الذكرى الـ53 لطرد القواعد الأمريكية من ليبيا.. صفحة خالدة باسم القذافي فضحت الخونة بعده
في الوقت الذي عاد الاستعمار، بأبشع صوره إلى ليبيا ثانية، وأصبح هناك أكثر من 10 قواعد استعمارية جديدة وفقا لتأكيدات المستشارة الأممية السابقة، ستيفاني وليامز تنتشر بطول البلاد وعرضها.
يتذكر الليبيون اليوم، صفحىة مضية من التاريخ الوطني في ليبيا، صفحة سطّرها التاريخ باسم القائد الشهيد معمر القذافي، وهى الذكرى الـ53 لطرد القواعد الأمريكية من ليبيا بعد شهور قليلة من طرد القواعد البريطانية من البلاد 28 مارس 1970.
ويمثل يوم 11 يونيو 1970، يوما وطنيا عظيما يعرفه الشعب الليبي وتعييه ذاكرة الآباء والأجداد، فهو ذكرى إجلاء القواعد الأمريكية من ليبيا بما يمثله من عزة وكرامة لشعب عظيم.
ويذكر التاريخ الليبي المضىء، إنه بعد قيام ثورة الفاتح العظيم سبتمبر 1969، تغير الوضع وبدأت المفاوضات لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي فوق الأراضي الليبية، فتم طرد القواعد العسكرية البريطانية والأمريكية والايطالية في عام واحد.
وكان عدد القواعد الأمريكية، في ليبيا 4 قواعد أكبرها قاعدة ويلس، مع سكن وعمل بالقاعدة الضخمة، لأكثر من 4600 أمريكي الى جانب قوة أخرى في ثوب مدني تضم جيشاً من بقايا الاستعمار الاستيطاني الإيطالي يمتلكون كل شيء له قيمة على الأرض الليبية
وكان قد وصف سفير سابق، للولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا، القاعدة الأمريكية بأنها أمريكا مصغرة على ضفاف البحر المتوسط.
وقد تم تغيير اسم القاعدة إلى قاعدة عقبة بن نافع الجوية، ثم إلى قاعدة معيتيقة الجوية، نسبة إلى طفلة ليبية تقطن بجوار القاعدة ماتت إثر سقوط طائرة أمريكية فوق منزلها.
وكانت قد كشفت وثيقة أمريكية، مفرج عنها من قبل المخابرات المركزية الأمريكية، بتاريخ 3 أغسطس 2005م، قبول الحكومة الأمريكية الانسحاب من قاعدة ويليس الجوية بطرابلس بعد لقاء جمع مجلس قيادة ثورة الفاتح العظيم، وممثلين عن الولايات المتحدة الامريكية بتاريخ 11 ديسمبر 1969م.
وأكدت الوثيقة إجبار الأمريكان من قبل القيادة الليبية، ممثلة في القائد الشهيد معمر القذافي، على سحب قواتهم وقواعدهم من ليبيا خلال 100 يوم.
وفي الوقت الذي يتذكر الليبيون الذكرى الـ 53 لاجلاء القواعد الامريكية عن ليبيا، فإنهم يتذكرون الصفعة التي تم لطمها على وجه المستعمر البريطاني قبلها في مارس من نفس العام 1970 وطرد القواعد البريطانية، ثم بعدها بشهور قليلة طرد القواعد الايطالية.
ولا تزال الكلمات التي قالها القذافي، وقت طرد القواعد البريطانية خالدة في آذان الليبيين واذهانهم،، بأن الجمهورية العربية الليبية غير المملكة الليبية المتحدة، وإن المملكة الليبية المتحدة غير الإمبراطورية البريطانية التي لا تغرب عنها الشمس، وإن عام 1969 يختلف عن عام 1953 الذي عقدت فيه المعاهدة. والاحتلال العسكري شىء مرفوض منذ بدء الخليقة. وإن المعاهدات والصداقات والتعاون أمور لا يمكن أن تبنى في ظل السيف وتحت أزيج الطائرات وهو أمرا يقوله القانون الدولي قبل أن نقوله نحن.
طرد القواعد الأمريكية، فصل وطني هام ومؤثر وباقٍ في تاريخ ليبيا، وهو بالطبع يتناقض مع عمليات بيع وعمالة وخيانة ومهانة وتردٍ ضربت البلاد بعد فبراير 2011. والقضية لم تعد تحتاج إلى اثبات، فملايين الليبيين كفروا بفبراير وتداعياتها وخديعتها وما ترتب عليها من ضياع البلاد.