أوراق..في عيد الإجلاء الذي بات ذكرى..

[   1   ]   …  وهو مستلق على ظهره تحت شجرة تُفاح ” يهز رجليه ” سقطت تُفاحة على بطنه فتغدى عقله واكتشف ” نيوتن ” قانون الجادبيـــة…

نهض من مكانه وهو يصيح ..وجدتها … وجدتها ، لكن الذين فاتحهم باكتشافه سخروا منه ، وقالوا له انت مجنون…” شن الجادبية وشن غنّتها “..!!

انقبض صدره وجلس القرفصاء يفكر…

أما حين غنى محمد سلطان { صغيرة حلــوه وجدّابــة …..كي نموت عليها بالزااااف } صفق له الذين غنى امامهم وقالوا له { جدّابة ونص } لان الاغنية  عبرت عن عقلهم الباطن ، عكس ” نيوتن ” وجماعته الذين لا قواسم بينهم…

[   2   ]   … وفي عام 1981 حاضر علينا القائد المفكر معمر القدافي رحمه الله بالمدرج رقم ” 1 ” بكلية اداب جامعة قاريونس العريقة عن [ الاستعمار والفراغ ]..

حذّر من عودة الاستعمار اذا توفرت شروطة، ونبة الى جُملة من المخاطر التى تصاحب عودته  كالاختلال السياسي والاقتصادي والاحتماعي والامني ..

يومها ايضا هناك من وشوش ” استعمار شنو..وفراغ شنو..” الاستعمار مرحلة وانتهت…وهناك من هتف بما يّشبة ” لن نعود للقيود “..

بعد 30 سنه من تلك المحاضرة عاد الاستعمار بثوبه الجديد الاكثر خطورة، وتطلع الليبيون الى من ينقذهم من حالة الاختلال ” الرباعي الابعاد ” الذي لاعهد لهم به..

وفي عز الازمة ادلى ” النائب صالـــح جعوده ” عام 2014  ..بدلـــوه بعد ان اهتـــدى الى نظـــــــرية { التّــــل والمرميطة }..فكان بذلك الحس الامني المفقود الذي نبحث عنه ، هو” نيوتن ” عصره فقط تفاحة ” نيوتن ” سقطت من فوق ، وتل  “جعودة ” ينغز من تحت …يأتي هذا في إطار« تطور » التفكير الامني..!!

[   3   ]   … بعد ان وجد ” نيوتن ” من يستمع اليه وآمن بقانونه، أحس الذين سخروا منه بسخفهم وقصر نظرهم ، اما ” النائب جعودة ” فقد تفاعلت نظريته مع الموروث الشعبي الذي يقول { شد في ذيل كلب يطلعك من غريق } فنسج على منوالها صاحب نظرية التل ” اركب على تل جعودة ينجيك من قنبلة مدسوسة “..!!!!! [   4   ]   … ..وعندما طالب الراحل القائد معمر القدافي رحمه الله القوات والقواعد الاجنبية بالرحيل عقب ثورة الفاتح من سبتمبر مباشرة ، قال الذين ” نظرهم تحت اقدامهم “…ماهذا..هذا جنون….؟!! كيف لشاب عشريني صغير  في دولة فقيرة مثل ليبيا ان يتحدى كل هولاء الكبار دفعة واحدة ويطالبهم بالجلاء…« هذا بيهلكنا »..!!

يجب ان نضحك هنا ولو قليلا ونحن نستمع الى المستشار  مصطفي عبدالجليل وهو يحلف برأس سيدي ادريس ويقول عقد القواعد منتهى..

والخلاصة :

رحل الانجليز ..واكتشف الذين رموا القائد معمر القدافي بالجنون ان نظرهم فعلا تحت اقدامهم كما هم جماعة نيوتن والمشككين في عودة الاستعمار ، ووقف المشككون على صحة ماقاله الداهية ” روميــــل ” من ان  { القائد الناجح هو الذي يسيطر على عُقول  اعدائه قبل ابدانهم }… وهذا ماحدث في مثل هذا اليوم قبل 54 عاما…

Exit mobile version