تقاريرمحلي

هل سيتأزم الأمر بين الجزائر وقوات الكرامة بعد التحركات العسكرية والتهديدات العلنية؟

هل سيتأزم الأمر بين الجزائر وقوات الكرامة بعد التحركات العسكرية والتهديدات العلنية؟

خلفيات وملابسات عدة وتهديدات مبطنة وتحركات عسكرية ومناورات عسكرية وتهديدات برد حاسم وغضب جزائري يشوب العلاقات مع قوات الكرامة، بسبب الحدود المشتركة مع الجزائر أو بمعنى أصح المصالح النفطية الجزائرية في ليبيا.

إذ تعتزم الجزائر إعادة فتح المعابر الحدودية مع ليبيا، وخاصة معبر الدبداب – غدامس وجانت -غات، وقد بدأت الجزائر في اتخاذ خطوات عملية لتحقيق ذلك، إلا أن هذه الخطوة يشوبها لغط كبير، حيث أنها جاءت بعد سيطرة قوات الكرامة على المنطقة الحدودية مع الجزائر.

فمن جانبه أكد وزير الخارجية الجزائري صبرى بوقادوم عزم بلاده إعادة فتح المعابر الحدودية مع ليبيا، بإعادة فتح نقطة أو نقطتين حدوديتين، مشيرًا إلى معبر الدبداب – غدامس، والمعبر الذي يربط جانت الجزائرية بمدينة غات.

وأرجع بوقادوم في تصريحات صحفية على هامش قمة وزراء الخارجية لمجموعة العشرين المنعقدة أمس في “ماتيرا” الايطالية، سبب إغلاق الجزائر لحدودها مع ليبيا، إلى حالة الطوارئ الناجمة عن تفشي جائحة كورونا.

وفيما يخص التعاون الجزائري الإيطالي في الملف الليبي، قال بوقادوم أنه أجرى مباحثات وصفها بالمنتظمة مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، مؤكدًا التوصل إلى تفاهم وتوافق مشترك حول العديد من القضايا.

وفيما يخص مؤتمر برلين 2، أكد وزير الخارجية الجزائرى عمل بلاده في إطار مخرجاته، موضحًا أنه لم يتم إجراء لقاءات على هامشه؛ لكنهم بادروا بطلب لقاء من وصفهم بالزملاء من إيطاليا والدول المجاورة لليبيا، مشيرًا إلى أنهم يجرُون محادثات منتظمة.

وكان وفدًا جزائريًّا رفيع المستوى ضم مسؤولين حكوميين من وزارة الداخلية والخارجية والتجارة والأشغال العمومية والنقل ومصالح الجمارك والحماية المدنية، زار مؤخرا معبر الدبداب – غدامس؛ للوقوف على آخر الاستعدادات اللوجستية والتقنية لإعادة فتح المعبر.

إغلاق الحدود

وكانت عناصر من قوات الكرامة قد أعلنت منذ نحو أسبوعين، إغلاق الحدود الليبية الجزائرية، معلنة أنها منطقة عسكرية يُمنع التحرك فيها.

وحينها أكدت مصادر أن قوات الكرامة سيطرت فقط على معبر ايسين الحدودي في مدينة غات جنوب غربي ليبيا، من أصل 3 معابر تربط البلدين.

وذكرت مصادر أخرى أن تحركات قوات الكرمة، ترتبط بوقف تنقيب الجزائر الافقي في حوض غدامس النفطي، وأن تمركز قوات الكرامة في هذه النقاط يهدف لوقف هذه العمليات بعد التأكد منها، وهذا ما أكدته مصادر من الجنوب الليبي.

وأضافت المصادر أن المستفيد الأول من الاضطرابات في الجنوب الليبي وفترات وقف الإنتاج هي الجزائر، حيث أن ذلك الأمر يساعد في زيادة الضغط في الجانب الجزائري، ما يعني ارتفاع معدل الإنتاج اليومي.

تنقيب عن النفط

الخبير الاقتصادي عيسى رشوان أكد أن أزمة حوض غدامس ممتدة منذ سنوات طويلة، موضحا أن مؤسسة النفط اتفقت مع مجمع “سوناطراك” الجزائري، على دعم الجزائر لحكومة السراج غير الشرعية، مقابل التوقف عن مطالبة الجزائر بالحفر الأفقي من جانب الجزائر في حوض غدامس المشترك.

في سياق آخر ذكر مرصد ليبيا في فبراير/ 2019، أن الجزائر انتظرت حتى يناير 2018، حين وقع مجمع “سوناطراك” النفطي الجزائري اتفاق إطار مع مؤسسة النفط، للتسيير المشترك لحقول النفط الحدودية، وهذا الاتفاق يتضمن تحديث دراسة ترجع لعام 2006، قامت بها شركة الاستشارات “ديغولير وماكنوتون” تخص الحقلين الحدوديين “آلرار” و”الوفاء”.

خبير الطاقة الجزائري بوزيان مهماه أكد في تصريحات له ما كشفته المصادر الليبية، حيث قال في فبراير 2019، إن إنتاج حقل “آلرار” أقصى جنوب البلاد القريب من الحدود مع ليبيا زاد: ” إلى 24.7 مليون متر مكَعّب، بعدما كان عند 16 مليون متر مكعب يومياً قبل توقيع الاتفاق المشترك”، وأن رفع الإنتاج كلف الحكومة الجزائرية، حوالي 545 مليون دولار”.

تهديد وغضب جزائري

في المقابل في خطوات قوات الكرامة بإغلاق الحدود وإعلان المنطقة المتاخمة للجزائر منطقة عسكرية، فيه خسائر على الجزائر وهو ما لاقته الأخيرة برد يبدو وكأنه تهديد مبطن، حيث أشرف الفريق سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، على تمرين تكتيكي بالذخيرة الحية بالقطاع العملياتي جنوبي شرق منطقة جانت المتاخمة للحدود مع ليبيا.

وبررت وزارة الدفاع الجزائري “هذا التمرين التكتيكي الذي اختير له شعار ” نصر-2021″، يأتي تتويجا للتمارين التكتيكية التي تم تنفيذها بمختلف النواحي العسكرية ويندرج في إطار اختتام سنة التحضير القتالي 2020-2021.

وأوضحت الوزارة أن الفريق شنقريحة، تابع عن كثب الأعمال القتالية التي قامت بها الوحدات البرية والجوية ووحدات الدفاع الجوي عن الإقليم المقحمة، وأن هذه الأعمال اتسمت باحترافية عالية في جميع المراحل وبمستوى تكتيكي وعملياتي عالي المستوى.

وبالتزامن مع هذا الاستعراض العسكري المتاخم للحدود الليبية، وجه شنقريحة تحذيرا شديدا لقوات الكرامة دون ذكرها بالاسم، متوعدا إياها برد قاس وحاسم.

وأكد القائد الجزائري أن بلاده لن تقبل أي تهديد أو وعيد، من أي طرف كان، كما أنها لن ترضخ لأية جهة مهما كانت قوتها، محذرا بشدة هذه الأطراف وكل من تُسول له نفسه المريضة، والمتعطشة للسلطة، من مغبة المساس بسمعة وأمن الجزائر وسلامتها الترابية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى