تقاريرمحلي

ماضيه مشين وتحالفاته مقلقة| باشاغا: خطابك التصالحي بحاجة لاختبار وطني ومواقف مغايرة

رجل كل القوى في ليبيا

ماضيه مشين وتحالفاته مقلقة| باشاغا: خطابك التصالحي بحاجة لاختبار وطني ومواقف مغايرة 

 

يبدو رئيس الحكومة الليبية، المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا، إشكالية سياسية وأمنية كبيرة في المشهد الليبي وغموض تام بالنسبة للمستقبل.

فالرجل له خلفية مشينة، غير طيبة على الإطلاق، ويكفي انه انضم للمجلس العسكري مصراتة، في أعقاب نكبة 2011، وعمل رئيسا لقسم المعلومات والإحداثيات التابعة لحلف الناتو، لقصف الأهداف الوطنية والعسكرية والمدنية وتدمير ليبيا، قبل أحد عشر عاما أو يزيد. متبنيا خطاب ميليشاوي حاد ضد الوطن.

لكن في إطار المصالحة الوطنية الشاملة، فإن هناك الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام، التي تحيط بباشاغا بعدما اصبح أحد أهم أضلاع الصراع على السلطة في البلاد. بعدما كلفه مجلس النواب رئيسا للحكومة الليبية، فدخل في صراع سياسي حاد مع عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة المؤقتة.

وعلى الرغم من منح البرلمان الثقة له، كرئيس للحكومة الجديدة فقد فشل حتى اللحظة وعلى مدى قرابة شهرين، في الدخول للعاصمة طرابلس رغم إعلانه أكثر من مرة أنه سيدخلها خلال ايام قليلة!!

وبرغم إعلان حكومته تسلم مقاليد الأمور في الشرق والجنوب، فإن عدم دخوله العاصمة طرابلس، حتى اللحظة عقبة ضخمة أمام توليه مسؤولياته وممارستها فعليا على الأرض.

ومما يثير الأسئلة في تاريخ فتحي باشاغا والتعامل معه، ليس فقط إنه أحد أبرز إفرازات فبراير، ولكنه باعتباره أبرز المتحالفين مع قوى شاركت في تدمير الدولة الليبية بقوة، ومنها فرنسا التي يحتفظ معها بعلاقات متينة للغاية، مكنته سابقا وقت توليه وزارة الداخلية في حكومة الوفاق المنحلة، برئاسة السراج أن يدعو المفكر الصهيوني، برنارد ليفي لزيارة ليبيا، قبل نحو عامين وهو ما أثار ضجة عارمة. باعتبلال ليفي أحد مخططي إسقاط الدولة الليبية عام 2011 بالتآمر مع الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي.

وليس علاقات باشاغا الفرنسية فقط، هى ما تشينه، فقد كان أحد من دعموا قدوم القوات التركية لليبيا والتمركز في الغرب. وتعزيز وجودها. علاوة على انه يتمتع فعليا بدعم كبير من ميليشيات مصراتة، وهى التي ساندته بنحو 300 عربة مسلحة للدخول لطرابلس، وقت خلافه الشهير مع فايز السراج وتجميد عمله في وزارة الداخلية، إلى أن عاد اليها مرة ثانية بضغوط تركية وأمريكية شهيرة.

 فـ فتحي باشاغا، هو رجل كل القوى في ليبيا، وهو رهان أمريكي أيضا في المنصب. وقد سبق أن اعلنت السفارة الأمريكية اعتراضها على تجميد صلاحياته وإبعاده وقت السراج.

وفي المرحلة الحالية، يسوق فتحي باشاغا خطابًا تصالحيا مثيرا للتساؤلات، خصوصا بعدما أعلن عن تحالفه مع الرجمة وحفتر وكان أحد خيارات أو رهانات حفتر كذلك، لتولي منصب رئيس الحكومة، ويعتقد الكثيرون، أنه أصبح أداة لحفتر لإدارة الصراع في هذه المرحلة.

ومن هذه الأسئلة المرتبطة بخطابه التصالحي، ومستقبله السياسي، هو مدي إمكانية تحقيقه وقدرته على التخلص من ماضيه وإقرار مصالحة وطنية حقيقية حال تولي المنصب كاملا وتعويض أنصار النظام الجماهيري وإخراج الآلاف من المعتقلين والانطلاق بليبيا جديدة خلال “شهور معدودة” قبل أن تتقدم لإجراء الانتخابات.

هل يقدر باشاغا حقا على إجراء الانتخابات في ليبيا؟ ويضع الوطن خلال شهور قليلة من حكومته الانتقالية على الطريق الصحيح؟!!

هل هو فعلا صادق في خطابه التصالحي مع كافة القوى دون استثناء أو عزل أو أجندات ميليشياوية؟! وهل يقدر فعلا على تنفيذ وعوده القديمة بحل الميليشيات؟ خصوصا وأن له سطوة في مجال الأمن، منذ توليه منصب وزير الداخلية سابقا.

ثم كيف يكون تصرفه مع الرجمة – حفتر؟ وما هى التعهدات التي قطعها له؟ والأهم من ذلك هل له قوى تسانده بالفعل داخل حكومة الدبيبة تسهل له مهمته وسيطرته الكاملة على البلاد الى حين إجراء الانتخابات؟!

يرى مراقبون، أنه لا يمكن الجزم بتصرفات باشاغا وتحقيق وعوده، وعدم الطمع في السلطة والاستئثار بها مجددا. لكنه لحسن الحظ سياسيًا في هذه المرحلة، على تحالف مع الجميع، ويتلقى دعم عقيلة صالح ومجلس النواب، ودعم الرجمة ودعم قوي دولية وإقليمية عدة. أما البعثة الأممية فإن موقفها كما يبدو على الحياد التام منه ومن الدبيبة ولا تريد التورط.

إن باشاغا الذي يعتبره البعض لغزا ويعتبرون تغيير مواقفه، مشكلة مريبة ومفزعة ولا يمكن التنبؤ بخطوته القادمة، وفق محللون، بحاجة إلى خطاب أكثر وضوحا وانحيازات على الأرض واضحة، تؤكد إنه يريد مصلحة الشعب الليبي ويريد مصالحة وطنية، تضم كل القوى وفي مقدمتها أنصار النظام الجماهيري. فليبيا ليست حكرا على فبراير أو تيار إخواني وحيد دمر الدولة طوال ما يزيد على 11 عاما، والأهم أنها بحاجة ماسة لانتخابات تفرز سلطة تشريعية حقيقية وقيادة وطنية من رحم الشعب الليبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى