محلي

أبو سبيحة ينبه من نسيان جرائم إيطاليا بعد دعوات للاحتفاء بـ “إنجازات” قادته في ليبيا

أبو سبيحة ينبه من نسيان جرائم إيطاليا بعد دعوات للاحتفاء بـ “إنجازات” قادته في ليبيا

نبه رئيس مجلس أعيان وحكماء الجنوب علي مصباح أبو سبيحة، من نسيان جرائم المستعمر الإيطالي، خاصة مع وجود دعوات “للاحتفاء بانجازات الجنرال ايتالو بالبو في ليبيا” على الرغم من المجازر التي ارتكبها في حق الشعب الليبي.

وقال أبو سبيحة في تدوينة له على صفحته على فيسبوك: لعلها تكون وخزة من وخزات الضمير .للعميل عبدالرحمن شلقم حيث كتب:-

فكروا قليلا قبل  أن تفعلوا

علمت من أستاذ ليبي قضى سنوات طويلة في دراسة تاريخ الاستعمار الايطالي لليبيا  ، علمت أن هناك مجموعة في ليبيا ترتب للاحتفاء بانجازات الجنرال ايتالو بالبو في ليبيا . هناك حقائق  بالنسبة لبالبو وماعمله في ليبيا لابد من  عرضها .

اولا . الجنرال بالبو من مؤسسي الحزب الفاشي  ، بل كان من المتشددين الى درجة أن موسوليني اعتبره من اقوى المنافسين له على قيادة الحزب . نضيف الى ذلك ، أن موسوليني في بدايات نشاطه السياسي  وكان صحفيا  عارض توجهات المملكة الايطالية لغزو ليبيا عكس توجهات بالبو  .

ثانيا .. في نهايات الحرب العالمية الأولى أرهقت إيطاليا عسكريا ، وسرت فكرة في الاوساط السياسية الايطالية تدعو الى نهج بريطانيا في مصر وفرنسا في تونس  ، أي ان  تكون هناك سلطة وطنية ليبية وتكون ايطاليا لها ( الحماية ) المباشرة للبلاد وتوجيه سياستها وفرض وجودها العسكري والاقتصادي بالبلاد ، وسمحت بقيام الجمهورية الطرابلسية . وكان رئيس الوزراء جولييتي جادا في هذا التوجه .

ثالثا .. بعد استيلاء الفاشيست على السلطة في روما  ، قرروا  تكريس سياسة الاستيطان وضم ليبيا الى كيان الدولة الايطالية . تقضي تلك السياسة بترحيل كل الليبيين الى الجنوب  وتكون  كل منطقة الشمال من اقصى الشرق الى اقصى الغرب جزءا من المملكة الايطالية  مثلها مثل صقلية وسردينا ،  ولذلك لم يقم بالبو ببناء أي مشروعات في الجنوب الليبي .

رابعا . ما قام به ايتالو بالبو من بنية تحتية من طرق وسكة حديد ومساكن ومستشفيات كانت للايطاليين وليس لليبيين  ، وعمل بالبو على نقل عشرات الآلاف من الايطاليين  الى ليبيا ، وقامت حملة اعلامية واسعة في ايطاليا لإقناع الايطاليين بالتوجه الى ليبيا بدلا من الهجرة الى الولايات المتحدة وامريكا اللاتينية ، وكان الشاعر دانوزيو  هو قائد حملة التحميس للهجرة الى ليبيا وسانده بعض رجال الكنيسة .

خامسا … استخدم بالبو كل انواع الاسلحة في حربه ضد المجاهدين الليبيين ، ومارس سياسة الابرتهايد العنصرية ضد المواطنين الليبيين .

مخطيء من يظن ان ما قام به الجنرال الفاشي ايتالو بالبو في ليبيا كان من أجل الليبيين ، بل كان من أجل  الطليان الذين سيقيمون في جزء من بلادهم  التي بناها اجدادهم الرومان  . لو لم تنفجر الحرب العالمية الثانية وتنضم فيها ايطاليا الى المحور الذي هُزم امام الحلفاء ، لصار كل الشمال الليبي جزءا من ايطاليا ، ورُحِّل الليبيون جميعا الى مابعد ـ القداحية بالنسبة لاقليم طرابلس ومابعد جالو بالنسبة لإقليم   لاقليم برقة .

طيلة مفاوضاتنا مح الحكومات الايطالية المتعاقبة لتعويضنا عن مرحلة الاستعمار ، كان الأخ العقيد معمر القذافي والرائد عبد السلام جلود  يتحدثان عن تلك العقلية السياسية الفاشية التي  قد تكون بذور  دفنت في الارض والعقول وقد ترويها مياه الجنون الاستعماري يوما ما ولوبعد قرون ولنا في الأسطورة الصهيونية  التاريخية التي  اقامت وطنا لبني اسرائيل في فلسطين بعد احياء ماكان منذ آلاف السنين الماضية .  بالبو الجنرال الفاشي كان اخطر وابشع وأسوأ من الجنرال الجزار غراتسياني  .  اقول لمن  يتحدث عن انجازات الجزار الفاشي ايتالو بالبو في ليبيا ( فكروا جيدا أيها السادة ) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى