تقاريرمحلي

تقرير// من محاولة تحقيق مكاسب سياسية وهمية لـ”نكسّة بالمسار”.. فتح الطريق الساحلي يُعري حكومة الدبيبة

طوال الشهور الماضية، عمد رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، إلى إطلاق وعود كثيرة، عن قدرة حكومته على حل العديد من المشاكل الحياتية المزمنة التي يعاني منها الشعب الليبي طوال سنوات ما بعد نكبة فبراير 2011.

ورغم كل الزخم الذي تمتعت، ولا تزال تستحوذ عليه حكومة الدبيبة دوليًا، وبالخصوص بعدما تم إنهاء وجود الحكومة المؤقتة السابقة، في شرق ليبيا برئاسة الثني، وإنهاء وجود حكومة الوفاق غير الشرعية السابقة، في غرب البلاد، وأصبح الجو مهيئًا تمامًا لحكومة الدبيبة، أثبتت الأحداث أنها غير قادرة على تغيير الوضع كما الوعود التي ساقتها لليبيين. بل الأدهى من ذلك أن المشاكل الحياتية المزمنة التي علق على حلها الليبيين، بدت بعيدة المنال.

وجاءت أزمة فتح الطريق الساحلي، لتثير ضجة هائلة وتنال من الدبيبة ومن حكومته، بشكل غير مسبوق طوال الشهور الماضية. فما بين تهليل ضخم بالقدرة على فتح الطريق الساحلي بين شرق وغرب ليبيا بعد عامين، من إغلاقه تمامًا في أبريل 2019، ثم الإعلان بعدها بساعات عبر اللجنة العسكرية المشتركة، لجنة 5+5 أن هذا ليس حقيقيًا وأن الطريق تم فتحه فقط من الطرف الغربي، الذي كانت تتحكم فيه ميليشيات غرب ليبيا. أما الطرف الشرقي ناحية قوات الكرامة، فلم يحدث أي تغيير يذكر ولا يزال الطريق مغلقا؟!

واليوم وبعد ساعات من إعلان الدبيبة، أن ما حدث تاريخيًا وينهي فترة من عدم الاستقرار والتشتت، نقلت وسائل إعلام عدة عن لجنة 5+5 تأكيدها، إنه تم تأجيل فتح الطريق ولأجل غير مسمى، والسبب الى حين إصلاح الأضرار الموجودة فيه.

فالطريق لم يُفتح بين شرق ليبيا وغربها، والضجة بخصوصه ليست أكثر من مزاعم فارغة وغير حقيقية.

وقال مسؤول مطلع، وفق ما نقلت “الشرق الأوسط”، إن تهديدات أميركية وغربية بفرض عقوبات على المعرقلين سبقت إعلان “المنفي والدبيبة” أمس فتح الطريق، من الجهة الغربية، فيما اعتبرت السفارة  الأمريكية، افتتاح الطريق الساحلي مهم ويأتي في الوقت الذي يستعد فيه المجتمع الدولي للاجتماع في برلين.

 في السياق ذاته، نقلت قناة “العربية”، تجمع العشرات وسط مدينة سرت، رافعين شعارات داعمة ومساندة لأعمال وجهود اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، ومنددة بما قام به عبد الحميد الدبيبة.

وجاء الاحتجاج، بعدما تسبب فيه إعلان الدبيبة، عن فتح الطريق الساحلي بين مدينتي سرت ومصراتة، في أزمة بين الأطراف الليبية. واتهمت اللجنة العسكرية، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، بالتدخل في صلاحياتها والقفز على جهودها لتحقيق مكاسب سياسية وشعبية، وشددت وفق ما نقلت “العربية”، على أن عملية تنفيذ فتح الطريق لن يتم إلا بعد موافقتها.

من جانبه أكد عضو اللجنة “العسكرية المشتركة 5+5” خيري التميمي، إن فتح الطريق الساحلي بين مدينتي مصراتة وسرت، “مازال يحتاج الكثير من الوقت”، كما يحتاج وضع كل الترتيبات الأمنية اللازمة أولاً قبل إعادة فتحه.

ويرى مراقبون، ان ما فعله الدبيبة، كان محاولة لكسب ورقة “شعبية وسياسية” قبيل مؤتمر برلين، لكنه اتبع بنكسة سياسية بين الطرفين.

ولفتوا أن الدبيبة، يعاني مأزقًا حقيقيًا بعد أكثر من 100 يوم على تولي حكومته مقاليد السلطة في ليبيا، فالميزانية لم يتم اعتمادها بعد ولا زالت مشكلتها ضخمة، والمناصب السيادية لم يتم تعيين أصحابها بعد، ولا تزال قنبلة كبيرة يفجرها الإخوان ويستغلونها من آن لآخر، والطريق الساحلي لايزال مغلقًا ولم يتم تسيير الحركة. والأدهى من ذلك، أن بعض المشاكل الليبية اليومية في الكهرباء لا تزال موجودة، وبنفس الحدة التي كانت موجودة بها من قبل وقت حكم فايز السراج، والآلاف من أنصار النظام الجماهيري وغيرهم لا يزالون في السجون؟!.. فما الذي تغير؟

 وهو ما دعاهم إلى مطالبة حكومة الدبيبة، بالالتفات بشكل أكبر الى الداخل الليبي، وعدم استنفاز الوقت في الزيارات واللقاءات الخارجية، ومتابعة ملفي الانتخابات والمصالحة الوطنية بجهد مباشر ومع أطراف الأزمة والصراع..

وهذا في حال ما كانت حكومة الدبيبة، وكانت السلطة الانتقالية برئاسة محمد المنفي، قادرة على تحقيق إنجاز يذكر لليبيين قبل موعد الانتخابات المقبلة وموعد انتهاء ولايتها الشرعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى