تقاريرمحلي

تقرير| في ذكرى استشهاد العميد ناجي عزب ورفاقه الأبطال.. النظام الجماهيري باقٍ وليبيا ستعود

تقرير| في ذكرى استشهاد العميد ناجي عزب ورفاقه الأبطال.. النظام الجماهيري باقٍ وليبيا ستعود 

 

لن تسقط ليبيا مرة ثانية، ولن يتغني على أطلالها الخونة والذيول ورؤوس الفتنة أتباع الناتو. كان هذا هو الشعار الذي رفعه العديد من قادة المقاومة الوطنية في البلاد. بعد نكبة فبراير 2011. فليبيا لن تكون ملكية خاصة للدول القزمية ولا الناتو ولا الخونة  المحليين، كما أنها على درب قائدها الفاتح العظيم، الشهيد معمر القذافي، الذي قضى على الاستعمار وقادها لتكون دولة حديثة على رأس الجميع في أفريقيا طوال سنوات حكمه.

واليوم وإذا نحي، ذكرى استشهاد العديد من فرسان العمل الوطني في ليبيا بعد نكبة 2011، ونتوقف أمام ذكرى الشهيد العميد ناجي عزب القدافي، الشهيد العميد النعاس النعاس طاهر القدافي، والشهيد العميد سليمان خليفة المهدي القدافي، الشهيد  العميد المبروك سعد الدلالي الورشفاني. فإن هناك مئات غيرهم، اصطفوا ولا يزالون في المقاومة والعمل الوطني للدفاع عن الجماهيرية العظمى ولملمة جراح ما بعد النكبة.

فبعد 2011 وبعد سقوط البلاد، باستشهاد المجاهد معمر القذافي، وبعد أن هاجر من هاجر، وبقى من بقى، وبعد أن اتضحت الأمور  تدريجيا للكثير من أولئك الذين انجرو خلف المؤامرة، فتبين لهم مع مرور الوقت “إن وراء الأكمة ما وراءها”، وقد تأكد لهم سيطرة العصابات والمجرمين والعملاء والخونة، على مفاصل الدولة، فانتهكت الحرمات وتقطع النسيج الاجتماعي بين القبائل الليبية.

بعد هذا، بدأت محاولات التواصل مع القبائل والمدن التى واجهت حلف الناتو ومؤامرته فى2011م، بغرض توحيد صفها والخروج بها من حالة الإحباط التى تمر بها، لكي لا تتفاقم الأزمة بين الليبيين، فتعود البلاد إلى شبح الانقسام الذي عانت منه طويلا أثناء حقب الاستعمار البغيض.

 انذاك اجتمع الكتير من الخيريين والوطنيين المخلصين للوطن وقضيته، كان من بينهم العميد الناجي عزب ورفاقه، ومنذ 2012م ، بدأت الأفكار تلتقي حول أهمية تجديد المقاومة على أسس صحيحة وبالوسائل المتاحة. فأخذ الشهيد ناجي عزب على عاتقه مع رفاقه الأبطال الذين استشهدوا معه، أو الذين مازالوا يناضلون بكل ما أتوا من قوة من أجل تحرير البلاد على عاتقهم. آنذاك صدرت التعليمات، بتجميع كل المكونات السياسية تحت مظلة واحدة، خوفا من التفرق أو التضاد فى الأهداف وليس فى الوسائل وحسب. فكان الموعد مع تأسيس “الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا”، والتى تم تنظيم أطرها بشكل سري داخل ليبيا، ثم تبلورت فى صورتها النهائية عبر خطوات جادة، وإن كانت متعثرة، تهدف إلى تأسيس مكاتبها فى “المهجر” بغرض فتح أفق واسع لنشاطها السياسي والإعلامي. ولقد نجحت “الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا”، إلى حد ما فى تلك المهام المشكلة لها بالداخل والخارج بمستويات متفاوتة، وتغيرت مع الوقت استراتيجية العمل السياسي، ضمن تعددية رسمتها قيادة العمل لضمان نجاحات، وستستمر حتى تستعيد بلادنا عافيتها، وتسترد سيادتها، وينال شعبها الليبي العظيم حقوقه كاملة.

لم يقتصر عمل الشهيد العميد، ناجي عزب مع قيادته ورفاقه الأبطال، على إعادة التنظيم لمكونات المقاومة بمختلف انواعها ومستوياتها، بل مضى إلى محاولة تحديث العلاقة الرئاسية، التى تكونت فى عصر النظام الجماهيري مع العالم من حولنا، فبدأ التواصل مع العديد من الدول الافريقية على مستوى الرؤساء والوزراء والقيادات من أجل المساهمة فى عودة استقرار ليبيا وبسط الأمن فى ربوعها، من خلال عودتها إلى حاظنة الاتحاد الافريقي اولا، كونها دولة عربية أفريقية، بعد أن اختطفها  الغرب وبعض الدويلات القزمية بمساعدة الخونة والعملاء الذين جعلوا منها دولة فاشلة بمل المقاييس.

وفي 2013 اتضخ إنه لا حلول في البلاد، إلا من خلال العبور من نفق المصالحة المجتمعية الشاملة، حتى نصنع من جديد دولة القانون، التى تضمن لأبنائها حقوقهم و تعزز فيها قيم الحرية والعدالة والمساواة والتعليم السلمي، فجاءت فكرة أن يقوم بعض رجال الوطن المخلصين، كان من بينهم الشهيد ناجي عزب، بمحاولة طرق أبواب المؤسسات القضائية والتشريعية المعنية بإصدار قانون للعفو العام، ضمن ضوابط عادلة غير انتقامية أو “كيدية”، فصدر بعد جهود متواصلة وكبيرة ذلك القانون الذى بمكن وصفه على أنه القانون الوحيد الوطني والانساني والاخلاقي الجامع بين الليبيين الذى صدر منذ 2011م. وقد شارك فى العمل على إصدار قانون العفو العام العديد من أبناء الوطن من الشيوخ والاعيان بأغلب المدن والقبائل، وساهم فى صياغة مسودته بعض رجال القانون، ليتم عرضه على البرلمان الليبي من خلال النواب الوطنيين الذين وضعوا فى ذلك الوقت مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، وتوجت هذه الجهود بالإعلان عن قانون العفو العام.

وقد سعى العميد الشهيد، ناجي عزب ورفاقه تحت إشراف قيادة المقاومة، قبل ذلك إلى إعادة بناء المؤسسة العسكرية بالتواصل مع اهم قياداتها فى كل المناطق، وتأسست نواة لذلك العمل الوطني العظيم، لكن الظروف المادية وحالة الاقصاء المتعمد الذى مارستها مؤسسات دولة 17 فبراير العميلة والفاشلة، مع كل من له صلة بالنظام الجماهيري، قوضت إلى حد كبير تلك الجهود الرامية إلى بناء مؤسسة عسكرية موحدة.

في هذه الظروف العصيبة، برزت كذلك باقي أدوار الرجال الأبطال ومنهم عميد سليمان خليفة المهدي علي، الذي التحق بالكلية العسكرية في سنة 1984م. وتخرج في الفاتح من سبتمبر1986م. وتحصل على العديد من الدورات العسكرية المتقدمة، وعمل كضابط عمليات لكتيبة فارس الصحراء بسبها..  وشهد له بالكفاءة والانضباط والمثابرة والطموح.

وعندما حلت نكبة فبراير بالوطن، كلف بالكثير من المهام قام بها على أكمل وجه، وفي شهر ابريل 2011م التحق بجبهة مصراته وأبلى البلاء الحسن  ضمن وحدته كتيبة فارس الصحراء،  بالرغم من كونه ضابط عمليات، الا انه فضل المشاركة في القتال المباشر مع الخصم، حيث اصيب بجرح بليغ في احدى المعارك ، استدعى نقله الى تونس للعلاج، ليعود الى سبها ويواصل العمل الوطني المقاوم.

وبعد سيطرة ذيول الناتو، على مدينة سبها، تعرض للمطاردة والملاحقة، ولم يغادر الوطن رغم النصح له بذلك، رغم جراحه المثخنة و معاناته من مرض في القلب، وتردده على تونس بدافع العلاج واصابته بنوبات قلبية اكثر من مرة، واستشهاد شقيقه المهدي، والانكسارات المتوالية، الا انه واصل العمل الوطني بكل همة واصرار.

وقد رتب واعد خطة السيطرة على الجنوب في عملية أسد الصحراء، وكان أحد قادتها وشارك فيها بفعالية، وبعد عملية أسد الصحراء ضيق عليه الخناق، وتعرض لمضايقات كثيرة اضطر لنقل مقر اقامته الى مدينة سرت، ومنها استأنف العمل الوطني من جديد بذهابه الى ورشفانه و البقاء فيها حتى استشهاده مع زملائه الأبطال.

 وفي مثل هذا اليوم 18 مايو 2017 لقى الأبطال ربهم شهداء وهم مصرون، على استرجاع الوطن العظيم ليبيا، والحفاظ على مبادىء النظام الجماهيري الراسخة في نفوس ملايين الليبيين.

رحم الله أبطال المقاومة الوطنية الباسلة ضد الناتو وذيوله، وأعان الباقين، تحت قيادة المترشح الرئاسي الدكتور سيف الإسلام القذافي، على مواصلة الطريق حتى النصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى