دولي

بعد 24 عاما على جريمة قصفها: امريكا تطالب صربيا بنسيان الماضي

عبّر السفير الأمريكي في صربيا كريستوفر هيل، أمس الجمعة، عن تعازيه لأهالي قتلى قصف الناتو الذي وقع عام 1999 واستمر من 24 مارس وحتى 10 يونيو ، وأعرب عن أمله في أن ينسى الصرب ضغينتهم من أجل ما أسماه “مستقبل أفضل”.
جاء ذلك بمناسبة ذكرى قصف الناتو لصربيا ، الذي أودى بحياة أكثر من 2500 شخص، من بينهم 87 طفلا، وتسبب في أضرار بقيمة 100 مليار دولار، فيما سجل الأطباء عواقب استخدام اليورانيوم المنضب في ذلك القصف.
وكانت المواجهة المسلحة التي اندلعت عام 1999، أدت إلى قصف جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية، التي كانت تتألف في ذلك الوقت من صربيا والجبل الأسود من قبل قوات الناتو حيث تم تنفيذ العملية العسكرية دون موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة استنادا إلى تأكيد الدول الغربية أن سلطات يوغوسلافيا الاتحادية نفذت ما أسموه “تطهيرا عرقيا” في منطقة الحكم الذاتي لكوسوفو.
من جانبه أكد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، أن صربيا ستنسى عدوان حلف “الناتو” عليها وقصفها بقذائف اليورانيوم المنضب عام 1999، فقط إن اختفى جميع الصرب.
وقال فوتشيتش ردا على السفير الأمريكي في صربيا كريستوفر هيل: “واجبنا هو محاولة التسامح ، ولكن نسيان عدوان الناتو سنكون قادرين عليه عندما نختفي من الوجود، لن تتمكنوا من تحطيم هذه الدولة، وستعيش”.
وجاءت تعزية السفير الأمريكي بعد 24 عاما من سقوط القتلى وتدمير البلاد وتمزقها وتقسيمها وضياعها وضياع مستقبل ابناءها واضحت مجرد ذكرى لنكبة بتوقيع الامريكان ..
وهذا يدلل على ان أمريكا لايمكن ان تكلف نفسها أكثر من كلمات بائسة لايمكنها ان تقدم شيئا الا المزيد من تعميق المأساة .. فبعد صربيا كانت العراق التي تم تدميرها بناء على أكذوبة اسلحة الدمار الشامل لتأتي بعد سنوات من تدميرها وتقول انها اخطأت التقييم وتحث الخطى نحو  ليبيا لتدميرها كذلك بنفس المشابهة وإن اعتمدت مبررات مختلفة كانت هذه المرة حماية المدنيين ..
أمريكا بعد 24 عاما طالبت الصرب بالنسيان لكنها نست ان من وقعت عليهم الجريمة وتم تدمير بلادهم لايمكنهم ان ينسوا .. ولا يمكن لابناءهم ان ينسوا وكذا احفادهم لان توارث الرغبة في الثأر من المعتدي مسألة تتوارثها الجينات ..
صربيا والعراق وليبيا لايمكنها ان تتعامل مع امريكا الا كسبب للخراب وتدمير الوطن .. ولايمكن لكلمات سفير او رئيس ان تغير من الامر شيئا بقدر ما تضاعف الرغبة في الثأر لانها ليست الا استهانة بالشعوب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى