الصحةمحلي

“بي بي سي”: فريق صيني ينشر بيانات جديدة طال انتظارها حول منشأ وباء كورونا

أفادت شبكة “بي بي سي” الأمريكية، بأن فريق بحثي في الصين نشر تحليلا لعينات تم أخذها منذ أكثر من ثلاث سنوات من منطقة السوق المرتبطة بتفشي وباء كورونا.

وبحسب شبكة “بي بي سي” الأمريكية، فقد شكل سوق هوانان للمأكولات البحرية والحياة البرية نقطة محورية خلال عملية البحث عن أصل فيروس كورونا، وتعتبر هذه أول دراسة تتم مراجعتها بطريقة “الأقران” للأدلة البيولوجية التي تم جمعها من السوق في عام 2020، حيث فتح ربط الفيروس بالحيوانات المباعة في السوق مسارات جديدة للتحقيق في كيفية بدء تفشي المرض.

وبين البحث أن المسحات التي ثبتت إصابتها بالفيروس تحتوي أيضا على مواد وراثية من حيوانات برية، حيث ويقول بعض العلماء إن هذا يعدّ دليلًا إضافيا على أن المرض قد انتقل في البداية من حيوان مصاب إلى الإنسان.

وقالت شبكة “بي بي سي” الأمريكية، عمال يرتدون بذلات واقية يشاركون في تطهير سوق المأكولات البحرية في هوانان، حيث يُعتقد أن فيروس كورونا الجديد ظهر لأول مرة ، في ووهان بمقاطعة هوبي، لكن علماء دعو آخرون إلى الحذر في تفسير النتائج، ولا يزال من غير الواضح سبب استغراق الأمر ثلاث سنوات للإعلان عن المحتوى الجيني للعينات.

ونشر فريق البحث الصيني نسخة مبكرة من دراسته عبر الإنترنت في شهر النوار فبراير 2022، لكنه لم ينشر المعلومات الجينية الكاملة التي كانت موجودة في العينات التي تم جمعها من السوق، وفي الربيع مارس من هذا العام، شاركت مجموعة دولية أخرى من الباحثين تقديراتهم الخاصة لما كشفت عنه المسحات المأخوذة من السوق، وذلك بعد أن لاحظوا أن السلالات الجينية تم نشرها على موقع إلكتروني لتبادل البيانات العلمية.

يتضمن هذا التحليل الجديد، الذي تم التحقق من صحته من قبل علماء آخرين قبل نشره في مجلة نيتشر العلمية، تفاصيل أكثر أهمية حول محتوى تلك العينات التي تم جمعها من الأكشاك والأسطح والأقفاص والآلات داخل السوق، قبل تفشي الوباء عام 2020، التقط العلماء صورًا لحيوانات من ضمنها الراكون، تُباع في سوق هوانان.

وأظهرت نتائج فريق البحث الصيني أن بعض العينات التي تم جمعها من مناطق بيع الحيوانات البرية أثبتت أنها إيجابية للفيروس، كما كشف تحليلهم أن الحيوانات المعروفة الآن بأنها أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وخاصة حيوانات الراكون، تم بيعها حية في تلك المواقع، لكن الباحثين الصينيين أشاروا إلى أن اكتشافاتهم لا ترقى إلى مستوى الدليل القاطع على كيفية بدء تفشي المرض.

وأضافت الورقة البحثية، أن هذه العينات البيئية لا يمكن أن تثبت إصابة الحيوانات”، مشيرة إلى أن احتمالية أن يكون الفيروس قد دخل السوق عن طريق شخص مصاب وليس حيوانا.

من جهته قال، البروفيسور ديفيد روبرتسون من جامعة جلاسكو، إن وهو عالم فيروسات شارك في التحقيق الجيني في أصل فيروس “سارس – كوف -2 ” في عام 2020 الأمر الأكثر أهمية حول هذه البيانات الأساسية أنها أصبحت منشورة الآن ومتاحة للآخرين للعمل عليها.

وتابع روبرتسون،: قراءة مجموعة الأدلة بشكل كامل هو الأمر المهم، ومحتويات العينات تُعد دليلا قاطعا على احتمالية إصابة حيوانات في السوق بالفيروس”، مشيرا  إلى أن وضع كل الأدلة مع حقيقة أن حالات كورونا التي ظهرت مبكرًا في ووهان جاءت من سوق الحيوانات، تعتبر دليلًا قويًا قوي على أن السوق موقع انتقال الفايروس من حيوان.

تأتي هذه النتائج في وقت تحظى فيه نظرية تسرب الفايروس من مختبر في ووهان بتأييد السلطات الرسمية في الولايات المتحدة، ونفت الحكومة الصينية بشدة التلميحات بأن الفيروس صُمم في منشأة علمية، لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي قال إنه يعتقد الآن أن هذا السيناريو هو “الأرجح”، وهو ما أيدته وزارة الطاقة الأمريكية.

وحققت العديد من الإدارات والوكالات الأمريكية لكشف لغز انتشار الفيروس، وتوصلت إلى استنتاجات مختلفة، ولكن في الأول من الربيع مارس اتهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي بكين بأنها “تبذل قصارى جهدها لمحاولة إعاقة التحقيقات والتعتيم على المعلومات”، وكشف عن اقتناع المكتب بنظرية تسرب الفايروس من المختبر حتى ذلك الوقت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى