محليمقالات

علي الهلالي .. يكتب: إبحار في ذاكرة قضية لوكربي

والد الضحية الذي انحاز للحقيقة

“فلورا” ليس اسما تجاريا لمنتج يباع في الأسواق الحرة ولا هو ماركة يتباهى بها من يكتنزون الأموال .. لكنها اسم لفتاة شكلت غصة في قلب والدها ليقود معركته ضد ليبيا ويعود ليناصرها بعد ان تبين الحقيقة.

“فلورا ” هي ابنة الدكتور “جيم سواير” طبيب الصحة العامة وكانت تستقل طائرة “البان أم” التي أنفجرت فوق لوكربي وقتلت فيها .

بكى “جيم سواير” على فقيدته الصبية كما بكى كثيرون على من فقدوهم في تلك الطائرة .. لكنه لم يسمح للحزن ان يتمكن منه ولذلك كرس وقته وجهده وعلاقاته من أجل هدف واحد وهو معرفة وكشف الحقيقة في هذه القضية ومقاضاة الفاعل انتقاما لابنته ومن كان معها .

منذ الأيام الأولى للكارثة في عام 1988 كان ” سواير” وكما اكدت الدلائل كثير الشك في الرجل الذي وجهت له اصابع الاتهام وحيكت ضده المؤامرات “عبد الباسط المقرحي” وكان يسعى لأتهامه بالقضية من ثم ليبيا من وراءه.

وعندما وجه الأتهام لليبيا رسميا في العام 1990 تحول الدكتور “سواير” من الشك الي التشكيك في كل ما قالته وتقوله الحكومتين البريطانية والأمريكية بشأن القضية وأصبح لايصدق رواياتهما .. ومع مرور الزمن صار “سواير” من اشد مناصري “الفقيد عبدالباسط المقرحي” والمصدقين ببرائته وكان حريصا على زيارته في سجنه في اسكتلندا بشكل منتظم بعد ان تمت أدانته في العام 2001.

اطلق “جيم سواير” حملة التضامن مع المقرحي وكان المحرك الأساسي للاستئناف الثاني ومن ثم الثالث.

قاد “سواير” الحملة من أجل المقرحي ليس بأسمه فقط بل بأسم رابطة الضحايا البريطانيين الذين قال انهم يعتقدون ما يعتقد .. وللعلم فان سواير كان أحد الذين ساعدوا على أنشاء محكمة لوكربي الأولى في هولندا عام 2000.

وشارك الدكتور سواير الدكتور مصطفى الفيتوري – الذي استقيت منه هذه المعلومات – مناظرة في قناة “بي بي سي” للدفاع عن المقرحي واطلاق سراحه في حين كان ضدهم جمعة القماطي إلى جانب عضو البرلمان البريطاني منادين بأن أطلاق سراحه كان خطأ.

وللتاريخ والحقيقة فان سواير كان يفترض أن يكون عدوا ولكن حبه لأبنته وللحقيقة جعله يعتبر المقرحي ضحية كما ليبيا لانه كان هو نفسه ضحية التضليل من حكومته ومن خذلان العدالة البريطانية له.

* المعلومات مستقاة من القامة الدكتور مصطفى الفيتوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى