محلي

في ذكرى ثورة يوليو.. نستذكر موت عبد الناصر

بقلم/ رمضان عبد السلام

مات جمال في ذروته. حين مات كان قد وضع العرب في قمة عنفوانهم..
في هزيمة 1967 يوم تحلّى بالشجاعة و أعلن مسؤوليته عن كل ما جرى و استقال من الحكم ، لكي تحاسبه العرب، نفرا منها؛ مجردا من سلطته ، ابت العرب ذلك ؛ بل توجته فوق كل ملوكها و جميع رؤسائها ، و أولته أمرها…
حتى الأقدار سعت معه ، فأعزته بليبيا الجمهورية وبالسودان و سورية…
يوم مات كانت فعلا اياما حزينة .. انتقلت ليبيا كلها الى مصر و ظلت هناك إلى أن خلف السادات عبدالناصر …
كل المدن الليبية حزنت ، و خرجت الناس في الشوارع و اقامت الصلوات على روح عبدالناصر.
عبدالناصر بالنسبة للعرب كان فرصة تاريخية ثمينة اهدروها، و بالنسبة لليبيا كان اكثر من كريم ، لا تستطيع ان تفيه حقه: في المملكة الليبية ذهب ليبيون بشهائد المعاهد الدينية للدراسة في جامعات مصر.. كان بين رغباتهم الطب و الهندسة . رفضت الجامعات المصرية تمكينهم ، لأن ذلك لا يوافق الشروط العلمية. علم عبدالناصر بذلك فاصدر تعليماته بقبول كل الطلاب الآتين من ليبيا في التخصصات التي يرغبونها. المهم أن ينجحوا في دراستهم. و كان الطلبة الليبيون من ذلك الجيل، في مستوى مكرمة عبدالناصر ، و لم يخذلوه..
القى عبدالناصر قبل موته حملا ثقيلا على ليبيا . أمّنها على القومية العربية و الوحدة العربية. نهضت ليبيا بأعباء الحمل الثقيل ، استكثر عليها أغلب العرب حملها. لم ير أي من حكامها إنه حمل لا تستطيعه الا ليبيا. اثبتوا انهم اقل من ليبيا. بلغ الامر بواحد مثل السادات أن يوجه في ذكرى ثورة يوليو1977 الجيش المصري لقتال الليبيين.
في ذكرى ثورة يوليو التي قادها عبدالناصر لأسباب عربية في أكثرها ؛ لا يتذكّر الجيل العربي مآثر عبدالناصر من إجل إعلاء شأنهم جميعا… جيل اليوم في معظمه جيل عاق ، حد أن أزال نفر من حملة الشهادات الدينية ، الذين كسّر عبدالناصر قواعد القوانين المصرية من أجلهم ، أزالوا تذكاراً له في بنغازي، تقرباً لله كما زعموا، و هم إنما يقابلون الحسنات بالسيئات…
يا لخيبة العروبة في هذا الجيل التبّاع…
بتصرف في إدراج سابق…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى