دوليمقالات

سطحية زيلينسكي تفضح سوء اختيارات الشعوب.. الساسة الهواة الشعبويون قد يتسببون في حرق ‏العالم

الكاتب الليبي محمد الأمين

بايدن والغرب هم الذين دفعوا النخبة السياسية الأوكرانية وفي صدارتها الرئيس زيلينسكي إلى ركوب ‏صهوة التطرف والمناكفة ضدّ الجار الروسي، وخيّروا أن يشحنوا حكام كييف بوعود الانضمام إلى ‏الناتو وبأحلام الدعم اللامحدود ووهم الندية مع الدب الروسي.

و لم يكن الاختلال الكبير في موازين القوى بين ‏روسيا وجارتها الشرقية، كافيا ليردعَ حكاما شعبويين مهووسين بالتغريب على العبث بمصالح شعبهم ‏وسلامة بلدهم، وركبوا موجة المعاندة والمناكفة والتحدي ضدّ بوتين وجيشه المدجج بأقوى ترسانة أسلحة عرفها العالم الحديث، وها هو زيلينسكي يدفع ‏الثمن ويواجه القوة طاحنة لوحده ويقدّم عروضا هزيلة للتفاوض بعد يأسه من دخول الغرب المعركة من ‏أجله.

هل كان زيلينسكي ينتظر أن يقاتل بايدن معه ضد روسيا؟

‏وهل كان هذا المهرج الكوميدي الشعبوي يصدق أن حلف “الناتو” سيعرّض أمن أعضائه وشعوب أوروبا ‏الغربية إلى الخطر من أجله؟ ‏

وهل من فرقٍ بين أن يدعو الخصم إلى التفاوض قبل أن يتعرّض بلده إلى العدوان، أم بعد حدوثه..؟ الفرق ‏واضح بالطبع، فالأمور تتغير كما المعطيات على الأرض بعد اندلاع المعارك وبعد انكشاف أكذوبة ‏الدعم الغربي. ‏

إنّ مطالب بوتين الحقيقية وهو يزحف نحو كييف تتمثل في استسلام دون الحوار الذي اقترحه ‏زيلنسكي،

ودون الحياد الذي عرضه، فالحياد الذي يسعى بوتين إلى فرضه مختلف عن الذي يعرضه الرئيس ‏الأوكراني. ‏

‏حياد بوتين يبدأ باستسلام غير مشروط ورحيل لمنظومة الحكم الموالية للغرب والتي تطالب بعضوية ‏الناتو، وحوّلت أوكرانيا من جار لروسيا إلى عدوّ لها ومهدّد رئيسي لأمنها ووجودها، كما يؤكد حكام ‏موسكو. ‏

أما المطلب الثاني، فهو حلّ الجيش الأوكراني، وتقسيم أوكرانيا على أسس عرقية وقومية وفرض نظام ‏حكم خاص يحولها إلى منطقة عازلة بين روسيا والدول الدائرة في فلكها من ناحية، ودول شرق أوروبا ‏الموالي للغرب والمنضوية تحت مضلة الناتو، من ناحية أخرى. ‏

ربما أخطأ بوتين في بعض الحسابات تسببت في عرقلة تقدّم قواته وفق الجدول المحدّد وبالسرعة ‏المتوقعة من قوة عظمى، لكنه اليوم يدرك أن التاريخ لن يمنحه مثل هذه الفرصة مرة أخرى، وهو ‏يتشبّث بها، ويستفيد رغم سوء التقدير، من هشاشة تحالفات خصمه وضعفه وقلّة خبرته، لذلك فلا معنى ‏عنده للتوقف في منتصف الطريق قبل تحقيق أهدافه، وقبل حسم قضية أمن روسيا من صواريخ وقواعد ‏وتأثيرات حلف الناتو.. وللحديث بقية. ‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى