تقاريرمحلي

تقرير// محصول المانجو في الكفرة وتازربو والواحات.. لا نقل ولا تسويق واهدار لمقدرات ليبيا

الكفرة:

في اللادولة داخل ليبيا، ليس هناك حديث عن الانتاج المحلي من الزراعات العديدة داخل البلاد. وكيفية بذل الجهد لتسويقه والاهتمام بما ينتجه المزارعون خصوصا من محصول المانجو، الذي يطرح في مثل هذا الوقت من كل عام، بكميات وفيرة ومميزة  حتى إن سعر صندوق المانجو من الأنواع الفاخرة ذات المذاق والأحجام المميزة يصل إلى نحو 15 دينار وما دون ذلك في الكفرة وجالو ومنطقة الواحات داخل ليبيا.

 لكن الحال صعب، فرغم وجود انتاج وفير من محصول المانجو، فإن المزارعين يجدون صعوبات عديدة، من قفل الطرق وسهولة تلف الفاكهة وعدم القدرة على توفير سيارات وثلاجات، وغياب سياسة تسويق وتصدير واضحة والبعد عن الأسواق المحلية المستهلكة وارتفاع تكلفة الانتاج.

 وهو ما يجعل محصول وفير ورزق واسع من المانجو، في مهب الريح كل عام دون ان يتحول إلى مصدر دخل كبير لاصحابه. وقد يتحول حال وجدت سياسة زراعية فاعلة الى مصدر دخل للدولة من وراء تصدير المحصول لأوروبا ودول الجوار التي تحتاجه.

ويلقي المزارعون باللوم على وزارتي الزراعة والاقتصاد المقصرتان في جمع فائض إنتاج ثمار المانجو، وتوفيره وتوزيعه  في كل أسواق ليبيا وإيقاف استيراده من دولة مصر و باقي الدول.

ويقولون:  نحن في أشد الحاجة إلى انتاجنا الوطني من ثمار المانجو ولابد من الاهتمام بهذا المنتوج المحلي.

ووفق خبراء زراعيون، ومنذ سبعينيات القرن الماضي قبل نحو 50 سنة، بدت زراعات المانجو في تازربو و الكفرة وجالو والواحات والجنوب، زراعات بسيطة في بعض المنازل نظرا لحساسية شجرة المانجو لـ”ألأس الهيدروجيني” وملوحة المياه والتربة ولارتفاع قلوية التربة.

لكن مع الاقبال عليها في المنطقة الحدودية الليبية، التي تتقاطع مع تشاد والسودان ومصر، والموقع الإستراتيجي لمدينة الكفرة  فإن ذلك سبباً رئيسياً في جلب فاكهة المانجو إليها خلال فترة سبعينيات القرن الماضي، وبدء زراعتها بعدما أعجب بمذاقها التجار وسائقو الشاحنات التجارية المسافرة إلى تشاد والسودان فقرروا حمل بذورها وشتلاتها معهم.

وشيئا فشيئا تغلب المزراعون والمهندسون الزراعيون، منذ ذلك الوقت على صعوبات عديدة تواجههم، وتمكنوا من إنباتها في الأراضي الرملية ذات المناخ الصحراوي، وقاموا بزراعتها مستخدمين البذور الناضجة، أو الغروس الجاهزة مع مراعاة تعرضها للظل لفترات طويلة من اليوم لحمايتها من لهيب الشمس الحارقة، كما قاموا ببناء مصادات للرياح حول أماكن الزراعة فهذه الفاكهة الحلوة لا تحتمل التعرض للرياح الشديدة المتربة خاصة عندما تكون الشجرة محملة بالثمار.

وكبرت زراعة المانجو، وتحولت الى مزارع كبيرة، لكن الفشل في تسويق المحصول وعدم رعايته وعدم الالتفات الى مثل هذا المنتوج المحلي يعرض المزارعين كل عام للخسارة ويهدر انتاج ضخم يباع بأرخص الاثمان دون أي استفادة منه.. ويصيب بالحزن على حال ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى