعيدًا ولا تعد”.
وتحدث التقرير عن رفض إسماعيل توضيح أسباب عدم مساعدته في التحقيق، فيما أكد السكان المحليون أنه يعمل في بيع وشراء السيارات ويقيم مع زوجته وطفله في هذا العنوان منذ قرابة الـ12 شهرًا، ناقلًا عن أسر القتلى انتقادهم لرفضه هذا وعدم عدم الإدلاء بشهادته.
وقالت فيجن موراي من ستوكبورت التي فقدت ابنها مارتن هيت البالغ من العمر 29 عامًا :”من المؤسف أن إسماعيل لم ينتهز الفرصة للمشاركة في التحقيق، كان يمكن أن يكون خطوة واحدة أقرب إلى جزء ضئيل من مساهمة مواساة أسر الضحايا، إنه لأمر مخزٍ أنه لن يفعل ذلك”.
بدوره قال ستيف هاو ذو الـ65 عامًا الذي فقد زوجته أليسون التي كانت تنتظر في البهو لابنتهما عندما انفجرت القنبلة: “لا شيء سيعيد أليسون، ولكن سيكون من الجميل الحصول على بعض الإجابات من أسرة العبيدي، لأكون صادقًا لم أفهم أبدًا إعادة هاشم إلى هذا البلد، وكل الملايين التي تم إنفاقها لذلك، كان يجب أن يتركوه في ليبيا”.
واختتم التقرير بالإشارة إلى ما قاله إسماعيل خلال العام الماضي بشأن رغبته في الاعتذار عن عن الألم الذي تسبب فيه شقيقيه، وإنه ليس لديه أدنى فكرة عن سلوكهما هذا الطريق، مؤكدًا أن هذا الموقف تلاه رفضه المستمر التعاون مع سلطات التحقيق في التفجير الإرهابي.

ترجمة صحيفة المرصد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى