محلي

رحلة مواطن ليبي تتحول إلى ساعات من الإذلال في مطار طرابلس

في مشهد يلخّص حال قطاع الطيران في ليبيا منذ عام 2011، يروي المواطن أمين صالح تفاصيل يوم طويل عاش فيه أقصى درجات الإذلال داخل مطار طرابلس الدولي، بعد أن تحولت رحلته على خطوط “الأجنحة” إلى معاناة مفتوحة بلا مسؤول وبلا مساءلة.

يقول أمين إنه حجز تذكرته إلكترونيًا عبر تطبيق etravel لرحلة “طرابلس – تونس” المقررة عند الساعة 8:10 صباح الخميس 4 ديسمبر 2025. ضوكما يفعل أي مسافر يحترم الوقت، وصل إلى المطار قبل الفجر عند الخامسة صباحًا. لكن ما وجده كان بداية يوم مرهق، إذ تفاجأ بتغيير مفاجئ في موعد الإقلاع إلى الساعة 10:00 صباحًا دون أي إشعار مسبق.

وبينما امتلأ المطار بالازدحام والارتباك، قرر أمين التحرك نحو الجهات المختصة فوجد مكتب حقوق المسافرين كان خاويًا ومغطى بالنايلون، الاستعلامات بلا موظفين، وإدارة المطار لم يبدأ دوامها بعد.

وفي مشهد يعكس حجم الانهيار الإداري، وجد أمين رجلًا مسنًا من موظفي مصلحة الطيران المدني، وهو الوحيد الذي قرر التحرك معه. وعندما سأله: “هل وصلكم إشعار بالتأخير؟” وكانت الإجابة الجماعية: لا.

قال الموظف له بمرارة: “هم يعرفون بالتأخير من أيام.. ومن العيب عدم إبلاغ الناس.”

وعند زيارة مكاتب شركة “الأجنحة” كانت كلها مغلقة، ليكتشف الجميع أن الشركة تعمل بطائرة واحدة فقط، عائدة من إسطنبول، وأن الموعد المعلن للإقلاع غير صحيح.

كشفت تقديرات موظف مصلحة الطيران المدني أن وصول الطائرة لن يكون قبل 11:30 صباحًا، وأن إقلاعها إلى تونس قد يتأخر إلى 12:30 أو 1:00 ظهرًا “إن سارت الأمور بلا أعطال”.

وحتى الساعة 9:17 صباحًا، وبعد أكثر من أربع ساعات انتظار، لم يظهر موظف مسؤول واحد من الشركة، فيما فشلت كل محاولات الاتصال بهم. وعند الساعة 9:42 وصلت رسالة عبثية للمسافرين تقول إن موعد الرحلة تغيّر من 8:00 إلى 12:30.

يقول أمين إنه ذهب بنفسه إلى مقر الشركة في برج طرابلس بين الساعة 10:00 و10:20 ليقدم شكوى، لكنه تلقى الرد الأكثر شيوعًا في ليبيا: “الله غالب”.

عاد إلى المطار ليكتشف أن الطائرة وإن وصلت 12:30 فإن الرحلة لم تقلع، وبقي الجميع في الانتظار.

وتساءل أمين أين إدارة الشركة؟ أين وزير المواصلات؟ أين مصلحة الطيران المدني؟

وختم امين حديثه بمرارة: “الطيران الليبي أقل من الأفريكاوات تنظيمًا.. ومع ذلك، سنصعد ونواصل المطالبة بحقوقنا.”

وبعد ساعات طويلة من الإذلال، أعلن أمين أن الطائرة ستقلع أخيرًا عند 1:30 – 1:40 ظهرًا

معاناة تتكرر منذ نكبة 2011 دولة بلا مسؤولين، وشركات بلا محاسبة، ومواطن يُترك وحيدًا في مطار يعكس صورة الانهيار الشامل.

ليبيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى