الكشف عن سبب شن الغرياني وأعوانه حربا ضد مجلس النواب
الكشف عن سبب شن الغرياني وأعوانه حربا ضد مجلس النواب
يسعى كل من مفتي الجماعات الإرهابية الصادق الغرياني، والقيادي في الجماعة الليبية المقاتلة الإرهابية سامي الساعدي، وعضو جماعة الإخوان المسلمين محمود عبد العزيز، المتحالف حاليا مع تيار “المفتي المعزول والجماعة المقاتلة”، حربا شرسة عبر وسائل الإعلام، بهدف حصول حكومة الوحدة الوطنية الليبية على الميزانية التي تواجه رفضا كبيرا وجدلا واسعا داخل أروقة مجلس النواب.
وأرجع مراقبون سبب قتال الثلاثي على إقرار الميزانية إلى خوفهم من وقف حصة دار الإفتاء، التي رغم تعطل عملها كانت تقتطع جزءا من أموال الدولة بالميزانيات التي كانت تقرها حكومة السراج غير الشرعية السابقة في السنوات الماضية.
وأوضح مراقبون أن الغرياني سلط قناته الإعلامية “التناصح” التي تبث من تركيا، للهجوم على مجلس النواب بحجة عدم اعتماده الميزانية، واستخدم فيها كل ضيوف القناة بمن فيهم الساعدي وعبد العزيز، المخصص لهما برنامجين للتشنيع على عمل البرلمان وتدقيقه في أبواب صرف الميزانية.
ولفت الغرياني في إحدى مداخلاته إلى أن “ما يفعله أعضاء البرلمان من تحريض لاستمرار الفوضى وعدم الاستقرار هو لخدمة أجندات مشروع دولي بتخطيط صهيوني وعليهم أن يراجعوا أنفسهم قبل فوات الأوان”، زاعما أن “البرلمان يفعل فيه النواب أفعال شنيعة، لا تعرف إذا كانوا عقلاء أم مجانين، فهم يتكلمون بكلام لا يركب على أحد وجميعهم عملاء وتأتيهم أوامر بحيث لا تقوم لليبيا قائمة”.
من جهة أخرى دعا الساعدي المقيم باسطنبول، في إحدى لقاءاته رئيس الحكومة على إقرار الميزانية العامة للدولة بعيدا عن مجلس النواب، وهو ما يعد مخالفا للاتفاق السياسي الموقع في جنيف.
وأضاف الساعدي في تدوينة على “فيسبوك”: “بإمكان رئيس الحكومة ترتيب أمر الميزانية مع الرئاسي والمصرف المركزي، ويتجاوز تلك المخلوقات في البرلمان والتي تتلذذ بعذابات الليبيين”.
من جانبه طالب محمود عبد العزيز، الشعب الليبي بالخروج والمطالبة بإسقاط البرلمان، بل طالب رئيس حكومة الوحدة الوطنية بأن ينأى بنفسه عن هذا البرلمان.
وقال خلال برنامجه “الميزانية التي ستأتي من البرلمان لن تنفع الحكومة، ولا بارك الله فيه ولا بالميزانية التي سيقرها برلمان اللصوص والمجرمين وبرلمان المساومة على ليبيا وشرفها وعلى مناصب لا معنى لها”، مضيفا أن “الظروف التي خلقها البرلمان تحتاج 17 فبراير 10 مرات ومجلس النواب كل يوم يماطل في إقرار الميزانية، وأدعو للمرة الألف عبد الحميد الدبيبة أن يفوت البرلمان الذي أوقف حال البلاد والعباد دون خجل”.
في المقابل أكد محللون أن تحالف الجماعة الليبية المقاتلة وتيار المفتي الإرهابي يسعون لتجاوز قانون إقرار الميزانية، لضمان تخصيص حصة لما تدعى “دار الإفتاء”، مبينين أن “جماعة المفتي الإرهابي” يمكن أن تفعل أي شيء مقابل الحصول على حصة “دار الإفتاء”، التي لا تعمل منذ سنوات، وتقتطع جزءا من على الأموال تحت مظلة تلك الدار التي تسيطر عليها الجماعة الليبية المقاتلة.
وأرجع المحللون، سبب الهجوم الإعلامي للغرياني وأعوانه على مجلس النواب، إلى الخوف من قطع هذا الشريان المالي، لذلك يسعون لإيجاد مقترحات بديلة لصرف الدبيبة للميزانية بعيدا عن أعضاء البرلمان.
وحذر المحللون أعضاء مجلس النواب من التغاضي عن أي بند من بنود الميزانية أو تمريره دون تدقيق وتمحيص، حتى لا تقع أموال الليبيين في يد الجماعة المقاتلة ومليشياتها التي تسببت في ويلات تجرعها الليبيون في السنوات الماضية.



