مظاهرات 1964 مؤشرات لثورة ضد نظام خذل شعبه

 مظاهرات 1964 مؤشرات لثورة ضد نظام خذل شعبه

لم تكن سبتمبر 1969 هي بداية انهيار المملكة في ليبيا.. فقد سبقتها إشارات تدل على قرب انهيار هذا النظام، وبدأت أولى هذه العلامات يومي 13- 14 يناير 1964 عندما خرج مجموعة من الشباب في مظاهرات ضد الملك الذي خذلهم.

في ذلك الوقت صدر مرسوم ملكي بتشكيل وفد ليبيا لحضور مؤتمر القمة العربية بمصر برئاسة ولى العهد وعضوية رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب والأمة، والذي كان سيناقش القضية الفلسطينية، وجاء امتناع إدريس السنوسي عن حضور القمة تلبية للتعليمات الانجليزية والأمريكية.

هذا الموقف أثار حفيظة الطلاب الذي خرجوا احتجاجا على ممارسات الاستعمار في ليبيا واقطار عربية أخرى تشهد ثورات ضد الاستعمار.

خرجت مظاهرات في 13 و14 يناير 1964 و 15و16 يناير ببنغازي و طرابلس و الزاوية و ومصراتة وصبراته وغيرها من المدن الليبية، حيث غضب الطلبة وانتفضوا في جامعة بنغازي في يوم 13 يناير وتبعا يوم 14 يناير ، وهتف الطلبة بالوحدة العربية وبفلسطين وبعبد الناصر، إلا أن مدير الأمن آنذاك أبوقوطين والذي كان من المقربين للملك والقصر الملكي عالج الانتفاضة بشكل سيء، فأمر بإطلاق النار على المتظاهرين ما أدى إلى استشهاد ثلاث طلاب وإصابة  العشرات منهم.

بعد هذه الأحداث انتفض طلبة جامعة طرابلس وطلبة المدارس الثانوية والابتدائية وطلبة الثانويات في مصراته والزاوية .

هذه الأحداث يمكن أن تكون من أبرز الأعمال الثورية التي كان لها أثر كبير في عهد المملكة، ولكن كانت تسبقها شرارات أخرى يقودها الطالب معمر القذافي الذي كان يستمع للخطب التي تندد بقسوة القوات الفرنسية في الجزائر، وبدأ في 1960 في تحريض زملائه على الخروج في مظاهرة تأييدا للثورة الجزائرية.

لم تتوقف هذه التحركات الطلابية الغاضبة في سبها حيث انطلقت مرة أخرى في 5 اكتوبر 1962 ضد الانفصال بين الإقليمين العربيان مصر وسوريا، وكان وراءها أيضا معمر القذافي، الذي تم اقتياده من قبل رجلان من شرطة الولاية للتحقيق معه، كما تم اكتشاف وقوفه أيضا وراء مظاهرة أكبر من الأولى، في صورة جنازة رمزية للمناضل الأفريقي باتريس لومومبا الذي كان أول رئيس وزراء منتخب للكونغو أثناء الاحتلال البلجيكي لبلاده والذي قتل عام 1961.

ولكن الأمر لم يستمر طويلا ولكن بعد أيام مثل معمر القذافي أمام المجلس التنفيذي لولاية فزان، وتقرر منعه من الدراسة أو الإقامة في فزان، إلى أن اندلعت الأحداث في 1964 والتي لاقت دعما وتأييدا كبيرا في مختلف المدن الليبية.

Exit mobile version