في الذكرى الـ53 لطرد القواعد البريطانية عن ليبيا.. خطاب القذافي صفعة على وجه الإنجليز حفظها الزمن
تعرف الدول الحرية بزعمائها وقياداتها، فهناك من الدول من ترضى قياداتها بالذل والهوان والخنوع للأجنبي، وأخرى تنتفض ثائرة للدفاع عن كرامتها واستقلالها وسيادة أراضيها.
وفي حال ليبيا، فقد كانت ثورة الفاتح العظيم 1969، ايذان ببدء عصر جديد للجماهيرية العظمى، تسترد فيه أرضها وكرامتها واستقلالها من بين أنياب الأجنبي.
وكان عام 1970 عاما مشهودا في ليبيا على يد النظام الجماهير السابق، وزعيمه القائد الشهيد معمر القذافي، ففي هذا العام قامت ليبيا بطرد كل القواعد العسكرية الأجنبية البريطانية والأمريكية والإيطالية لتعود ليبيا مستقلة وحرة بعد عقود طويلة من الاستعمار.
وفي مثل هذا اليوم 28 مارس 1970، كان إغلاق القواعد العسكرية البريطانية، أول عمل للقائد الشهيد معمر القذافي، بعد شهور قليلة من ثورة الفاتح العظيم وبعد اقل من 7 اشهر على قيامها.
وقد كانت بريطانيا، في ذلك الحين تسيطر على قاعدتين جويتين في ليبيا، تتمركزان في شرق البلاد وهما، قاعدة بنينا الجوية في بنغازي وقاعدة العدم في مدينة طبرق، الواقعة إلى الشرق من بنغازي قرب الحدود مع مصر.
ويذكر الجميع الخطاب التاريخي للقائد، عندما خاطب لندن بقوله، عند افتتاحه المفاوضات اللييية البريطانية لإنهاء الوجود العسكري البريطاني في ليبيا:-
-إن الجمهورية العربية الليبية غير المملكة الليبية المتحدة، وإن المملكة الليبية المتحدة غير الإمبراطورية البريطانية وإن عام 1969 يختلف عن عام 1953 الذي عقدت فيه المعاهدة.
وتابع: إن المعاهدات والصدقات والتعاون أمور لا يمكن أن تبنى في ظل السيف وتحت أزيز الطائرات وهو أمرا يقوله القانون الدولي قبل أن نقوله نحن هنا.
وأوضح القائد الشهيد معمر القذافي، إن حرية ليبيا لازالت ناقصة مادام هناك جندي أجنبي فوق أرضنا.
وواصل في خطاب سجله التاريخ:”أنصح المفاوضين بأن لا يضيعوا الوقت لمناقشة القضية من الناحية القانونية، والرجوع إلى نصوص المعاهدة، فالمسألة المطروحة اليوم مسألة وجود قوات أجنبية في ليبيا، وليست معاهدة على الإطلاق ويكفي أن الرجل الذي صدق عليها الآن في المنفى، والرجل الذي أعدها في المعتقل، والدستور الذي أجاز له بالتصرف هو الآن في سلة المهملات”.
وبكلمات حاسمة، قالها القائد الشهيد معمر القذافي:”لا تضيعوا الوقت! فمن صدّق عليها في المنفى ومن أعدها في المعتقل”.
28 مارس 1970، هو يوم مشهود في تاريخ ليبيا، ففي ذلك اليوم التاريخي قام اللواء الراحل مصطفي الخروبي، عضو مجلس قيادة الثورة بانزال العلم البريطاني ورفع علم الجمهورية العربية الليبية وكان العقيد معمر القذافي، في أعقاب كلمة القائد التاريخية التي وضع فيها بريطانيا في حجمها:-
-إن الاحتلال العسكري شيئ مفروغ ومرفوض منذ بدء الخليقة، ويفسر التاريخ بأن الحروب والاقتلال كانت مقاومة ورفضًا للاحتلال للاغتصاب بواسطة القوة.
وواصل، إنه إذا كان دخول القوات الإنجليزية لأول مرة هو لمساعدة ليبيا ضد الاستعمار الإيطالي حقًأ، فإن على الإنجليز أن ينسحبوا عندما يقول لهم الشعب الليبي الذي ساعدوه وساعدهم انسحبوا إلي بلادكم، وإذا لم يتحق هذا وتصبح العملية كلها استبدال استعمار باستعمار وغاصب بغاصب، والفرصة متاحة أمامكم الآن أيها الإنجليز لتنجنبوا المحظور وأنا على ثقة من ذلك. مؤكدا، إن الجمهورية العربية الليبية أعلنت مبدأ الحياد الإيجابي المطلق، وعليه لا يوجد أي مانع يعيق إقامة صداقات وعلاقات وطيدة بين الشعب الليبي والشعب الإنجليزي إلا وجود القاعدة الإنجليزية في ليبيا بصورة مباشرة.
واضاف إن حرية ليبيا لازالت ناقصة مادام هناك جندي أجنبي فوق أرضنا، وإن مطلب الحرية والعدل لثورة الفاتح من سبتمبر في مقدمة مبادئنا، ومن أجل الحرية، قاتل الشعب الليبي طيلة ربع قرن من الزمان وهو أعزل ضد الغزو الطلياني الفاشي، وإن الشعب الليبي الذي حرك قواته المسلحة في ليلة الفاتح من سبتمبر المجيدة، لايقبل أن يقف على الطريق بعد أن دمر حكم الرجعية وحكم العمالة والتخلف إلا بعد أن تستكمل سيادته فوق أرضه.
وإذا كان هذا حال ليبيا، وقت الكرامة والعزة والاستقلال والسيادة تحت حكم قائد أسطوري أعاد لها كرامتها وكبريائها، فيمكن للجميع ان يرى بعينيه اليوم ما أضحت عليه البلاد من ذل وخنوع، وإذا كان قد قام القائد الشهيد معمر القذافي، بطرد كل القواعد العسكرية الاجنبية، فإن فبراير أعادتها كلها ثانية للبلاد فرنسية وإنجليزية وأمريكية واحتلال تركي وايطالي.



