“ذا جارديان” تكشف شبكة تهريب بشر في ليبيا وأساليب تعذيب وابتزاز المهاجرين

ذا جارديان: كشفت صحيفة “ذا جارديان” البريطانية، عن إدانة المدعو تويلدي جويتوم، أحد أشهر مهربي البشر في شمال إفريقيا، والمتهم بابتزاز وتعذيب آلاف اللاجئين والمهاجرين في ليبيا، موضحة أن حكما سيصدر بحقه في 21 مايو الجاري بعد إدانته بخمس تهم تتعلق بالتهريب والاتجار في إثيوبيا.

وذكرت الصحيفة أن جويتوم عمل في ليبيا بين عامي 2014 و2018م تقريبًا، مشيرة إلى أنه كان يعمل في تجارة المهاجرين وتم القبض على جويتوم بإثيوبيا في مارس 2020م، بعد شهر من اعتقال أحد المتعاونين معه، وهو تاجر معروف آخر، ويدعى كيدان زكياس هبت ماريام، وكلاهما في الأصل من إريتريا.

وقالت الصحفية إن الرجلين شاركا في مجمع ببني وليد التي يلقبها المهاجرون بـ”مدينة الأشباح”؛ بسبب انعدام القانون فيها والعدد الكبير من الأشخاص الذين اختفوا هناك، مبينة أنه بحسب عشرات الضحايا، احتجز المُتجِران آلاف المهاجرين من أجل الحصول على فدية.

ولفتت صحيفة ذا جارديان إلى أن هبت ماريام، أعتقل بعدما تعرّف عليه ضحية إثيوبي، حيث عاد إلى أديس أبابا من ليبيا في أوائل عام 2020م وتم تقديمه للمحاكمة، لكنه هرب من الاعتقال منتصف فبراير الماضي قبل صدور الحكم، ليتم إدانته فيما بعد بثماني تهم غيابية.

وقال أحد الضحايا في تصريحات نقلتها “ذا جارديان” إن جويتوم احتجزه لمدة ستة أشهر وأجبر على دفع 3600 دولار فدية.

وأضاف التقرير أن بعض الشهود في القضية قالوا إنهم كانوا خائفين على حياتهم، موضحين أنهم سافروا إلى ليبيا لأنهم تلقوا وعودًا بأنهم سيصلون إلى أوروبا بسرعة مقابل أموال متفق عليها، لكن بمجرد وصولهم إلى ليبيا، ارتفعت الأسعار وأدركوا أنه لا يوجد ما يضمن حتى وضعهم في قارب لمحاولة عبور البحر المتوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن المهاجرين احتجزوا في مستودعات بليبيا لفترة تصل إلى 18 شهر، وكانوا يضطرون للاتصال بأسرهم لتحويل أموال إلى جويتوم أو هابت ماريام لإنقاذ حياتهم، كما أنهم كانوا يتعرضون للتعذيب إذا طال الدفع ، علاوة على موت بعضهم بسبب الإهمال الطبي.

ووفقا للتقرير، قال رجل شهد في المحكمة: “كنت على وشك أن أفقد عقلي، وحاول صديقي شنق نفسه، كنا يائسين ومحاطين بالخرسانة والقناصة”، مضيفا أن المُتاجِرين أجبرا الأسرى على لعب مباريات كرة القدم ضد بعضهم بعضا وأطلقوا النار على اللاعبين الذين أخطأوا في الأهداف.