مقالات

علي الهلالي يكتب: إبحار في ذاكرة تشتهي ما لذ وطاب

علي الهلالي يكتب

بقلم علي الهلالي: إبحار في ذاكرة تشتهي ما لذ وطاب

كنت اربأ بنفسي ان اشتهي شيئا باعتبار ان ما سآكله يخصني وحدي .. فيمكن ان اتغذى “نص بالدحي” او ان ادلف الى مطعم على شواطئ الريفيرا .. سيان هذا يعتمد فقط على ما في جيبي .

الحقيقة ان الشيطان دخل في تلافيف نفسي واوعز لي ان اسعى نحو وزارة .. أي وزارة .. ليس مهما ماهيتها او حتى مدى مقدرتي على قيادة دفتها .. المهم ان أكون وزيرا .

هذا الامر لا يعني السعي وراء الوزارة لأنني احب ممارسة السلطة حاشا وكلا .. وأيضا هو امر لا علاقة له البتة بعقد النقص فانا لا اشعر بالدونية حيث ترعرت ونشأت على الانفة ونشم يدي نشبع ..

هذا الامر تمنيته فقط كي اعين احد المقربين مني والذين اتدلل عليهم واخط له قرارا بوصفه مدير مكتبي ومن ثم يأتي الباقي ..

لست طماعا كي اطلب مكسرات “مشكلة ” او حتى فستق حلبي منفردا .. ولا أتطلع للفواكه .. ولا يمكن ان اجازف بتمني تمر ودان او حليب الابل من وادي جارف حيث لو طلبت لمنحوني منه انهارا لكرمهم .

أتطلع فقط لان افطر كل صباح على حساب الوزارة وأقول لكم انه  لو لم يكن “مقوم ” سيضر بكم ذلك لأنه حينها سيصفر وجهي ويصيبني الهزال ولن يصعد الدم الى دماغي وبالتالي سافقد قدرتي على التفكير السليم .

من مصلحتكم ان افطر عسل طبيعي وكل ما انتجت الدنيا  وما تفتقت عنه ابداعات مطابخنا مما لذ وطاب في تفوق ملحوظ على ” ما يقدم في فنادق “الكونتننتال ” وساشرب من ماء السماء الذي استقبله الرعاة في ابار لم تمسسها ايد .

الغداء سيكون دسما بما يليق بوزير “تمرمد” حتى حصل على الكرسي ولن اكل ما هو معروف ويتناوله العامة .

ولا يمكن التنازل عن البرديم الذي سيكون عشائي الدائم مع مدير مكتبي واخرون سأتخيرهم ممن يسمعون ويطيعون ويأكلون ولا يتكلمون .

لم اكن أتصور ان الوزارة لذيذة حتى اوضحتم لنا ذلك أيها الجالسون على كراس لم تحلموا بها .

علي الهلالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى