العمالة لا تصنع مجدا والتبعية نعشا لمن أتاها… عن بوعجيلة مسعود ولوكربي

بقلم// مصطفى الفيتوري

تابعت خلال الأسابيع الماضية ما تداولته بعض مواقع التواصل الإجتماعي وبعض الصحف وكذلك المحطات المرئية حول قضية لوكربي وخاصة وضع وحالة المواطن أبوعجيله مسعود وأحتمال تسليمه للمحاكمة في الولايات المتحدة التي طالبت به في 21 ديسمبر 2020 اي بعد 32 سنة من تفجير لوكربي وسنين أخرى بعد أن طوي الملف وتوفي عبدالباسط المقرحي المتهم الأول في القضية والذي لا شك عندي في أنه برئ. ورغم كمية الكذب والتزوير والتزييف وصعوبة معرفة الحقيقة في ليبيا الجديدة (الكذابة) وبعد كل تلك المتابعات لقضية كانت، ومنذ يومها الأول عام 1988، محل أهتمامي ومتابعتي الدقيقة أود قول التالي:

1.وفقا للمعلومات التي توصلت اليها (حجم كذب رهيب وتزوير شنيع) فأن مجموعة مسلحة داهمت ليلة 17/16 نوفمبر منزل السيد مسعود واقتادته الي جهة مجهولة. ومنذ ذلك التاريخ لم يصدر عن اي جهة رسمية (بما فيها مكتب النائب العام) اي توضيح لما حدث ولماذا ومن هم الدين اختطفوا المعني وغيره الكثير من الأسئلة التي لا جواب لها حتى الان. طبعا صمت النيابة العامة المطبق يضيف للغموض صفة أخرى لا أحبذ دكرها الآن.

2.صدر بيانا منسوب لأسرة السيد أبوعجيلة (وصلتني صورته) يقر بما حدث الا أنني وبعد قرأته أشك أن البيان صحيح وأنه صادر عن عائلة المعني. ولهذا لا أعتبره دو شأن في هذا النقاش.

3.صدرت بيانات وتصريحات عن كل من: المجلس الأعلى للدولة والبرلمان ومستشار الأمن القومي الليبي المستشار ابراهيم بوشناف ــ قاضي سابق وهو من أصدر الحكم على العميل جعاكه في تسعينات القرن الماضي. ألا أن القاسم المشترك في كل تلك البيانات هو الغموض الغريب والصيغة الأقل من عادية. فمثلا لم يدكر أي من الثلاثة ماذا حدث ولم يقدموا اي دليل على ان ما قيل أنه حدث قد حدث فعلا ولم يقولوا لليبيين ماذا سيحدث الآن وكأن الواقعة جرت أحداثها على سطح القمر أو في دولة أخرى. مع أنهم جميعا أجمعوا على أن ملف لوكربي مقفل وفتحه مضر لليبيا وهذة تحسب لهم في زمن صارت التبعية والعمالة للأجنبي عمل وطني.

4.مصادري الخاصة تفيد بأن الجهة التي اختطفت أبوعجيلة معروفة وأن رئيس أحد الأجهزة الأمنية (غير الخاطفين) قد زار عائلة المعني وطمأنهم أن والدهم سيعود اليهم. أضافة الي ذلك فأن بعض المصادر الأخرى قالت أن الرجل تم نقله الي خارج طرابلس.

5.أستغرب وبشدة لماذا فشل الإعلام الليبي (أعلام المفرخة والفرخات الا ما رحم ربي مع أعتذاري) في تولي الأمر؟ لماذا لم يحقق في القضية؟ لماذا لم يتواصل مع عائلة المعني وأصحابه وجيرانه ومعارفه؟ ماذا تفعل مؤسسة الصحافة وعشرات القنوات المسموعة والمرئية التي تبث الفتن والتفاهة بكل أشكالها وصورها؟ كيف يختفي رجل على علاقة بأمر كهذا دون أن يراه أحد؟ يسمعه أحد؟ يبلغ عنه أحد؟ ألا يقول الليبيون أنهم يعرفون بعضهم بعضا؟ كيف لا يعرفون بوعجيلة؟ لماذا عجزت أنا وطيلة عام كامل عن الوصول اليه والي أسرته رغم كل الجهد؟ لماذا كذب عليّ العشرات بأدعائهم أنهم يعرفونه وسيصلوني به ومازالوا يكذبون؟ لماذا تنشر الصحافة (تلفزة وسواها) الكذب عن الواقعة وعن الرجل؟ لماذا يكذب الشعب الليبي وخاصة مسئوليه ورجال اعلامه بهذا الشكل وبلا سبب وبلا مصلحة ومبرر؟ لماذا تكذبون! لماذا تصمت الحكومة؟ الا من وزير واحد يقول كلمة؟ كيف لصحفي/رئيس تحرير أن ينشر خبرا دون تأكيد؟

6.نتذكر أنه وفي نوفمبر الماضي قالت وزيرة الخارجية الطفلة سياسيا (المنقوش) في لقاء مع الـ.بي.بي.سي. أن امكانية تسليم ابوعجيلة وارده. وعلى الفور اطلقت أنا والخيرين حملة أعلامية شعواء لقيت ترحيبا شعبيا كبيرا أدت الي تراجع الوزيرة عما قالت مع انه مثبت صوت وصورة. أي أن الضغط الشعبي أفاد القضية. ما يُقال أنه حدث هذة المرة اخطر مما قالته الوزيرة يومها فأين الضغط الشعبي؟ أين التضامن الذي رأيته ولمسته في مثل هذة الأيام من العام الفائت؟

7.في تفسير الواقعة يروج البعض لفكرة أن الحكومة الحالية مستعدة تسلم (أمها وبوها ولدها ولد عمها وجيرانها كلهم حتى الموتى) أن رأت أن ذلك سيطيل عمرها أي: ترضية لأمريكا يسلمون الرجل مقابل البقاء في الحكم. يعتقد السواد الأعظم من الليبيين أن هذة التفاهة والعمالة والتبعية والخيانة ليست بعيدة عن حكومتهم المبجلة. أنا أميل الي الإعتقاد أن هذا تصور بعيد وأن كان واقعيا وأحيانا أقول ربما في الحكومة من هو رشيد اذ يمكن توظيف قضية لوكربي في أتجاه أيجابي يطيل عمر الحكومة دون الحاجة لأمريكا او سواها. هذة تحتاج شوية ذكاء!

8.أمريكا وأن تسلمت بوعجيلة فهي لن تشكر احد ولا حتى الحكومة. والأهم أمريكا ليست جادة في أستلام المعني وأشك وبقوة في أنها ومنذ نوفمبر 2020 قد طلبت رسميا من ليبيا تسليمه. فوق هذا كله فجدية أمريكا في الأمر محل شك كبير ولأسباب عدة منها مثلا سبب بسيط: حتى هذة الساعة لم يظهر أسم بوعجيلة على قائمة المطلوبين الأمريكية. أتذكر حين أتهام المقرحي عام 1991 ظهر أسمه على القائمة في دقائق ولم يتزحزح الي أن تم تسليمه عام 99. مع أنه يومها لم تكن الأنترنت كما هي الآن. زد على ذلك أن أمريكا تعرف أنه لا قضية لها ضد مسعود وأن القضية أبدا لن تصل الي المحكمة لأنها ضعيفة جدا. والأهم من هذا كله أن القضاء الاسكتلندي هو المعني وليس الأمريكي.ويمكن أن نضيف أن التسوية بين ليبيا وأمريكا عام 2008 أنهت الملف ضد الدولة الليبية مع الأختلاف حول انطباق ذلك على الأفراد وهذا محل جدل. 

9.أختتم بالقول: موبقة أختطاف بوعجيلة لا تساويها الا موبقات قتل العزل والأطفال والعجزة في كل أنحاء ليبيا ولا تعادلها الا كوارث من قبيل تهجير مدن وقرى بكاملها وربما وهي بلا شك أثم شنيع لا يُغتفر في حق الشعب المقهور الراضي عن قهره والمتعايش مع عبوديته.

  1. وأقفل بالقول: بالنسبة لي وللملايين أمثالي لوكربي قضية وطنية وأعادة فتحها والسكوت على أدانة المقرحي وليبيا جريمة.انا لن أتوقف عن كشف الخبايا والدفع بأتجاه براءة المقرحي وبراءة ليبيا. أعاد الله بوعجيلة سالما.

وأخيرا:

أين المحامين المحتالين والشرفاء منهم؟  متى تنظقوا بكلمة حق؟

Exit mobile version