محلي

روسيا تثق في قدرة الدكتور سيف الإسلام على توحيد الليبيين

روسيا تثق في قدرة الدكتور سيف الإسلام على توحيد الليبيين

من المؤكد أن ظهور الدكتور سيف الإسلام القذافي كان أمرا مقلقا لكثير من الأطراف، على رأسها الولايات المتحدة وتركيا وإيطاليا، حتى ان وكالة «بلومبرج» الأمريكية أكدت مخاوفها بشأن ظهور نجل القذافى، قائلة إن الانتخابات الرئاسية المقررة فى 24 من الكانون / ديسمبر المقبل قد تفضي إلى مرحلة جديدة من الصراع بسبب رغبة أطراف خارجية تمكين مرشحيها.

وأشارت الوكالة الأمريكية بشكل خاص إلى محاولات من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لإحداث تحالف بين قائد عملية الكرامة خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافى.

وحسب الوكالة ، فإنه بعد عقد من الإطاحة بالنظام الجماهيري أدى تنصيب حكومة الوحدة الوطنية إلى وقف هش لإطلاق النار، بينما الانتخابات كانت الخطوة التالية فى عملية تحقيق الاستقرار، غير أن الرئيس الروسى يتحدى الولايات المتحدة وأوروبا وكذلك تركيا من أجل أن يصل سيف الإسلام القذافى إلى سدة الحكم، ارتكازا على أمرين الأول يقينه التام بقدرته على توحيد صف الليبيين والحفاظ على مصالح روسيا في ليبيا ومواجهة محاولات السيطرة على ثروات المتوسط من قبل قوى إقليمية أخرى.

ومع خطر التدخل الخارجى فى خرق وقف إطلاق النار الذى أقرته الأمم المتحدة فى أبريل، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية من تهديدات خطيرة للاستقرار الإقليمى والتجارة العالمية تشكلها الجهات الأجنبية التى تستغل الصراع.. وخصت بالذكر روسيا، مشددة على أن الشعب الليبى يجب أن يختار قادته.

وتقول الوكالة الأمريكية إن موسكو تضغط على حفتر لدعم منافسه فى السباق الدكتور سيف الإسلام، مؤكدة أن تحالفهما سيكون مزيجًا انتخابيًا لا يُهزم.

وقالت مصادر مقربة من الكرملين إن بوتين يعتبر ليبيا قضية شخصية للغاية ويشعر بالمسؤولية تجاه سيف الإسلام، باعتبار وصول الاخير للسلطة تعزيزا لنفوذ روسيا فى الشرق الأوسط.

ومن جانبه، قال المستشار السياسى للكرملين، سيرجى ماركوف، إن روسيا قادرة على محو ما فعله الغرب.

كما نقلت الوكالة عن مسؤول رفيع المستوى فى العاصمة الروسية أن موسكو تتمتع أيضًا بقبول ضمنى من إيطاليا، التى ظلت حتى الآن أقرب إلى حكومة طرابلس المنافسة.

من جهتها، قالت إيرينا زفياغلسكايا، خبيرة شؤون الشرق الأوسط فى معهد الاقتصاد العالمى والعلاقات الدولية الذى تديره الدولة الروسية، إن القوى الأخرى يجب أن تعمل مع موسكو، لأن روسيا مهتمة بتحقيق الاستقرار فى ليبيا، مؤكدة أن القذافى نجح فى الحفاظ على تماسك البلاد وتجنب الفوضى والحرب الأهلية، وعلى نفس الطريق سوف يسير نجله.

ومع ذلك فإن دوائر رأي أكدت أنه رغم صحة الدوافع والمبررات التي تؤيد دعم موسكو للدكتور سيف الإسلام إلا أن فكرة إقامة تحالف مع حفتر غير واردة لأن المشهد الداخلي له معايير تحكمه فشعبية سيف الإسلام ليست في حاجة لهذا التحالف الذي لن يضيف له بل يمكن أن يكون مثار انتقاد.

وفي مقابل ما تقوم به روسيا ألتقى المبعوث الامريكي قبل أيام خليفة حفتر في القاهرة وارسل باشا اغا إلى هناك لبحث صفقة مضادة للروس الذين يضغطون على حفتر لقبول فكرة ترشح سيف الاسلام.

أما الإخوان وطيف في مصراتة يسعون منذ اشهر لعرقلة الانتخابات الرئاسية، وتشبثهم بمكاسب 2012 التي حافظ عليها اتفاق الصخيرات وجنيف من خلال ما يسمى مجلس الدولة الإخواني على الرغم من ضعف تأثيره السياسي، ومن أسباب ذلك افتقادهم للحاضنة الاجتماعية في ليبيا فهم يؤيدون فقط اقامة انتخابات برلمانية أما الرئاسية فيضعون لها القيود التي تمنع وجود حفتر في الحكم.

كما أن القرار الذي أصدره المدعي العام العسكري منذ ايام بالقاء القبض على الدكتور سيف الإسلام يأتي في إطار محاولات تركيا وأذنابها اخلاء الساحة أمام تنفيذ أهدافهم الرخيصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى